احتفالات الحوثي بالمولد النبوي... موسم نهب واستغلال سياسي (تقرير خاص)

وطني بوست ـ خاص

انتهت فعاليات الحوثيين بالمولد النبوي الشريف، إلاّ أن ردود الفعل حيال البذخ الذي أظهره الحوثي في الاحتفال لاتزال مستمرة، فمواقع التواصل الاجتماعي تعج بالتعليقات التي ترى أن  مآرب مليشيا الحوثي في الاحتفاء بالمولد النبوي لاعلاقة لها بحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

على مدى سنوات الانقلاب عمدت المليشيا الحوثي  إلى سلوك نهج مذهبي يهدف لتأطير المجتمع وتشكيله بطريقة أخرى لفرض هُوية طائفية على حساب الهُوية الوطنية.

وترتكز السياسة الحوثية التي يُديرها خبراء من إيران وحزب الله اللبناني على التكرار والضخ الدعائي والتحشيد وفق سياسة دينية ممنهجة، تستثير عواطف المجتمع أو فرضه بطريقة مباشرة، كما يحدث في مؤسسات الدولة، أو غير مباشرة في المجتمع بشكل عام.

استغلال سياسي

تقول الأكاديمية اليمنية وعضو الحوار الوطني، ألفت الدبعي، "يستخدم الحوثيون ذكرى المولد كوسيلة سياسية من أجل إضفاء الشرعية عليهم ومزيد من تزييف وعي الناس وتخديرهم  ودغدغة مشاعرهم الروحية والدينية بهدف السيطرة على السلطة والثروة والتغطية على جرائمهم وفسادهم واستبدادهم".

وأضافت في تغريدة على تويتر، أن الحوثي يستغل هذه المناسبة سياسياً.

من جهته يرى وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، أن الحوثيين يبحثون عن نبي "كملك" يورث لهم الحكم وليس النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين.

وقال في تغريدة على تويتر: "يحتلفون بميلاد النبي، ويقتلون أتباعه وينهبون أموالهم ويختطفون النساء ويعذبون الأطفال ويحاصرون المدن المؤمنة....إنهم يبحثون عن النبي كملك يورث لهم الحكم وليس النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسل للناس كافة رحمة للعالمين".


أما الإعلامي المؤتمري كامل الخوداني، فيرى أن أسرة الحوثي تستخدم فعاليات المولد وكأنها "مهرجان انتخابي" للترويج لهم.

ويضيف: " اللوحات بالشوارع جهة عليها صورة عبدالملك الحوثي ومكتوب جانبها الآية القرآنية "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين" وجهه صورة حسين أخوه ومكتوب جانبها  الآية القرآنية "وإنك لعلى خلقً عظيم" وتحتهن مكتوب ذكرى المولد النبوي الشريف".

موسم جبايات

حولت مليشيا الحوثي احتفالات المولد إلى كرنفال للسرقة وسلب المواطنين أموالهم وابتزاز للتجار وإجبارهم على دفع الأموال ودعم الفعاليات الحوثية التي تتخذ من المولد شعاراً لها.

وتشير تقارير إعلامية إلى اعتماد الحوثيين أكثر من 70 مليار ريال لتلك الفعاليات وغالبية تلك الأموال إلى جيوب المشرفين والقيادات بالنظر إلى أن المليشيا مولت كل الفعاليات من أموال المواطنين والتجار، كما قامت بخصم قسط من رواتب الموظفين الذين لم تصرف لهم منذ عدة أعوام.


مصادر مطلعة أكدت لـ "وطني بوست"، أن مليشيا الحوثي فرضت جبايات مالية على شركات الاتصالات قدرت بمائة مليون على كل شركة، فيما ألزمت جامعات أهلية ومستشفيات خاصة بدفع مبالغ تتراوح بين "ثلاثة مليون و20 مليون ريال" في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا.

وأجبرت المليشيا محطات الطاقة التجارية وتجار الجملة بدفع مبالغ تتراوح بين "مليون ـ 3 مليون ريال".

وفي هذا السياق قال الإعلامي فيصل الشبيبي: "صرف الحوثيون عشرات المليارات التي نهبوها من قوت الشعب اليمني، كي تلتقط لهم الكاميرات مشهدا يُظهرهم كقوة شعبية (..)ونسوا وتناسوا أن الشعب من أقصاه إلى أقصاه يعرفهم على حقيقتهم ويبغضهم ويمقت فكرهم العنصري.

أما الناشط، صادق محمد بجاش العامري، فيقول: "في العالم الاسلامي يحتفلون بالمولد النبوي بإكرام الفقراء وتوزيع المساعدات للمحتاجين وفي اليمن العكس تماما المحتاجين والفقراء يرغموا بالتبرع ".

إساءة للرسول

تعكس الصور التي نشرتها مليشيا الحوثي لما تقول أنه احتفاءً بالمولد النبوي، محاولة لتكريس صورة نمطية عند المشاهد تربط بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين عبدالملك الحوثي، وهي محاولات ممنهجة لها أهداف كثيرة.

العميد محمد الكميم، يرى بأن هذا الربط مقدمة لإحلال دم وعرض ومال المخالفين للحوثي.

وقال في تغريدة على تويتر مرفقاً صورة من الصور التي نشرها الحوثي في الشوارع: "مادخل هذا الدجال برسول الله..شوفوا كيف بيتاجروا باسم رسول الله وكيف يزيفوا وعي اليمنيين بإسقاط اسم النبي على صورة هذا الدجال".

وأضاف: "قلنا لكم ماهو مولد نبوي هي ولاية لعبد الملك الحوثي، وهكذا من بعد هذا من كفر بولاية عبدالملك فقد كفر بالنبي وخرج من الإسلام فأحل دمه وماله وعرضه".


أما الصحفي همدان العليي فيقول في تعليقه على الاحتفالات الحوثية مع المطابقة مع ممارساتهم  المناقضة: "لا أحد يسيء لرسول لله عليه الصلاة والسلام كما يفعل من يدعون بأنهم من سلالته في اليمن".

يضيف: "يقتلك ويهجرك ويسرقك ويكذب عليك، وهو يصرخ: لبيك يا رسول الله".

الأمر ذاته يؤكد الناشط عبدالكريم عمران معلقاً على لافتة حوثية معلقة على أنقاض منزل فجره الحوثيون.

يقول عمران مستغرباً: "يرفعون خرقة خضراء مشدودة الى بقايا منزل لمواطن يمني مسلم تم تفجيره من قبل مليشياتهم .. مكتوبا عليها الآية القرآنية [محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم] ".

ويعود مؤكداً: "هذه الآية وهذا المنزل المدمر يثبتان أن الحوثيين ليسوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم"، حد وصفه.