عملية "حرية اليمن السعيد".. تكراراً للفشل أم عنوان مرحلة جديدة؟

في الحادي عشر من يناير الجاري، ومن محافظة شبوة بُعيد استكمال تحرير مديريات بيحان الثلاث وإعلان شبوة محافظة محررة، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن عملية جديدة تحت اسم "حرية اليمن السعيد".


وقال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في مؤتمر صحفي إن العملية "انطلقت ابتداءً من 11 يناير 2022 في كافة المحاور، وهي عملية ليست عسكرية بالمصطلح العسكري، ولكنها لنقل اليمن إلى النماء والازدهار؛ ليصبح بالمصفوفة الخليجية في مجالات التطور والازدهار".


وأضاف المالكي أنّ التحالف يقوم بعمليات عسكرية من أجل تطهير اليمن، متهماً الحوثيين برفض أي حوار، وتعطيل العملية السياسية.


وتابع: "الشعب اليمني الكريم يستحق الحياة، هذا الشعب لديه الكثير من المقومات التي لم تستغل".


الإعلان أثار تساؤلات عديدة، عمّا سيعقبها، خاصة وأنها ليست الأولى التي أعلنها التحالف، فهي الثالثة بعد عمليتي "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل".


ترحيب رسمي


لم يمضِ وقت طويل على بيان التحالف حتى جاء الترحيب الرسمي، فقد أكد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح، أن هذا الإعلان يأتي "ضمن الرسائل الأخوية والمواقف النبيلة لدول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ويجسد التلاحم العربي في مواجهة المشروع الفارسي والعمل على استعادة الدولة اليمنية".


واعتبر رئيس الوزراء اليمني العملية التي أعلنها التحالف "هي مرحلة لتوحيد الصف وتسخير كل الطاقات في اتجاه هدفنا المشترك، والمتمثل في استكمال استعادة الدولة".


من جانبه قال البرلمان اليمني إن تصريحات المالكي "تؤكد أهمية تحرير كافة الأرض اليمنية، وأن كل المضامين التي وردت في المؤتمر الصحفي هي محل تقدير واحترام، وتعزز متانة السياج العربي المتين في مواجهة المشاريع الإيرانية الخبيثة، والتي تستهدف اليمن ودول الخليج العربي ومقدراتهم".


تكرار للفشل


يرى مراقبون أن العملية المُعلنة لم تعدو كونها "دعائية"، وستمضي إلى مآلات العمليات التي سبقتها دون تحقيق الأهداف الكبيرة المُعلنة.


ويذهب المراقبون إلى أن العمليات السابقة التي انطلقت في26 مارس 2015 تحت اسم "عاصفة الحزم" وما تلاها من عملية "إعادة الأمل" التي لم يكن فيها الحزم سلاحاً فتاكاً ولم يعود لليمن أملاً مفقوداً في السلام والتنمية.


وغير المتوقع مما كان مُعلناً لم تتحقق الأهداف الكبيرة المُعلنة، عوضاً عن ذهاب البلاد ضحية لأطماع ومشاريع صغيرة دفعت باليمن إلى أسوأ كارثة انسانية من صنع البشر.


"عملية غامضة"


ذهبت بعض التأويلات للعملية المُعلنة ومايحدث على الأرض من عمليات عسكرية إلى أنها تهدف إلى شرعنة بعض الأطراف غير الرسمية (التشكيلات الخارجة عن إطار الدولة)، لتنخرط في مشروع سلام يجري الإعداد له دولياً وبمباركة إقليمية.


من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن الإعلان الذي أطلقه المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، لا قيمة له من الناحية الاستراتيجية.

 

ونقل"عربي21" عن التميمي قوله: "الإعلان أبقى ما أسماها "عملية تحرير اليمن السعيد" غامضة من حيث مضمونها وطبيعتها وأهدافها، ولم يدقق فقط سوى في المساحة الجغرافية التي تشير بوضوح إلى شمال البلاد".


وأكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني أن "عملية اليمن السعيد" في محصلتها تمثل فائض قوة مالية وعسكرية، يراد تصديرها لليمن الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين، لكن دون رسم حدود واضحة لطبيعة تلك العملية ودورها.

 

فيما الإشارة إلى طبيعتها الإنمائية -بحسب التميمي- يبقى  سببا من أسباب التوجس حيال عملية لا يمكن أن تعكس توجها حقيقيا من قبل التحالف لإنهاء مسببات إبقاء اليمن في حالة حرب ومفككا ومنعدم الدولة.


سخرية !


وأثار الإعلان عن تلك العملية سخرية واسعة في أوساط اليمنيين، مقارنة بين واقعهم طوال سنوات الحرب ورداءته، والتطلّعات الكبيرة التي تحدث عنها المالكي.


الوزير اليمني السابق خالد الرويشان قال في تغريدة ساخرة تعليقاً على الإعلان: قال المالكي حرية اليمن السعيد!..كلام كبير ووعود جميلة ما شاء الله!، لكنك وعدت يا مالكي بوديعة قبل شهرين للبنك المركزي في عدن ولم تفِ بوعدك حتى الآن!".


وتابع: "لذلك عاد الدولار وارتفع!..خذلتَ مدير البنك الجديد..خذلتَ اليمن في الواقع!".


أما الناشط السياسي: معاذ الشرجبي، فقال "أعلنوا عن عملية #حرية_اليمن_السعيد  واختفت عواجل المغردين ولم نعد نسمع عن تقدمات العمالقة وعن تحرير حريب وباقي مديريات مأرب وعن تطهير كل شبر من اليمن حتى الوصول الى جبال مران .. تقولوا ليش ؟!" في إشارة إلى تباطؤ العمليات العسكرية بعد الإعلان.


وأضاف: "نحن شعب عاطفي وللأسف لم نتعض رغم كل ما حدث ويحدث في وطننا !!".