يطلقون النار على أقدامهم .. نواب ومسؤولون يحذّرون قيادة الشرعية من الرضوخ لضغوطات التحالف وإقالة بن عديو
حذّر نواب ومسؤولون حكوميون قيادة الشرعية من الخضوع لإملاءات التحالف والإقدام على إقالة محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو.
واعتبر النواب والمسؤلون الأنباء التي تتحدث عن مساعٍ رئاسية لإقالة بن عديو استجابة لضغوط من التحالف بقيادة السعودية، بأنها كارثية وبمثابة إطلاق النار على الأقدام في حال أقدمت قيادة الشرعية على قرار كهذا.
يأتي ذلك على وقع تسريبات متطابقة عن ممارسة السعودية ضغوطاً على الرئيس هادي ونائبه، من أجل إقالة محافظ محافظة شبوة، محمد بن عديو.
وتشير التسريبات إلى أن الرئيس هادي يجري مشاورات مكثفة مع عدد من مستشاريه، تزامناً مع مغادرة المحافظ بن عديو شبوة للعلاج بالأردن، في ظل تعقد المشهد في المحافظة التي تواجه تهديدات عسكرية وأمنية.
بالتزامن من ذلك، أعلنت رئاسة الحكومة أن رئيس الوزراء د.معين عبدالملك توجه للرياض في زيارة عمل قصيرة للتباحث مع الأشقاء بالمملكة، وإطلاع فخامة رئيس الجمهورية على مستجدات الأوضاع المختلفة، وما تبذله الحكومة من جهود لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتنفيذ إصلاحات شاملة، والتشاور بشأن الحلول للتحديات القائمة.
وأمس السبت غادر القيادي في حزب المؤتمر العائد من الإمارات مؤخرا عوض ابن الوزير محافظة شبوة متجها إلى المملكة العربية السعودية، بعد افتعاله مشاكل بالمحافظة بدعم إماراتي.
وقاد ابن الوزير، احتجاجات مدعومة من الامارات للمطالبة برحيل محافظ شبوة محمد صالح بن عديو والذي طالب القوات الإماراتية بإخلاء منشأة بالحاف، وتمكين السلطات المحلية منها.
برهان على مسار كارثي
وعلى وقع هذه التسريبات اعتبر عضو مجلس النواب ومحافظ تعز الأسبق علي المعمري، أن اقالة الرئاسة لمحافظ شبوة محمد صالح بن عديو عمل كارثي إن صح ذلك.
وقال المعمري -في تغريدة بحسابه على توتير- "إن الأنباء التي تتحدث عن توجيهات بإقالة محافظ شبوة عديو لا تعرف دقة المعلومات، لكن حدوث أمر كهذا، سيكون برهان إضافي على أن البلد يذهب في مسار كارثي عنوانه انعدام المسؤولية، ووضعه رهن أمزجة أنانية لا تكترث لمصلحة اليمنيين".
وأضاف "الدفاع عن هنا ليس عن بن عديو كشخص، بل عن حالة نجاح لمسها الناس في ظروف صعبة ومأساوية يعيشها البلد، ما يجعل أي خطوة بهذا الاتجاه، عمل كارثي لا يمكن فهمه خارج سياق المساعي الهادفة لتدمير وتفكيك البلاد".
تآمر وإطلاق الرصاص على الأقدام
من جهته علّق النائب في البرلمان شوقي القاضي، بأنه إذا صحت تسريبات إقالة بن عديو من محافظة شبوة فهو اليقين بأن الرئيس هادي ونائبه محسن وحكومة معين يطلقون النار على أقدامهم.
وفسّر في تدوينة له على حسابه في "تويتر" بأنه لا معنى إلا أن الثلاثة، يتأمرون على الشرعية بالتخلص من قياداتها الميدانيين.
أما مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي فوصف الأمر بأنه ليست فقط سلوكًا يهدف لاستبعاد الشخصيات الوطنية المستقلة "بل عملية عدوانية ضد الشعب ومصالح الناس، لا يوجد تفسير أخر لهذا السلوك، سوى أن التحالف يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع كل ما يمثله بن عديو من مصالح عامة".
وأضاف: "إذا ما أقالت الشرعية بن عديو فهي أشبه بمن يقطع جذورها، بن عديو يمثل جذع صلب داخل الشرعية وإقالته يعني مواصلة الشرعية إضعاف نفسها وصولا للهاوية الأخيرة، يجدر بالشرعية البحث عن نماذج شبيهة ببن عديو لتدعيمها وليس إقالته".
ليس زمن "المجاملات"
في السياق حذّر عضو مجلس الشورى صلاح باتيس قيادات الشرعية من استمرار إقالة رجال الدولة الذين وصفهم بـ"الوطنيين".
ودعا باتيس -في تغريدة بحسابه على تويتر- قيادة الشرعية لأن تفرق بين زمن الحرب والسلم، فلكل زمن دولة ورجال ولكل ظرف أدواته ومواقفه، حد قوله.
وقال إن "العدو لا يختار إلا أصدق وأخلص رجاله لمواجهتنا، بالمقابل نجد أن الشرعية تشكيلة من الرجال المنوعة ومتعددة الولاءات والمشاريع بل أحيانا يتم اقصاء الوطنيين بدعوى استيعاب الجميع".
وأضاف في تغريدة أخرى "هذا ليس الوقت المناسب لذلك ففي زمن الحرب لا ينفع إلا الأقوياء في الحق الثابتون على المبدأ فإذا استعدنا الدولة ودخلنا العاصمة صنعاء فلنستوعب الجميع ولا حرج".
وتابع باتيس قائلا: "إذا أردنا النصر وإنقاذ الاقتصاد ورفع معاناة شعبنا في الداخل والخارج بشكل عاجل على رئاسة الجمهورية تقييم المرحلة السابقة بكل حزم وحسن اختيار رجال الدولة المؤهلين المؤمنين بالثوابت والمرجعيات الثلاث والأوفياء لليمين الدستوري بعيدا عن اي انتماءات أو مجاملات ويكونوا رجال اليمن فقط".
استهداف "للنموذج"
واعتبر مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، أن مساعي إقالة بن عديو، بمثابة استهداف للنموذج المشرف للدولة.
وقال في تغريدة على تويتر: "مناهضة بن عديو والضغط لإقالته يتساوى تمامًا مع دعم الحوثي والتواطؤ معه، أي تخريب للنماذج الوطنية الناجحة هو في نتيجته يعني دعم نقيضه، والنقيض هو الحوثي".
وأضاف: "أكثر ما يقوض الحوثي هو وجود نموذج ناجح على الجهة المقابلة أمثال بن عديو وها هم يسعون لتقويضه. حقًا ليس للحماقة قيعان".
وتابع: "بالمناسبة، بن عديو ليس معاديًا للسعودية، بل مبدئيًا ليس معاديًا حتى للإمارات، كل ما في الأمر أنه يرغب بتأسيس علاقة محترمة قائمة على المصالح المتبادلة ويرغب أن يعاملوه الأشقاء على هذا الأساس؛ لكنهم لم يعتادوا على نموذج صحي للعلاقة ويرغبون بتقويض الجميع".
واعتبر الرحبي أن الطرف الوحيد المستفيد من إقالة بن عديو إن حدثت هو مشروع الفوضى الذي تقوده الإمارات، متسائلاً: "هل تريدون شبوة أن تتحول لنموذج محافظة فاشلة، اغتيالات وبلطجة وسلب ونهب ضد المواطنين وانعدام خدمات..؟ مشيراً إلى أنه لا شيء يفسر محاولتهم الاقتراب من بن عديو غير هذا.
ومنذ أشهر تحشد دولة الإمارات كل إمكانياتها الإعلامية والميدانية عبر أدواتها لزعزعة أمن واستقرار المحافظة، من أجل إسقاط السلطة المحلية.
وتأتي التحركات الإماراتية بإقالة بن عديو بعد انذار الأخير للإمارات وإعطائها مهلة شهرين لإخلاء منشأة بلحاف الغازية التي حولتها أبوظبي منذ خمسة أعوام إلى ثكنة عسكرية لقواتها ومنعت استئناف تصدير الغاز.
ومطلع ديسمبر الجاري أشاد الرئيس عبد ربه منصور هادي السبت، بعملية البناء والانجازات التنموية التي تشهدها محافظة شبوة كما وصفها بالنموذج للمحافظة الأمنة المستقرة التواقة لبناء الإنسان وتجاوز التحديات.
واعتبر هادي النجاحات التي حققتها المحافظة في مختلف المجالات، كانت نتاج جهود كبيرة لقيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية وتكاتف أبناء المحافظة.