رفع الدعم الأمريكي عن السعودية في اليمن .. ما الذي تغير بهذا الإعلان؟ (تقرير)
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب "جوزيف بايدن"، مساء الخميس، إيقاف الدعم الأمريكي للسعودية في حرب اليمن فيما يخص القدرات الهجومية.
بالمقابل قال "بايدن" إن بلاده ستواصل دعم السعودية للدفاع عن أراضيها وأمنها من قوى تدعمها إيران.
كما قرر الرئيس الأمريكي تعيين مبعوث أمريكي إلى اليمن للمرة الأولى منذ بدء الحرب في البلاد، حيث سمى السيد تيم ليندركينغ مبعوثا بجانب المبعوث الأممي غريفيث للخروج بحلول دبلوماسية.
وقد رحبت السعودية في بيان بما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي حيال التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات الإيرانية.
الحكومة اليمنية كذلك رحبت بتعيين المبعوث الأمريكي، حيث أجرى وزير الخارجية اليمني اتصالا مع المبعوث الامريكي الجديد "لقد رحبت به وبالدور المنوط به للمساهمة في تعزيز جهود السلام الذي كنا دائما حريصين على إنجاحها".
وأضاف بن مبارك أنه رحب كذلك بـ "خطاب الرئيس بايدن فيما يتعلق بدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن".
وتفاءل ناشطون يدعمون السلام بالقرار الأمريكي معتبرين أنه البداية لإنهاء الحرب، غير أن كثيرين قالوا إن شل يد السعودية في اليمن لن ينهي الحرب طالما من أشعلها لا يزال في مأمن، ويده مسلطة على رؤوس اليمنيين.
رد سعودي سريع
الرد السعودي جاء سريعا هذه المرة وعلى لسان نائب وزير الدفاع في المملكة، حيث قال "خالد بن سلمان" إن المملكة تؤكد "استمرار دعمها للجهود الدبلوماسية للتوصل لحل سياسي شامل في اليمن وفق المرجعيات الثلاث"، تماشيا مع دعوة بايدن وتذكيرا بالقرارات الأممية التي تغاضى عنها صانعو السلام.
وأضاف بن سلمان أن المملكة مستمرة كذلك في دعمها "للشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات وبكل حزم".
السفير السعودي في اليمن آل جابر سرعان ما التقى بسفير الولايات المتحدة لدى اليمن، وناقشا الحل السياسي في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث، وهذا رد الفعل الدبلوماسي الأسرع للسعودية.
واعتبر مراقبون أن هذه الرسالة رد قوي على القرار الارتجالي لبايدن نكاية بسلفه ترامب، والذي تناسى الإشارة إلى من أشعل الحرب وانقلب بدعم إيراني على التوافق السياسي وشملته قرارات أممية لا تزال طي النسيان.
مالذي سيتغير
الدكتور عبدالقادر الجنيد علق على قرار بايدن بشأن اليمن بالقول إنه "لا هو سيئ ولا هو جيد، هو قرار لا شيئ"، في إشارة إلى تقزيم القرار ومدى فاعليته في مجرى الحرب في البلاد.
وأضاف الجنيد ناقدا للديموقراطيين "لا يوجد أي شيئ برؤوسهم"، وتابع القول "لا يهمهم عواقب أعمالهم، ولا يفرقون بين خير وشر في اليمن، ولا من الطرف الذي سيستفيد منها في النهاية".
المحلل السياسي اليمني "ماجد المذحجي" اعتبر القرار حاليا مجاف للواقع بالقول "أي مسار سياسي لإنهاء هذه الحرب سيخط نفسه وسط التوازنات الهشة لأطراف الحرب المحليين والإقليميين، ولذلك سيكون مسارًا متقلبًا وغير مضمون".
وأضاف على صفحته على تويتر منتقدا نقد القرار لطرف واحد دون البقية "إن السلام لا يضمنه بايدن، ولكنه يتحقق بتنازلات من الجميع لا يبدو منالها قريباً، والحرص على إخراج السعودية لوحدها من هذه الحرب لن يضمن انتهاءها".
هل سيوقف القرار الحرب؟
الصحفي اليمني "فتحي بن لزرق" على على قرار وقف الدعم عن السعودية والدعوات للحل الدبلوماسي بتعيين مبعوث أمريكي للمرة الأولى معتبرا "وقف الحرب قرار حكيم ويجب أن يُدعم من كافة الأطراف".
وأضاف بن لزرق أن هذه الحرب "أدمت اليمنيين ودمرت بلادهم"، معتبرا أنه "حانت لحظة صناعة السلام في اليمن".
لكن الصحفي الجنوبي تساءل عن كيفية الحل الذي دعا له بايدن مشيرا إلى أن هذا السلام "يجب أن لا يكون مشوها وكاذبا ومضللا كسنين الحرب التي مرت"، واستطرد في نهاية تغريدته على تويتر "نحن بحاجة إلى سلام حقيقي، لا صفقة استسلام وهزيمة، سلام ينتصر لكل اليمنيين".
أما "محمد سعيد الشرعبي" صحفي يمني تساءل عن القرار فيما إذا كان وصفة سلام أم أنن مدخل للابتزاز واستمرار الحرب كما هي.
وقال على تويتر "هل سيمثل إعلان أمريكا وقف دعم الحرب في اليمن بداية للسلام الشامل، أم مرحلة أخرى من الابتزاز السياسي".
وتخوض السعودية بتحالف عربي حربا في اليمن منذ مطلع 2015 عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في البلاد، ورغم أن البداية كانت قوية وحررت مساحات كبيرة من البلاد جنوبا وشرقا، غير أن تدخلات الإمارات ودخول المطامع الدولية شكلت تراجعا كبيرا للقوات المدعومة من التحالف لصالح الحوثيين، خصوصا في السنوات الأخيرة في ظل تنامي قوة المليشيات المدعومة من إيران بشكل مخيف باتت قادرة على استهداف العمق السعودي بالصواريخ والطائرات المسيرة.