غضب يمني من إحاطة غريفيث الأخيرة لمجلس الأمن (رصد)
قدم المبعوث الأممي إلى اليمن "غريفيث"، مساء الخميس، إحاطته لمجلس الأمن للمرة الأولى عقب الحادث الإرهابي بعدن.
وقال غريفيث، عقب زيارة مكوكية للرياض وعدن، إنه مصدوم من حجم الدمار الذي لحق بمطار عدن في الحادث الإجرامي الذي استهدف وصول الحكومة اليمنية، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية اليوم نتائج التحقيق التي اتهمت الحوثيين بالوقوف وراء الحادثة عبر تقنيات إيرانية.
وعلق المبعوث الدولي على قرار الخارجية الأمريكية الرامي لإعلان جماعة الحوثيين منظمة إرهابية، مناشدا إياها عدم الإقدام على ذلك، كونه سيؤثر على عملية السلام، وفقا لتعبيره.
تأتي هذه الإحاطة تزامنا مع حملة شعبية يمنية لتأييد التوجه الأمريكي الذي أعلن عنه وزير الخارجية "بومبيو"، والرامي لإعلان جماعة الحوثي منظمة إرهابية قبيل ساعات من انتهاء فترة الرئيس ترامب الرئاسية.
ويرى اليمنيون أن تصنيف الجماعة المزمع يليق بأعمالها الإجرامية التي يمارسها الحوثيون بحقهم من تفجير للمنازل والقتل حسب الهوية، ليس أولها إذكاء فتيل الحرب في البلاد، وليس نهايتها اقتحام قرى الحيمة بتعز وقتل أبنائها وصلبهم على جذوع الأشجار.
وعقب إحاطة غريفيث، اتهم مغردون وناشطون المبعوث الدولي بمحاباة الحوثيين والترزق من استمرار الحرب في البلاد، خصوصا أنه لم يحقق أي تقدم في عملية السلام منذ تعيينه، باستثناء اتفاق ستوكهولم الذي لم يرَ النور منذ عامين، وذهب بعضهم إلى عمل حملات على مواقع التواصل تطالب بطرده.
القلق يداهم غريفيث مجددا
في إحاطته لمجلس الأمن، قال المبعوث الدولي "إنني قلق للغاية بشأن تأثير قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية"، وأضاف في تغريدات على تويتر عن إحاطته "نخشى أن هذا القرار لا بد وسيؤدي إلى تثبيط الجهود المبذولة لجمع الأطراف معًا".
وأثار هذا التصريح غضبا واسعا في أوساط اليمنيين، الذين رأوا فيه دفاعا عن المليشيات، وتغذية لاستمرار الحرب إمعانا في استمرار مهزلة صناعة السلام التي يدفع ضريبتها اليمنيون منذ سنوات.
الصحفي والناشط همدان العليي رد بالقول إن "مارتن غريفيث وفريقه يريدون تحميل قرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية مسؤولية فشلهم في أداء مهامهم".
وأضاف العليي في صفحته على تويتر مخاطبا المبعوث الدولي "لا يا مارتن.. أنت فاشل وكاذب أنت وفريقك من وقت مبكر، لم تنجح في أي ملف سوى تمكين الحوثيين وما حدث في الحديدة خير دليل".
رد فعل رسمي
مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية الأسبق علق في صفحته على تويتر ردا على طلب غريفيث بالقول "تم إيقاف تحرير الحديدة وإعاقة إعادتها للدولة وللشرعية والسلام، بنفس الحجج وذات اللغة وأحيانًا الألفاظ والتعبيرات التي تحدث بها اليوم مارك لوكوك وتحدث بها غريفيث".
وأضاف عبد الملك المخلافي في عدة تغريدات "لا الوضع الإنساني تحسن، ولا السلام تحقق، ولا الحرب توقفت، ولا الحوثي تخلى عن الإرهاب وسمح بتدفق المساعدات".
كما كشف المخلافي أن "الحوثي هو الذي حاول اغتيال المبعوث ولد الشيخ"، وهو ذاته "من يمنع الآن غريفيث من زيارة صنعاء"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يعلم يقينا بحادثة الاغتيال للمبعوث الأسبق.
وتابع أن الاتحاد الأوروبي كذلك "يعرف عرقلة الحوثي لمنظمات الإغاثة والأعمال الإنسانية وسرقتها وكل ذلك إرهاب وتعطيل للسلام، والسبب في المأساة التي يعيشها الشعب اليمني".
من يدعم الإرهاب؟
العقيد والمستشار العسكري في القوات الحكومية يحيى أبو حاتم كتب ردا على إحاطة غريفيث بالقول "أطالب جميع اليمنيين والأشقاء العرب وكل أحرار العالم بإطلاق حملة ضد ممارسات مارتن غريفيث الداعمة لجماعة الحوثي الإرهابية".
أما الصحفي كامل الخوذاني فقد برر مخاوف المبعوث الدولي من التصنيف الأمريكي والمغزى من خلفها "المساعدات التي يحتج بها غريفيث يسرقها الحوثيون ويوزعونها على أتباعهم، معظم المنظمات شريك لهم بتقاسم الأموال لهذا تقف ضد القرار". وأضاف أن مئات الأطنان من المساعدات أتلفت بمخازن الحديدة بسبب منع الحوثي توزيعها.
الإعلامي عبد الله إسماعيل رد بالقول إنه وكما شجع الصمت الدولي "انتهاكات وجرائم جماعة الحوثي الإرهابية، يشجع الصمت الحكومي محامي الحوثي غريفيث على تجاوز مهمته والدفاع عن إرهاب الحوثي والانحياز الكامل لجرائمه".
وأضاف على تويتر متهكما "من يخبر الحكومة أن بإمكانها وضع حد لتصرفاته فليست مهمة غريفيث صكا على بياض".
يذكر أن وزير خارجية الولايات المتحدة أعلن الأسبوع المنصرم نية حكومته تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، فضلا عن إدراج عدد من قيادات الجماعة ضمن لائحة العقوبات، الأمر الذي أثار جدلا في الشارع اليمني.