اغتيال الأهدل .. استهداف لتعز وأمنها(تقرير خاص)
وطني بوست ـ خاص
لم تكن جريمة اغتيال القيادي في مقاومة وإصلاح تعز ضياء الحق الأهدل، جريمة ذات طابع شخصي فحسب تستهدف الشخص بذاته رغم مكانته وقيمته العالية التي تكبر كيانات رفعة ومنزلة، إلاّ أنها كانت في المقام الأول موجهة لمحافظة تعز رمز الصمود والمقاومة ومحاولة لإظهار أجهزتها الأمنية في مظهر الضعيف.
تحركات الأهدل والملفات التي يُديرها جعلت منه هدفا رئيسياً لكثير من القوى والكيانات التي ارتضت أن تكون أداة طيّعة لأجندات خبيثة تستهدف كل ماله علاقة بالوطن والسيادة والتحرر.
لم تقتل رصاصة الغدر الأهدل يوم الأمس فالجريمة سبقتها موجات من التحريض انطلقت منذ سنوات واستمرت حتى بعد الجريمة.
الكاتب الصحفي محمد المياحي قال في مقال رثاء عن الحادثة : "هذا ليس اغتيالاً لشخص اسمه: ضياء الحق، في تعز، هذا استهداف مقصود لروح المدينة، لم يكن ضياء مقصوداً كشخص في ذاته، بل فكرة المدينة وقد تجسّدت فيه، اغتيال لتلك الروح الجامعة، محاولة لئيمة لتفريغ المدينة من رموزها الكبيرة، أولئك الذين يُتقنون ردم الهوّة بين أبنائها، ويشيّدون جسورا للعبور نحو الغد".
أما نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي في محور تعز، عبدالباسط البحر، فقد وصف الحادثة بأنها "اغتيال لتعز كلها تعز الثورة والمقاومة والنضال والفكر والثقافة..اغتيال للأمن والسلم المجتمعي بتعز، واغتيال للحرية والكرامة والرجولة والشرف والنزاهة.. اغتيال لكل المعاني الجميلة.. اغتيال الحياة والتعايش هو اغتيال لنا جميعا".
مستفيدون كُثر
القيادي في إصلاح تعز أحمد عثمان، اتهم مليشيا الحوثي باغتيال القيادي في الحزب والمقاومة الشعبية ضياء الحق الأهدل.
ونقلت قناة "الجزيرة "عن عثمان قوله، إن تعز في حالة حرب مفتوحة، والمستفيد الوحيد من اغتيال الأهدل هي جماعة الحوثي، والتي لها المصلحة الأساسية في غياب شخصية جامعة مثله؛ باعتبار أنه أحد القادة الذين برزوا لمواجهتها.
وأكد أن "هدف الاغتيال للأهدل هو تركيع تعز، بعد فشلهم في تركيعها عبر الحصار والحرب والدسائس والمؤامرات الداخلية، والتحريض المستمر على تعز والإصلاح والجيش الوطني وكذا على الأهدل الذي ناله تحريض كثير من قبل جهات متعددة..".
وأكثر مما ذهب إليه عثمان يرى مراقبون أن الحوثي لن يكون بطبيعة الحال هو المستفيد الوحيد من هكذا جريمة بالنظر إلى أعداء الأهدل ومشروعه وجميعهم مارسوا كثيراً من الكيد والتحريض والشيطنة والحكايا الملفقة ضده وضد الاصلاح والجيش وتعز، لا لشيء إلاّ لأن تعز وقياداتها أفشلوا كل المشاريع فقد طردوا مليشيا الانقلاب من مركز المدينة بإمكانيات معظمها ذاتية، وقبل أن تتعافى مدينة المقاومة حاولت أبوظبي إخضاعها لنفوذها عبر مليشيات خارجة عن سلطات الدولة، إلاّ أنها تصدت لها وطردتهم وبين هذا وذاك وحتى الآن واجهت كل المؤامرات والدسائس وانتصرت عليهم.
ضرب الأمن دافع الجريمة
في حديثه مع الجزيرة أشار رئيس إعلامية حزب الاصلاح في تعز أحمد عثمان، إلى أن الاغتيال للأهدل استهدف تعز والمقاومة والأمن الذي تعافي كثيرًا في المدينة، لافتا إلى أنه "قبل ثلاث سنوات كانت حوادث الاغتيالات والانفلات الأمني تشهد المدينة بشكل شبه يومي".
وأوضح عثمان، أن "الجانب الأمني هو الرسالة الأهمّ لهذه العملية الجبانة والغادرة؛ ولكن بوحدة سلطتها وأهدافها ورجالها وشبابها وجيشيها القادرين على تفويت فرصة النيل من تعز".
وبالعودة إلى الوراء نجد أن أمن تع، حقق نجاحات كثيرة خلال السنوات الماضية رغم الإمكانات الشحيحة واستطاع بعزيمة أجهزته الأمنية أن يضبط عدد كبير من الخلايا التي كانت تسعى لاستهداف تعز وأمنها واستقرارها واستهداف حياة رجالاتها الأوفياء، وهذه الجريمة ليست بعيدة عن هذه الأهداف الخبيثة؛ لكن أمن تعز الذي نجح فيما مضى يؤكد اليوم أنه جدير بالدعم والإسناد الشعبي.
وفي هذا السياق أعلنت شرطة محافظة تعز، مساء اليوم الأحد، التوصل إلى هوية المتهم الرئيسي والمتعاونين معه في جريمة اغتيال القيادي ضياء الحق الأهدل.
وقال المركز الإعلام الأمني، في بيان "الأجهزة الأمنية بشرطة تعز توصلت إلى هوية الجاني الذي أقدم على اغتيال الأستاذ ضياء الحق الأهدل صباح يوم أمس السبت الموافق ٢٣ أكتوبر ٢٠٢١م ".
وأضاف: "كما تم في وقت سابق ضبط سائق الدراجة النارية الذي فر على متنها المتهم بالجريمة وضبط ٣ مشتبهين آخرين بضلوعهم في الجريمة".
وأشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية لاتزال مستمرة في إجراءاتها وتعقب الجاني ورصد تحركاته ليتم ضبطه وإحالته إلى جهة الاختصاص.
وبين مؤامرات ودسائس المتربصين لتحييد تعز عن ممارسة دورها الوطني، واستهداف قادة الجيش والمقاومة الشعبية في المحافظة بعد شيطنتهم والتحريض ضدهم، بهدف إفراغ المحافظة من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة من جهة، ويقظة ونباهة وجهوية رجال الأمن لوأد تلك الأجندة وكشف من يقف خلفها من جهة أخرى تبقى المعركة قائمة حتى تنتصر تعز وحتماً ستفعل.