"بالروح بالدم نفديك يايمن".. هتاف وحد اليمنيين في زمن الحرب والشتات
وطني بوست ـ رصد خاص
في احتفاليات تتويج منتخب اليمن للناشئين ببطولة غرب آسيا للناشئين تجاوز اليمنيون كل شعاراتهم وراياتهم وهتفوا بصوت واحد (بالروح بالدم نفديك يايمن) وحملّوا على رؤوسهم راية الوطن لاغير في اتحادٍ نادر افتقده اليمنيون طوال العقد الماضي.
وكان منتخب اليمن للناشئين، أحرز مساء الإثنين، لقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم، عقب تغلبه في النهائي على نظيره السعودي بركلات الترجيح، مهديا الجماهير الرياضية في البلاد فرحة غير مسبوقة بتتويج هو الأول من نوعه.
احتفالات عمت شوارع المدن اليمنية كافة، حيث خرج ملايين اليمنيين محتفلين بهذا الإنجاز التاريخي، مرددين الأغاني والأهازيج الوطنية، وإطلاق الألعاب النارية، وأبواق السيارات بالشوارع، والزغاريد في المنازل والتلويح بالعلم الوطني.
فوز "انتزع من بين أنياب الأسى والحرب"، هكذا وصفه وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري، في تصريح للأناضول.
وأضاف: "سعادة كبيرة غمرت الجميع في البلد، والأجمل فيها أن الفوز وحّد كل اليمنيين على مختلف انتماءاتهم ومشاربهم، وأدخل الجميع في لحظات فرح غامرة، وضعوا مآسي الحرب ونكباتها خلف ظهورهم".
فرح شعبي.. شعب واحد
توحد اليمنيون كما لم يفعلوا من قبل؛ توحد دفع بالمبعوث الأممي "هانس غروندبرغ"، إلى بعث برقية تهنئة إلى اليمنيين جاء فيها: "تهانينا الحارة لمنتخب اليمن لكرة القدم بفوزه ببطولة غرب آسيا للناشئين لعام 2021م..يسعدنا أن نرى الوحدة والفرح والاحتفالات في جميع أنحاء البلاد".
بالمناسبة غرد آلاف الصحفيين والمدونين معبرين عن فرحتهم الغامرة بفوز منتخب اليمن، فيما حاولت قيادات ونشطاء محسوبين على مليشيات الحوثيين استغلال ا الفوز وتحويره لصالح الحرب التي يقودونها على اليمنيين والعرب بالنيابة عن إيران، غير أن اليمنيين كانوا أكثر وعياً ودافعوا عن فرحتهم أمام هكذا صلف.
الصحفي هشام المسوري، قال في منشور على فيسبوك "هذا فرح شعبي يعكس حقيقة الشعب الواحد، الروح الجمهورية التلقائية المتمردة في أعماقها على قيود العقيدة الحوثية المنبوذة والمتطرفة، التي ترى مثل هذا الاحتفاء الشعبي عبث ولهو وتعتبر كل رصاصة لا تنصر الولاية والإمامة والسلالة هي رصاصة عبثية وصاحبها عدو محتمل..".
وأضاف: "مثل هذا الرصاص الشعبي العاطفي المتزامن في كل مدن وحارات وأرياف وقرى اليمن، يُذكر الحوثية بأن ثمة لحظة قادمة تشبه هذه اللحظة تماماً ستخرُج الرصاص الشعبية من البنادق إلى صدور قادة الحوثة ومشرفيهم في كل حارة داخل صنعاء وبقية المدن والريف الواقع تحت ظلم وقهر وعنصرية وغطرسة الجماعة".
من جهته قال طارق البنا: "كل اليمن تحتفل..كل اليمن تذرف دموع الفرح، بعد أن اعتادت دموع الأوجاع والأحزان خصوصا في سنوات الحرب العجاف".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "يفتش اليمني عن ثغرة للنور للفرح، للحياة وفي كل المحطات يتمسك بالعهد: "بالروح بالدم نفديك يا يمن".
استفتاء شعبي
الصحفي محمد محروس، هو الآخر يرى أن أفراح سهرة الاثنين، كانت بمثابة "استفتاء شعبي على الوحدة".. هتف الجميع فيها: "بالروح بالدم نفديك يايمن".
وقال: "الجميع هتف لليمن الواحد من عدن حتى أقاصي البلاد..هتاف أخرس أبواق رنين الدرهم وقزمهم إلى الأبد".
ولفت محروس إلى أن الحوثي وصرخته لم يكن يوماً يمنياً حتى ندخله في الحسُبان.
الاستفتاء الذي أكد عليه الناشط عبدالمحسن المراني، الذي قال أن شعارات وصرخة ايران، اختفت في كل المناطق التي تحت سيطرة الحوثي وارتفعت فيها عاليا أصوات اليمنيين بالروح بالدم نفديك يايمن، مشيراً إلى أن هذه حقيقة واستفتاء يمني لرفض هذه السلالة الايرانية.
لُحمة وطنية
ويرى الناشط الإعلامي عباس الضالعي، أن ماتم كان "لُحمة وطنية " حيث هتف الشعب بصوت واحد "بالروح بالدم نفديك يايمن"، لافتاً إلى أن هذه اللحُمة "دفنت كل مخططات التمزيق التي تمولها جهات خارجية".
وأكد الصحفي عبدالباسط الشاجع، أن الناشئين الأبطال أعادوا الروح الى الشعب اليمني العظيم، فالتحم الشعب خلفهم وهتفت ساحة العروض في عدن: "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، وابتهجت الضالع بالأعيرة النارية في الفضاء، واحتفت لحج و شبوة، صنعاء، حضرموت، مأرب، تعز وكل ربوع الوطن.