التدخل الخارجي في اليمن جاء لتحقيق مطامع ذاتية.. (دراسة استطلاع رأي)

وطني بوست ـ أحمد هزاع

كشفت دارسة ميدانية جديدة لقياس الرأي العام في زمن الحرب اليمنية، أن غالبية اليمنيين غير راضون عن التدخل الأجنبي في بلدهم وأهدافه المتعارضة مع المصلحة الوطنية.

وتنخرط أطراف دولية وإقليمية في الأزمة اليمنية بنسب متفاوتة أبرزها السعودية وإيران والإمارات الذين يدعمون الحكومة والحوثيين والانتقالي.

وحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز المخا للدراسات الاستراتيجية لعينة من اليمنيين في 9 محافظات خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، فإن السعودية تعد أكثر الدول الإقليمية تأثيرا على طرف أو أكثر من أطراف الصراع الحالي في اليمن (لها تأثير إلى درجة كبيرة، وإلى درجة متوسطة) بنسبة (90%)، تليها مباشرة وبنفس التأثير تقريبا إيران (89%)، ثم الإمارات (88%).

ويرى 92% من المستجيبين أن الغرض الأساسي لتدخل هذه الدول في هو تحقيق مصالحها على حساب مصالح الشعب اليمني، ووافق 90% على أن دعم بعض الدول للجماعات المسلحة داخل اليمن كان بغرض تحقيق مصالحها على حساب مصالح اليمن ووحدته واستقراره.

وبيّنت الدراسة أن91% من المستجيبين يرون أن هذا التدخل أدى إلى إضعاف الدولة اليمنية، في حين يرى 87 % أن استمرار التدخل في الصراع الحالي والشؤون اليمنية قد يؤدي إلى تشظي الكيان السياسي للدولة اليمنية.

وأظهرت نتائج الاستطلاع، موافقة 90% ممن استُطلِعت آراؤهم على أن سياسات الدول الأجنبية إزاء اليمن، خلال السنوات الست الماضية، ساهمت في إطالة أمد الصراع الحالي في حين يرى غالبية المستجيبين، بنسبة 87%، أن سبب زيادة تدخل وتأثير الدول الأجنبية في الصراع الحالي في اليمن هو تواطؤ بعض القوى والأطراف الداخلية مع هذه الدول.

ويمتد الصراع البلاد للعام السابع التوالي ولم يكن ليصل لذلك لو لم تتدخل أطراف إقليمية ودولية فيه أبرزها السعودية.

وأوضح قياس الرأي، أن تلك الدول حينما تدخلت في النزاع باليمن كانت تضمر شراً لليمنيين لتحقيق أطماع ذاتية في بلد مليء بالثروات ويقع على أهم منفذ بحري عالمي.

وعبر شعارات "العروبة والنخوة"، رفعت كلافتات براقة استطاع أصحاب المشاريع التوسعية والمطامع الجيوسياسية من خلالها السيطرة على الجزر والموانئ اليمنية والتحكم بأهم المنافذ الدولية واحتلال المنشآت النفطية.

إيران الأسوأ والكويت الأفضل

كما أظهرت الدراسة التي تُعد الأولى من حيث المنهجية والتقييم المعياري المتخصص خلال سنوات الحرب، حصول إيران على أسوأ تقييم فيما يتعلق بالدول الخارجية الأكثر تأثيرا في الصراع في اليمن، بنسبة 94% (لها تأثير إلى درجة كبيرة، ولها تأثير إلى درجة متوسطة)، وحلت الإمارات في المرتبة الثانية بنسبة 91%، في حين حلت السعودية في المرتبة الثالثة بنسبة 89%، وفق تقييم المستطلعين.

الأمر لم يتغير في الجانب الإنساني فقد حصلت إيران (داعمة جماعة الحوثيين) على تقييم سلبي كدولة لا تساعد اليمنيين في الجانب الإنساني خلال فترة الحرب، وعارض 89% من المستجيبين (أعارض بشدَّة، وأعارض)، الرَّأي القائل إنَّ إيران تبذل جهودًا حقيقيَّة لمساعدة اليمنيِّين، لإنهاء الصِّراع وتجاوز الأزمة، وأظهرت الدارسة أن 73% يرون أن الدور الإيران سيء في اليمن.

في المقابل تربعت دولة الكويت في المركز الأول، في مساعدة اليمنيين والوقوف إلى جانبهم أثناء فترة الحرب دون أي اجندة سياسية بنسبة 70% من عينة المستطلع أراءهم.

وهو استفتاء شعبي يكشف تطلع اليمنيين إلى وجود مساند عربي لهم من جانب أخوي انساني بعيداً عن المطامع أو حسابات الربح والخسارة كما يفعل أطراف الصراع في اليمن، وهو الأمر الذي يفسره رأي المستجيبين حول سياسات بعض الدُّول الخارجيَّة تجاه اليمن والصِّراع الحالي فيها، حيث رأى 59% أن سياسية دولة الكويت في اليمن جيدة جداً.

الكويت تصدر المؤشر اليمني في قائمة الدول التي تبذل جهوداً حقيقية لمساعدة اليمن لإنهاء الصراع وتجاوز الأزمة بنسبة 70%.

وتعد الكويت بأياديها البيضاء دون من أو أذى لليمنيين كما فعلت من قبل، وقدمت مشاريع إنسانية وتنموية عظيمة بصمت لامتناهي خلال سنوات الحرب.

كما قامت بعض الدول باستخدام اللافتات الانسانية كما هو الحال مع الإمارات، في تحركاتها المشبوهة وعملياتها القذرة (شركات للقتل والاغتيال) في عدة محافظات يمنية.

وتبنت الكويت منذ بداية الأزمة بناء مدن سكنية للنازحين وأعادت تأهيل مدارس وجامعات وطرق وجسور ومستشفيات، فيما كانت دولة كالإمارات تسابق الزمن في شراء الولاءات وتعمل على قضم الأرض اليمنية عبر توزيع مساعدات مشروطة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ودعم مليشيات تهدد مستقبل اليمن ووحدته واستقراره.