جريمة ثالثة خلال شهر.. حواجز تفتيش "مليشيا الانتقالي" نقاط للموت السريع (تقرير خاص)

باتت نقاط التفتيش التابعة لميليشيات الانتقالي المدعومة من الإمارات الممتدة على الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرتها تشكل كابوساً يرعب المسافرين إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعدما حولها مسلحو مليشيا الامارات إلى مقاصل إعدام، منافسة بذلك مليشيا الحوثي الإيرانية التي علمتها هذا النهج الإجرامي.

خلال شهر أقدمت مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتياً على قتل ثلاثة من المسافرين أثناء مرورهم عبر تلك النقاط، جميعها في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي بمحافظة لحج (جنوبي اليمن) ولاقت استنكاراً واسعاً في الأوساط الشعبية وتفاعل حقوقي محدود.

3 جرائم في شهر

يوم الخميس الفائت قُتل الشاب (محمد عبدربه الملجمي) من أبناء مديرية الملاجم التابعة لمحافظة البيضاء برصاص مسلحين من ميليشيا الحزام الأمني التابعة للانتقالي المدعوم من الإمارات، في حاجز تفتيش بمحافظة لحج في حادثة هي الثالثة من نوعها خلال شهر.

وقالت مصادر محلية، إن مسلحين من ميليشيا الحزام الأمني في نقطة تفتيش بمديرية الحد بيافع، أطلقوا النار على الملجمي، ماأدى إلى مقتله بينما كان في طريقه إلى مركز المديرية لأخذ لقاح فيروس كورونا.

وجاءت الحادثة بعد يومين من مقتل الموظف الصحي في منظمة أطباء بلا حدود "عاطف الحرازي" برصاص مسلحين في نقطة تفتيش في ذات المحافظة.

الحادثتين أعادت للذاكرة الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها مطلع شهر سبتمبر الشاب عبد الملك السنباني العائد من الاغتراب في أمريكا عبر مطار عدن، برصاص جنود نقطة من اللواء التاسع صاعقة التابع للانتقالي في مديرية طور الباحة والتي يفر مرتكبوها من العدالة حتى اللحظة بحماية قيادات المليشيا المدعومة من الامارات.


حماية القتلة

تحت ضغط الإعلام والتفاعل الكبير على وسائل التواصل الإجتماعي وتعاطي الحكومة والمنظمات اعترفت مليشيا الانتقالي بجريمة تعذيب ومقتل الشاب السنباني، وتوعدت بإنزال العقوبات الرادعة بحق المنفذين، ولكن وبعد أيام من خفوت التفاعل رفضت تلك المليشيا التعامل مع اللجنة التي شكلها محافظ لحج اللواء أحمد التركي للتحقيق في الحادثة، وقامت بتهريب العناصر المتورطة في الحادثة.

تحت هذه الظروف اضطر المحافظ التركي إلى تشكيل لجنة أخرى برئاسة أحد القيادات العسكرية للانتقالي إلاّ أن تلك اللجنة لم تنجز أي شيء حتى الآن في ظل حماية قيادات الانتقالي للقتلة.

جشع المال أم المصائب

بالنظر إلى ظروف جرائم القتل الثلاث يظهر أن دوافعها من قبل كانت متعلقة بالأموال حيث سعى القتلة على نهب ممتلكات الضحايا وقتلهم للتستر على الجريمة.

يأتي ذلك في الوقت الذي سمحت قيادات مليشيا الانتقالي لأفرادها في النقاط بفرض الجبايات المالية على المارة والمسافرين مقابل نسب مالية تذهب لصالح تلك القيادات.

وكان تجار وشركات صناعية وملاك شاحنات نقل قد شكو من عمليات الابتزاز المالي التي تفرضها مليشيا الانتقالي عليهم في الخطوط العامة الخاضعة لسيطرتهم.

وفي هذا السياق قال د.عبدالمغني المسني، في تغريدة على تويتر: "جريمة الدكتور #عاطف_الحرازي أنه أراد أن يشترى سيارة فأخذ معه فلوس وطبعا مرورك من نقاط الانتقالي وأنت تحمل المال يعني إما تسلم لهم فلوسك أو يقتلوك ويأخذونه منك".

وأضاف: "الدكتور عاطف قتل لأنه رفض أن يسلم لهم الفلوس".


من أمن العقوبة أساء الفعل

الإعلامي عباس الضالعي عزا تكرار هذه الحوادث إلى عدم تقديم الجناة بمقتل الشاب #عبدالملك_السنباني للعدالة الأمر الذي دفع بمجرمين آخرين لارتكاب جريمة مماثلة وبنفس المكان أدت لمقتل الدكتور #عاطف_الحرازي .

وقال في تغريدة على تويتر: "صمت الجنوبيين على هذه الجرائم يوفر للقتلة حاضنة شعبية ..الادانات الخفيفة لاتكفي .. هذا دم يسفك وليس عصير طماطم".

ويذهب الكاتب محمد مصطفى العمراني هو الآخر إلى ماذهب إليه الضالعي قائلاً: "قتلة الشاب عبد الملك السنباني يرتكبون جريمة جديدة وبكل ثقة بأن العدالة لن تطالهم طالما وهم بعهد الانتقالي الإماراتي العاجز عن تأمين الطريق.!!".

أما الصحفي فهد سلطان فيرى أن خفوت التفاعل ونسيان الناس للجريمة بعد أيام يشجع القتلة على ممارسة المزيد.

وأكد على أنه: "ما كان لمليشيات المجلس الانتقالي أذرع الإمارات في #عدن أن تقوم بجريمة قتل ثانية #عاطف_الحرازي لو أن الناس لم تنسى حادثة القتل المروعة لعبدالملك السنباني".

وأضاف: "سننسى هذه الجريمة وسنصبح على ثالثة ورابعة.. مجرد رفض تسليم الجناة في حادثة السنباني كفيلة بإبقاء الرأي العام مشتعلا بلا توقف.!!".


الحل في عودة الدولة

يذهب جميع المراقبين إلى أن جرائم القتل التي تشهدها نقاط الانتقالي لم تكن لتحدث لولم يكن هناك تمرد ومليشيا تعمل وفق أجندة مموليها وتتقمص دور القراصنة وقطاع الطرق.

المراقبون أكدوا أن إنهاء الحالة المليشاوية واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض عبر ضغوط حقيقة تمارسها راعية الاتفاق وقائدة التحالف (السعودية)، كفيل بإنهاء مثل هذه الجرائم التي تؤثر على سمعة الشرعية والمناطق المحررة وتصورها بصورة مماثلة لتلك المناطق الغارقة في الفوضى في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.

وفي هذا السياق يرى الصحفي محمد محروس، أن مقتل (الملجمي، والحرازي والسنباني) على يد مسلحي مليشيا #الإمارات جزء من سلسلة حلقات للنزيف المستمر في الجسد اليمني.

ويؤكد أن إنهاء الانقلاب بشقيه وعودة الدولة ضمان لأمن المواطن وسلامته.

أما الناشط نشوان الحاج، فيرى أن غياب الدولة وتسيد المليشيات وتحويل أدوات الإرهاب إلى حاكم يسيطر على الأرض جريمة من جرائم التحالف الذي صنع مليشيات الانتقالي، حد وصفه.