أبرز عمليات الإفراج عن أسرى باليمن (إطار)

جهود وساطة قبلية باليمن نجحت في الإفراج عن القائد البارز في الجيش اللواء فيصل رجب (69 عاما) الذي أسرته جماعة الحوثي في مارس/ آذار 2015، لتضاف إلى سلسلة عمليات إطلاق سراح ساهمت فيها مبادرات أممية ومحلية.


والأحد، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان مقتضب، "جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه في ملف الأسرى والمحتجزين، وتكثيف جهودهم للوفاء بالتزاماتهم بالإفراج عن كافه المحتجزين، وفق مبدأ الكل مقابل الكل".


ويعد ملف الأسرى من أهم ما تفاوض بشأنه أطراف النزاع في محطات مشاورات رعتها الأمم المتحدة، على مدى نحو 8 سنوات من حرب أدت إلى وقوع الآلاف في دائرة الأسر أو الاحتجاز، بعضهم مدنيون تم اعتقالهم لأسباب سياسية.


ومع عدم وجود إحصائية رسمية دقيقة بخصوص إجمالي الأسرى، قدمت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي كشوفات نحو 16 ألف أسير من الطرفين، وذلك في مشاورات السويد بين الجانبين نهاية عام 2018.


ورغم أن اليمن شهد عمليات إفراج عديدة على مدى سنوات، نستعرض في هذا الإطار أبرزها وأكبرها مما أطلق بموجبها سراح نحو 2500 أسير ومحتجز.


** أكبر عملية إطلاق سراح

تم تنفيذ أكبر صفقة تبادل أسرى بين الحكومة والحوثيين، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بوساطة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.


وبناء على الصفقة، تمت عملية إطلاق سراح 1056 أسيرا من الجانبين، بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين.


وجاءت هذه الصفقة بناء على اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والحوثيين نهاية 2018.


** ثاني أكبر عملية إفراج

بعد 10 أيام من مشاورات بين الحكومة والحوثيين في سويسرا، اتفق الجانبان في 20 مارس/ آذار 2023 على إطلاق 887 أسيرا ومحتجزا.


وبالفعل تم إطلاق هؤلاء جميعا، ونقلوا عبر رحلات جوية يسرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بين 14-16 أبريل/ نيسان 2023.


وكان بين من تم إطلاق سراحهم 16 سعوديا و3 سودانيين، إضافة إلى وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، وناصر شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، وكذلك 4 صحفيين حكم عليهم الحوثيون بالإعدام.


** إفراج بمبادرات إنسانية

بعد استكمال إطلاق 887 أسيرا ومختطفا في 16 أبريل الماضي، أعلن "التحالف العربي" باليمن في اليوم التالي إطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين، بشكل أحادي.


وأوضح الناطق باسم التحالف تركي المالكي في بيان، أن "إطلاق هؤلاء الأسرى جاء بمبادرة إنسانية من المملكة العربية السعودية لدعم جهود تثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة"، بينما قالت جماعة الحوثي إن "من تم إطلاقهم من التحالف هم مغتربون مدنيون تم اعتقالهم من مقرات أعمالهم في السعودية".


وفي 21 أبريل 2023، أعلن رئيس لجنة شؤون الأسرى في جماعة الحوثي عبد القادر المرتضى "الإفراج عن 77 أسيرا من أسرى الحكومة، كمبادرة إنسانية من طرف واحد بمناسبة شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك".


وأكدت حينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان "الإفراج عن 77 محتجزا متعلقا بالنزاع في العاصمة صنعاء"، معتبرة أن الإفراج عنهم من جانب الحوثيين "خطوة مشجعة"، وأعربت عن أملها أن تؤدي إلى "المزيد من عمليات الإفراج".


وفي مايو/ أيار 2022، أعلن التحالف العربي إطلاق سراح 163 من أسرى الحوثيين بمبادرة إنسانية من السعودية، وجاء إطلاق هؤلاء تزامنا مع سريان هدنة بين أطراف الصراع بدأت مطلع أبريل من العام نفسه واستمرت 6 أشهر.


** صفقة بوساطة محلية

في سبتمبر/ أيلول 2021، نجحت وساطة محلية بعيدا عن جهود الأمم المتحدة، في إطلاق سراح 206 أسرى ومعتقلين من الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي.


وشملت الصفقة إطلاق 70 مقاتلا من جماعة الحوثي مقابل 136 أسيرا ومعتقلا من الطرف الحكومي، وتم تنفيذها في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، ومعظم من تم إطلاقهم ينتمون إلى الحوثي.


وفي 30 أبريل 2023، أطلق الحوثيون سراح القائد البارز في الجيش اليمني اللواء فيصل رجب، ضمن واحدة من أبرز عمليات الإفراج منذ بدء الحرب.


وأواخر مارس/ آذار 2015، أسرت الجماعة رجب قائد اللواء 119 مشاة برفقة كل من وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي قائد القوات الخاصة، في بلدة العند شمالي محافظة لحج (جنوب)، خلال قيادتهم معركة ضد قوات الحوثيين.


والأسبوع الماضي، توجه وفد من شخصيات اجتماعية وشيوخ قبائل إلى العاصمة صنعاء (شمال) للمطالبة بإطلاق سراح اللواء رجب، الذي لم يطلق سراحه في الدفعة الأولى التي أعلنتها الحكومة الشرعية والحوثيون منتصف أبريل الماضي.


** مبادرات متكررة

وسبق أن جرت العديد من عمليات تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بشكل متكرر، وذلك بوساطات محلية دون وجود إحصائية لعددها أو عدد من تم إطلاقهم بموجبها.


ويعاني اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.


وقبل أسبوعين، أجرى وفد رسمي سعودي مباحثات نادرة مع الحوثيين في صنعاء للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع.


وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإنهاء الحرب منذ أن وقعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إنهما تتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها اليمن ولبنان.