المخا : من ميناء تأريخي الى وكر لمرتزقة الامارات

على خطى العاصمة  عدن تمضي  مدينة المخا الساحلية التي تعيش حالة عدم الاستقرار  منذ انقلاب الحوثين و السيطرة عليها من قبل القوات الموالية للإمارات  .


مدينة  المخاء  الضارب جذورها في التاريخ، لم تفقد ألقها ورونقها  فحسب، بل فقدت أمنها واستقرارها وسكينتها العامة، وأصبحت أشبه بغابة لا يحكمها القانون ، وسجن  كبير  يعيش سكانه  تحت رحمة مليشيات متعددة  الولاءات.


تصاعدت مظاهر الانفلات الأمني في مدينة المخا ، وأصبحت  المدينة الساحلية التي تحتل أهمية استراتيجية لقربها من باب المندب ، قاعدة استخباراتية ولوجستية يتم تجهيزها بديلاً عن قاعدة  "عصب الارتيرية "التي تستخدمها الامارات لإدارة عملياتها على امتداد البحر الاحمر  و القرن الافريقي وخليج عدن ' عقب  انباء اوردتها  وكالة 'أسوشيتد برس' الأمريكية بأن الإمارات فككت أجزاء من قاعدة عسكرية تديرها في دولة إريتريا، الواقعة شرق إفريقيا.


*صراع الاجنحة 


خلال  السنوات الاخيرة تصاعدت  الاضطرابات في  المدينة  ، بالاضافة الى الرعب الذي يسيطر على ابنائها نتيجة الاشتباكات التي تتجدد بشكل دائم  بين المليشيات متعددة الانتماءات ،  وذلك عقب  إعلان الإمارات إعادة تموضعها وسحب غالبية قواتها من اليمن، عام 2019، وسلمت السيطرة على المخا وذوباب والمديريات الساحلية لأبرز اتباعها "طارق عفاش" .


ويبدو الصراع  جلياً بين بعض القيادات الجنوبية والمقاومة التهامية  وبعض سكان المناطق الساحلية  من جهة  ، وقوات طارق صالح  من جهة اخرى، فالمدينة التابعة إدارياً لمحافظة تعز، تعاني من صراعات  النفوذ  اليومية الذي ازدادت  بشكل واضح في الاونة الاخيرة .


تشكل الاغتيالات والتصفيات ابرز ملامح ذلك الصراع ، ففي نهاية يناير الماضي  اغتال مسلحون مجهولون مدير الأمن السياسي في الحديدة العقيد "إبراهيم حرد"  أثناء تواجده في العاصمة المؤقتة ‎عدن.

 

وذكرت مصادر  قريبة منه ، أنه عُثر على جثة " حرد "مرمية في مديرية البريقة، مكبلة وعليها آثار تعذيب وطلقات نارية.

 

ووفق المصادر، فإن حرد كان على خلاف مع " عمار عفاش"  على خلفية محاولات حرد انشاء جهاز للامن السياسي يكون تابع للشرعية ومستقل عن اجهزة المخابرات التي انشأتها  الامارات بالساحل الغربي بقيادة عمار عفاش وهذا ماجعله عرضة للموت والاغتيال .


*ميناء المخا قاعدة عسكرية و غرفة عمليات 


مصادر محلية وصفت  ما يحدث في مدينة المخا  بالمرعب  والذي يعكس سياسة الإمارات في  إدارة المدينة ، فالميناء التاريخي تحول إلى ثكنة عسكرية وغرفة عمليات خاصة لقيادة القوات الإماراتية ومرتزقتها ، ويمنع أبناء المدينة  من الاقتراب منه باعتباره منطقة عسكرية خالصة ، وهو ما تسبب بتوقف  الحركة التجارية في المدينة بشكل نهائي .


وتضيف المصادر  انه تم ردم خور المينا  وتوسيعه بشكل ملفت ، اتضح من تلك الاعمال ، انها كانت عملية تجهيز  لبناء قاعدة ومدرج  لإطلاق الطائرات المسيرة  الخاصة بالاماراتين .


واشارت المصادر  الى عملية  تحويل الميناء التاريخي التجاري  الى  ميناء عسكرياً يستقبل المزيد من شحنات السلاح المقدم من الامارات للمليشيات  الموالية لها ، وكيف اصبحت شواطئها  محمية إماراتية يمنع اقتراب الصيادين التقليدين منها.


وليد طارق :  احد ابناء المخاء يتحدث قائلا  " سعت الامارات لتثبيت طارق عفاش في الساحل الغربي وتم فرضه على أبناء تهامة ومناطق ساحل تعز ،  فالمدينة  كانت مفتاح السر لبناء هيكل قوات طارق و نواة تجميع بقايا عفاش لإنتاجهم وأعاده تسويقهم، واشار الى ان المدينة اصبحت قاعدة عسكرية هامة ضد الشرعية في  اليمن .


ويضيف وليد "  في حديثه " لموقع وطني بوست " يوجد ضمن  غرفة العمليات المتعددة  المهام غرفة   منظومة اعلامية ومتكاملة  يديرها الصحفي  "نبيل الصوفي" تعمل ضد الشرعية ،  وتدعم  مخططات الامارات اعلاميا من خلال صناعة تقارير صحفية وفبركة مواد اعلامية وشائعات ،  تعمل هذه المنظومة  تحت اسم  "مؤسسة المخا للاعلام" استُأجر لها مبنى  في حارة العمودي  ويعمل فيها عشرات الاعلاميين والناشطين ويتوزعون في مناطق مختلفة وينقسمون الى فرق وضمن مهام محددة .



* انتهاكات يومية 

خلال السنوات الاخيرة تصاعدت جرائم القتل والاعتقالات والاغتصاب والسرقة في المدينة ،

في يناير الماضي أقدم مسلحون  على اعتقال الشيخ السلفي خالد هبة -خطيب مسجد "عماري" بمدينة المخا- عقب خطبة الجمعة التي انتقد فيها الانفلات الأمني والقائمين عليه في المدينة .


يأتي ذلك في إطار الإجراءات الصارمة التي تفرضها المليشيات  للحد من معارضيها ومنتقديها في الساحل الغربي، حيث تُنفِّذ مليشيات  طارق المدعومة من الإمارات حملات مستمرة تطال مُنتقدي إدارتها للمنطقة.


وتتزامن حملات الاعتقالات مع انتشار مسلسل نهب الأراضي في مديريات الساحل الغربي، حيث تعرضت الكثير من ممتلكات المواطنين للبسط من قِبل قيادات عسكرية نافذة في المدينة، كما صادرت قوات صالح مساحات واسعة من الأراضي بذريعة إنشاء تجمعات سكانية لأفرادها.


يُشار إلى أن الكثير من مشايخ وعقال الساحل الغربي لا يزالون خلف القضبان في سجون عفاش السرية، منهم الشيخ القبَلي خالد العزيبي ونجله، الذي تعرض للاعتقال أواخر أغسطس من العام الفائت ، جراء تأييده لاحتجاجات الصيادين المُندِّدة بإجراءات الإمارات وحلفائها القمعية بحقهم. 


مصادر حقوقية أكدت انه وقبل عام تقريبا  صدرت  توجيهات إماراتية  من عدن إلى القوات الموالية لها في المدينة ، قضت باعتقال مشاركين في المسيرة الساخطة التي خرجت  بسبب جريمة اغتصاب بائع الخبز، والتي طالب فيها المحتجون برحيل التحالف من المدينة. وتنفيذاً لتلك التوجيهات شنت القوات الموالية لأبو ظبي حملة اعتقالات انتهت باعتقال 25 مدني من سكان المدينة، وفيما لاذ عدد من المطلوبين بالفرار ، عُثر على جثث اثنين منهم أعدما بالرصاص، تم الرمي بجثتيهما في منطقة يختل الواقعة في القرب من المدينة ، فمسلسل التصفيات اليومية يطال المعارضين والمحتجين من عامة الناس في المدينة بشكل يومي .



 

ورغم القبضة الحديدية للإمارات على المخا التي اصبحت  اشبه بمستعمرة إماراتية ، يرفع في مدارسها ومكاتبها الحكومية صور لأولاد زايد،  كل ذلك لم يشفع لها فالمدينة محرومة من الخدمات الاساسية ، باستثناء طلاء بعض المدارس في المديرية.



* فصل المخا عن تعز


يواصل  الناشط وليد طارق حديثه لموقع " وطني بوست "  ان الامارات تراهن  على القوات التي تم إنشائها في الساحل الغربي بقيادة اولاد عفاش  للسيطرة على موانئ البحر الأحمر  وفصل مدينة المخاء  عن تعز .


 ويضيف " مخطط سلخ المخا عن تعز يسير وفق خطة الفصل الإداري باعتبارها مستعمرة اماراتية جديدة مستقلة اداريا وجغرافيا عن تعز تحت إشراف الحاكم العسكري ابو محمد ووكيله طارق عفاش فكان اخرها  اعطاء صلاحيات وكيل نيابة المخا "صفة قانونية النيابة المركزية".