"أسوأ محافظ شهدته تعز".. اتهامات لنبيل شمسان بالإساءة للشرعية والوقوف ضد المحافظة ودعوات شعبية لعزله

وطني بوست | متابعات | تقرير بوست 

يرى نشطاء ومراقبون أن محافظ تعز نبيل شمسان شكّل، منذ تعيينه في 31 ديسمبر 2018، نقطة قوة لكل ما من شأنه الإضرار بتعز والدولة. 


ويتهم النشطاء المحافظ شمسان بالإساءة للشرعية وإظهار الدولة بصورة مشوهة، من خلال إسناد الخارجين عن القانون والعمل على تكريس المناطقية والتماهي مع المشاريع المعادية.

 

ويعزز اتهامات النشطاء، تصريح مصدر أمني، بشأن استمرار التحركات ذات البعد المناطقي، للمحافظ نبيل شمسان. 

 

حيث قال المصدر الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"تقرير بوست"  : للأسف، محافظ تعز يعمل على النقيض من المصلحة التعزية، ووقف لأشهر مانعًا لتوحيد القرار الأمني في المحافظة". 

 

واتهم المصدر محافظ تعز بأنه وقف عائقًا أمام توحيد القرار الأمني في المحافظة، وذلك من خلال إسناده للخارجين عن القانون في الريف الجنوبي لتعز". 

 

وأضاف" بالإضافة إلى أنه يدعم قائد القوات الخاصة العميد جميل عقلان في الاستقلال بالقرار الأمني بعيدًا عن التنسيق مع إدارة شرطة تعز" لافتًا إلى أن "المحافظ شجع جميل عقلان على السماح  للمطلوبين أمنيًا بالتواجد في مقر القوات الخاص وفي النقاط، وعلى رأسهم المطلوب أمنيا عادل العزي (نائب أبو العباس وقائد خلايا الموت المتهمة باغتيال العشرات من أفراد الجيش الوطني بتعز) ". 

وبحسب المصدر، فإن نبيل شمسان يحاول إثارة إشكاليات سابقة رغم حلها، كقضية "جبل بيحان" المطل على الشمايتين، والذي كان يسيطر عليه خارجون عن القانون مدعومين إماراتيًا وشخصيات لها ارتباطات بتنظيم داعش، وذلك قبل أن تبسط الدولة نفوذها جنوبي تعز، ويسيطر الأمن العام على الجبل".

من جانبه، أكد مصدر عسكري، إن محافظ تعز مستمر في دعم القيادات التي تمردت على قرارات الرئيس هادي والشرعية.

وأوضح المصدر لـ"تقرير بوست" أن نبيل شمسان يدعم العقيدين عبدالحكيم الجبزي وعبدالكريم السامعي، والشدادي، ويتواصل بهم ويعقد معهم لقاءات مستمرة، رغم أنهم مطلوبين أمنيًا ومتمردين على القرار الجمهوري الذي قضى بتعيين العميد الشمساني قائدا للواء 35 مدرع، خلفًا للشهيد العميد عدنان الحمادي". 

وما يزال الجبزي والشدادي والسامعي - يضيف المصدر -  متمسكين بتمردهم، ويحاولوا تفجير الوضع في الريف الجنوبي لتعز بهدف إسقاط التربة، تنفيذًا لأجندة خارجية تسعى لإسقاط مديريات الحجرية في يد قوات طارق صالح الذي يقود تشكيلات مسلحة موالية للإمارات في ساحل تعز". مضيفًا "وكل هذا يجري في ظل تواطؤ المحافظ للأسف".

وفي 17 يناير الفائت، التقى محافظ تعز بالمطلوبَين أمنيا فؤاد الشدادي وعبدالحكيم الجبزي في مقر القوات الخاصة بمنطقة "الخيامي"، بحسب مصادر مطلعة 

وذكرت المصادر أن اللقاء تم بتنسيق قائد القوات الخاصة جميل عقلان، بناء على توجيهات من قيادات حزبية موالية للإمارات". 

واعتبر نشطاء لقاء المحافظ بالشدادي والجبزي، المعروفين بتمردهما على قرارات الرئيس هادي "فضيحة مدوية تؤكد أن المحافظ نبيل شمسان يعمل على نخر الشرعية من داخلها، ويعيق انتصار الدولة، خدمة لأجندة مشبوهة". 


وقالت مصادر مطلعة لـ"تقرير بوست" أن محافظ تعز حاول الشهر الفائت نقل سجناء متهمين في حادثة مقتل التربوي محفوظ السعدي وأصيل الجبزي، حيث قُتل الثاني في 22 أغسطس الماضي ثأرًا للأول الذي قتل برصاص المتمرد عبدالحكيم الجبزي ومرافقيه.  

حيث حاول المحافظ - تضيف المصادر - نقل المتهمين إلى عدن، وذلك بعد أن استخرج المتمرد عبدالحكيم الجبزي، بمساعدة مليشيا الانتقالي، مذكرة من الجزائية بعدن بهدف إرسال المتهمين بقتل التربوي محفوظ السعدي في منطقة المعافر في أغسطس الماضي، إلى عدن.

وفي ذات الحدث، يؤكد الصحفي صدام الحريبي، أن "محافظ تعز والمتمردين تعرضوا لصفعة كبيرة، وهي أن رئيس نيابة الاستئناف بتعز أدرك مخطط نقل السجناء ووجه بإعادتهم إلى السجن المركزي، بعد كشف اللعبة وتوقيفهم في التربة، الأمر الذي أجبر المحافظ وشلته على الدفع بمسلحين تابعين للمتمرد عبدالحكيم الجبزي إلى الصعود إلى جبل الراهش ومحاولة إشعال الوضع،  وقد أدى كشف المخطط إلى وضع المحافظ في موقف فاضح ومخزٍ جعله يصمت صمت المفضوحين.

شمسان وطارق صالح.. علاقة وطيدة 


ويوجه نشطاء في تعز اتهامات للمحافظ شمسان بالتواصل المستمر مع طارق صالح الذي يقود تشكيلات مسلحة مدعومة إماراتيًا، ولا تعترف بالشرعية. 

ويرى مراقبون أن تواصل شمسان بطارق صالح كان جاريًا من قبل تعيينه محافظا لتعز، لكن العلاقة تعززت عقب تعيين شمسان للقيادي المؤتمري المتحوث "عبدالرحيم الفتيح" مديرًا عامًا لمديرية المخا الخاضعة لسيطرة مليشيا مدعومة إماراتيًا، أواخر ديسمبر 2019.

الارتباط بجناح الإمارات في المؤتمر 

وبحسب مصادر معلوماتية، يرتبط محافظ تعز بجناح المؤتمر الموالي للإمارات، الذي يقوده رئيس مجلس النواب سلطان البركاني وحمود الصوفي، وهو ما يعني أن ثمة هوة وعدم انسجام بين المحافظ وبين الرئيس هادي وقيادة المؤتمر الموالية للسعودية.

كما أن ارتباط المحافظ بجناح الإمارات في المؤتمر - تضيف المصادر - يُفسر تخادمه الدائم مع المتمردين والخارجين عن القانون المدعومين إماراتيُا من أمثال طارق صالح وعبدالحكيم الجبزي وعادل العزي وعبدالكريم السامعي وغيرهم. 


وتجلّت تبعية محافظ تعز للأجندة المشبوهة عندما ساند المطلوبين أمنيًا وحاول إعاقة الحملة الأمنية من بسط نفوذ الدولة في الريف الجنوبي لتعز.


دعوات لتغييره 


ومؤخرًا، تزايدت الدعوات الشعبية لتغيير محافظ تعز، باعتباره يقف حائلا دون الانتصار للشرعية، وينفق على نفسه وأسرته في القاهرة عشرات الملايين شهريًا من ميزانية المحافظة، في حين يفتقر أبطال الجيش في خطوط التماس لتغذية مناسبة.


وفي أكتوبر الماضي، أطلق مواطنون في تعز حملة توقيعات للمطالبة بعزل نبيل شمسان، وتعيين شخصية وطنية جامعة تليق بالمرحلة، غير مرتهنة للأحزاب وولا للأجندة معادية، وغير متصالحة مع المتمردين والخارجين عن القانون. 


ويكثف نشطاء من تناولاتهم الإعلامية التي ترى في نبيل شمسان "أفشل محافظ شهدته تعز"، مؤكدين أنه كان دومًا بعيدًا عن قضايا المحافظة ومعاناتها، ولا يحضر إلا فيما يعكّر صفو تعز ويعمّق مأساتها وإشكالياتها، من خلال إسناده للمناطقية والأجندة المشبوهة المعادية لتعز.