"ثُلثا القوة" فرت إلى الساحل الغربي .. من كان يسيطر على جبل بيحان في الشمايتين ؟

فرّ عشرات المسلحين من جبل بيحان في التربة, بمدرعتين وعشرات الأطقم والمعدات العسكرية إلى ساحل تعز, عقب إخلاء اللجنة الأمنية للجبل من المتمردين.

وقال مصدر عسكري  أن " المتمردين في جبل بيحان سلموا الجبل, للأمن العام, تنفيذا لأوامر قائد اللواء 35 مدرع, العميد الشمساني للرائد محمد الجائفي.

وأكد المصدر أن " المتمردين سلموا الجبل كموقع إضافة إلى جزء من أسلحة اللواء, في حين أن قيادات وعشرات الأفراد فروا بأسلحة ثقيلة وعربات إلى ساحل تعز, حيث تتواجد قوات موالية للإمارات".

وأوضح أنه "بعد تسليم بيحان للحملة الامنية غادرت الجبل عشرة أطقم, 7 مرت من هيجة العبد و 3 مرت من الصحى واتجهت الى الساحل الغربي, وعلى متنها مجاميع مسلحة" .

وأضاف أن "خمسة اطقم ومدرعتين تم تهريبها الى الساحل الغربي بعد ان كانت متجهة مع أطقم اخرى الى معسكر اللواء 35".

وتبلغ القوة التي فرت إلى الساحل الغربي - بحسب المصدر العسكري - ثلثي القوة التي كانت تسيطر على جبل بيحان, وهو ما أثار تساؤلات واستفاهمات لدى مراقبين ونشطاء.

تساؤلات

وتساءل متابعون: لماذا يهرب سلاح اللواء 35 إلى الساحل الغربي؟

وأضافوا " وإذا كانت تلك المجاميع والأسلحة لا تتبع اللواء 35 فلماذا تواجدت في بيحان خلال الأشهر الماضية؟ وما هي المصالح التي كانت تدافع عليها ؟

هل كان بيحان محتلًا ؟

حيث أكد نشطاء أن "هروب المجاميع المسلحة التي كانت تسيطر على بيحان, باتجاه الساحل الغربي, تثبت أنها لم تكن تابعة للواء 35 مدرع, كما كانت تزعم".

وأضاف نشطاء " أن جبل بيحان خلال الأشهر الماضية كانت تسيطر عليه مجاميع ممولة إماراتيًا وهو ما يعني أنه كان في قبضة احتلال, فالإمارات, كما هو معلوم, معادية لتعز والشرعية ".

ويؤكد مراقبون أن " مجاميع مسلحة لا تتبع الجيش الوطني في تعز, وتتلقى تمويلا وتسليحا إماراتيا, سيطرت على جبل بيحان خلال الأشهر الماضية, مستغلة حادثة استشهاد العميد عدنان الحمادي" . وأضافوا أن تلك المجاميع " استعانت بعدد من قيادات اللواء 35 التي انكشفت مؤاخرا بتمردها عن اللواء ورفضها للقرار رئيس الجمهورية ".

وأوضحوا أنه " نظرا لموقع الجبل الاستراتيجي, فإنه تحول إلى وكر للمتمردين والمطلوبين أمنيا والمجاميع المسلحة المشبوهة".

الدولة تنتصر

واعتبر المراقبون أن "سيطرة الحملة الأمنية على جبل بيحان, يعد انتصارا للدولة في تعز".

مؤكدين أن هذا الانتصار بمثابة دفن لمشاريع الصغيرة السوداء, لاسيما المشروخ الخبيث الذي ترعاه الإمارات والذي كان يهدف لشرخ تعز إلى محافظتين, إحداها تتشكل من مديريات الساحل والحجرية".

انكشاف الغطاء

واعتبر نشطاء بأن "هروب المجاميع المسلحة والقوة العسكرية باتجاه الساحل الغربي, ألحق فضيحة مدوية بالجهات التي كانت تحاول إقناع الرأي العام بأن تلك القوة والمجاميع تابعة للواء 35 مدرع".

وبينوا أن جهات وقيادات سياسية وصحفية ومواقع مشبوهة بعضها تتبع المؤتمر (جناح الإمارات), وبعضها تابعة للناصري الموالي للإمارات, روجت خلال الأشهر الماضية وما تزال, بأن موقع بيحان واقع تحت سيطرة اللواء 35 مدرع". وأضافوا: " لكن تحرك الحملة الأمنية أحرجهم عندما رأوا تلك المجاميع تهرب باتجاه الساحل الغربي".

وكان متمردون عن اللواء 35 مدرع ومسلحون موالون للإمارات سيطروا على موقع بيحان, وعملوا على إقلاق السكينة العامة في الشمايتين, كما شنوا قصفا مرات عدة على منازل مواطنين في مدينة التربة.

وفي العاشر من يوليو الماضي, صدر قرار جمهوري بتعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائدا للواء 35 مدرع, خلفا للشهيد عميد عدنان الحمادي الذي استشهد في ديسمبر الماضي, داخل منزله وبرصاص شقيقه "جلال", في ظروف غامضة لحقها مرحلة من تنفيذ أجندة إماراتية في ريف تعز الجنوبي.

ورفض عدد من قيادات اللواء 35 القرار الجمهوري ومنعوا تسليم اللواء للعميد الشمساني, وتمردوا عن الجيش, وكثفوا زياراتهم بالقوات الموالية للإمارات في الساحل الغربي.

والجمعة الفائتة, أطلقت اللجنة الأمنية ومحور تعز حملة أمنية بقيادة الشرطة العسكرية, لمطاردة المتمردين عن الشرعية, حيث تمكنت الحملة من بسط نفوذها على معظم مناطق ريف تعز الجنوبي وصولا إلى منطقة العين, وتسليم مقر اللواء 35 مدرع للعميد الشمساني ليبدأ مباشرة مهامه.

وحظيت الحملة الأمنية التي أفضت إلى تنفيذ القرار الرئاسي بترحيب شعبي كبير في ريف تعز الجنوبي وتفاعل واسع على منصات التفاعل الاجتماعي.

الجوزاء نيوز