تنفيذاً لرغبة إماراتية.. إقالة بن عديو طعنة سعودية جديدة ومقدمة لتسليم شبوة للانفصاليين (رصد خاص)
وصف ناشطون وإعلاميون وسياسيون على مواقع التواصل الإجتماعي، قرار الرئيس عبدربه منصور هادي، إقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو تحت ضغوط سعودية وإماراتية، بأنه قرار لا سيادي ويمهد لتسليم شبوة للانفصاليين.
ومساء السبت، أصدر الرئيس هادي قضى بتعيين عوض الوزير محافظاً لمحافظة لشبوة، خلفاً لمحمد صالح بن عديو.
وذكر الناشطون في تدويناتهم أن القرار مثّل طعنة سعودية للشرعية اليمنية وتخلي من الرئيس عن أصدق رجالته.
قرار سعودي إماراتي
قال الإعلامي وسيم القرشي، إنه "كان بإمكان (السعودية) تغيير بن عديو بشخص ولاءه لليمن والشرعية، لكن امعانا في إذلال الشرعية يتم اختيار البديل بشخص ولاءه للإمارات".
وأضاف قائلاً: "جهزوا اتفاق الرياض 2 في شبوة، فكما تم إسقاط عدن وسقطرى سيتم إسقاط شبوه، لا خلاص إلا عندما تعود المعركة وطنية خالصة".
من جهته يرى الصحفي مصطفى راجح بأن قرار الإقالة قرار سعودي لتحقيق رغبات إماراتية.
وأضاف: "الإمارات سيطرت على سقطرى وتصدر جوازات إماراتية، والسعودية استخدمت عبد ربه لإزاحة بن دغر لأنه رفع رسالة إلى مجلس الأمن عن سقطرى...الإمارات تمسك بميناء بلحاف، والسعودية استخدمت عبد ربه لإزاحة بن عديو لأنه تبنى المطالبة باستعادة بلحاف".
وتابع: "ما من موهبة بإمكانها أن تزيف هذه الوقائع"
الأمر ذاته أكده الصحفي فهد سلطان الذي قال "إنه ومهما بلغت خلافات السعودية والإمارات في كثير من الملفات المحلية والإقليمية إلا أنهما في اليمن حلف واحد ويد واحدة، كل يغطي على الآخر وكل يخدم الآخر بتفاهم وتنسيق تام".
طعنة وخذلان
المحلل السياسي ياسين التميمي وصف القرار بالطعنة وقال : "وجهت السعودية طعنة جديدة في خاصرة الوطن اليمني النازف ودولته وشرعيته بمواصلتها استغلال الحرب ونفوذها العسكري في سلب الشرعية ارادتها والتخلص من اكفأ رجالها".
وأضاف: "ذلك يشير الى بؤس المآل التي تمضي فيه الحرب بهذا القدر من الإيقاعات المتناقضة".
من جانبه، قال الكاتب الصحفي عامر الدميني، إن دولتي "السعودية والإمارات نجحت بإقالة محمد بن عديو كمحافظ لشبوة وفرض تعيين عوض الوزير القادم من أبوظبي والقاطن فيها منذ سنوات محافظا جديدا لشبوة".
ومضى قائلاً: "هادي يخون دوما مناصريه ومؤيديه، ولم يعد سوى أداة لممارسة كل هذا العبث الحاصل في اليمن".
بلحاف .. سبب الإقالة
بدوره، قال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، إن إقالة بن عديو جاءت بسبب مطالبته بطرد القوات الإماراتية من منشأة بلحاف وإعادة تشغيلها لدعم الاقتصاد الوطني ورفد خزينة الدولة بمليارات الدولارات".
وأضاف "أثبت بن عديو أنه رجل دولة من طراز رفيع نجح في كافة الميادين دافع عن سيادة اليمن ورفض تواجد قوات إماراتية في منشأة بلحاف الغازية وطالب حتى آخر يوم له في منصب المحافظ بطردهم وإعادة تشغيلها لدعم الاقتصاد الوطني".
المعارض السعودي سعيد الغامدي، قال من جانبه، إن "الامارات ما زالت تتلاعب بالملف اليمني وآخر ذلك تغيير المحافظ محمد صالح بن عديو بمحافظ موالي للإمارات رغم التظاهرات الشعبية في شبوة".
تمكين للانتقالي ومقدمة للتقسيم
وأكد المحلل السياسي ياسين التميمي على أن "تعيين عوض الوزير المنحاز للمجلس الانتقالي يؤكد ان عبد ربه منصور هادي سلم محافظة شبوة للانفصاليين وانتصر للمشروع الانفصالي معتقدا انه يعيدها الى احضان الدولة، تماما كما فعل قبل ذلك في عمران و صنعاء".
وأضاف: تذكروا ان استدعاء بن عديو إلى الرياض واقالته من هناك يؤكد ان الترتيبات الانفصالية في شبوة لا تعني الامارات فقط بل تعبر عن ارادة مشتركة لقطبي التحالف السعودي ـ الاماراتي للتعامل مع الجنوب كجزء جغرافي خارج الدولة اليمنية.
من جانبه قال الأكاديمي في جامعة صنعاء "معن دماج"، "مشكلة قرارات هادي الاخيرة إنها تأتي وكأنها تمكن للإنتقالي بالقرارات لما عجز عنه بالأرض، وكأن هادي ومن خلفه السعودية يأخذون بقراءة المجلس لاتفاق الرياض لا لنصوص الاتفاق التي نعرفها".
وأضاف: "الحقيقة انه باستثناء الكلام لم يقم الإنتقالي بتطبيق أي من التزاماته المنصوص عليها بالاتفاق لا لجهة الخروج من عدن ولا لدمج القوات ولا لمواجهة الحوثي"
أما الصحفي وفيق صالح فقال :"عجز الانتقالي عن دخول محافظة شبوة بالقوة، وبجرة قلم من هادي، حصلوا عليها".