كيف حوّلت مليشيات الحوثي المولد النبوي من مناسبة جامعة الى موسم للسرقة؟

وطني بوست ـ أمل أحمد

لم يكد أصحاب المحلات والتجار يلتقطون أنفاسهم بعد عام من جمع الاتاوات بعناوين متعددة أكثرها مآتم لأشخاص قضوا نحبهم قبل الاف السنين وأيضا مناسبات طائفية مثل سوم الغدير والولاية، حتى بدأت الميليشيات بطباعة سندات خاصة بالمولد النبوي، وهي المناسبة الأكثر دسومة لدى الحوثيين، والأكثر إثارة للقلق لدى المواطن العادي الذي بالكاد يوفر قوت يومه.

قافلة (الرسول الاعظم)

قامت ميليشيا الحوثي بتوزيع مظاريف فارغة باسم "قافلة الرسول الاعظم" على جميع المواطنين عن طريق عقال الحارات وابلغتهم بضرورة دفع كل شخص مبلغا معينا داخل الظرف لكي يسمح له بالحصول على اسطوانة الغاز، ومن يرفض الدفع فلن يحصل على الغاز وسيوضع داخل دائرة الشك، مساومة مخزية بقوت الناس وسكينتهم، تتنافى مع منهج النبي الكريم صلوات الله عليه.

يؤكد أكرم 40 سنة عاطل عن العمل أن عاقل الحارة أعطاه الظرف وطلب منه وضع النقود بداخله والا فلن يستلم "قطرة غاز".

وأضاف: "ليس الغاز فقط بل أيضا هددني العاقل بالحرف الواحد بقطع معونتي الغذائية التي تأتي عبر المنظمات اذا لم ادفع الف ريال فوق قيمة الاسطوانة البالغة 5000 ريال، حسبي الله ونعم الوكيل".

عواقب وخيمة

فرضت الميليشيا على أصحاب المحلات اقتناء لوحات ضوئية باللون الأخضر وتعليقها على باب المحل، كما فرضت على كل صاحب محل صغير أو متوسط أو كبير مبلغا ماليا يتراوح بين ثلاثين إلى أربعين ألف ريال، وذلك تحت مسمى "دعم المولد النبوي ".

ويقول مبروك 36 عاما، صاحب متجر اقمشة بصنعاء "للصحوة نت" إن السند الذي سلمه له "ابو حرب" بقيمة 600 ألف ريال وهو كما قال أكثر من العام الماضي بمائتي ألف ريال، مؤكدا انه إذا لم يدفع فسوف تكون "عاقبته وخيمة" حد وصفه.

مضيفا: "لو كان الرسول حيا لأمر بقتال هؤلاء اللصوص الذي يسعون لتشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في نفوس الأطفال وكأنه كان نبي الجباية والعقوبات ولم يرسله الله رحمة للعالمين".

أحلام32 عاما صاحبة مشغل خياطة تؤكد للصحوة نت انها لم تسلم هي أيضا من "السندات النبوية" كما يسميها الأهالي، حيث تقول ان الحوثيين سلموها اشعارا بمبلغ ثمانين ألف ريال في مدة أقصاها اسبوع.

وتقول احلام: "لقد اصبح المولد النبوي بالنسبة لنا كابوس حيث تسمع الزوامل المخيفة التي تحرض على العنف وتدفع الأموال الطائلة وتشاهد وجوها مرعبة كأنها خرجت من جهنم".

ثروات طائلة

ويجني الحوثيون كل عام مبالغ خيالية من وراء هذه الاتاوات تقدر بمليارات الريالات في ظل أوضاع اقتصادية بالغة السواد يمر بها المواطن اليمني وانقطاع شبه تام للرواتب وازمات ضاربة في المشتقات النفطية الضرورية.

وفرضت مليشيات الحوثي على المطاعم 500 وجبة مكونة من نصف دجاجة وارز وطبيخ لعناصرها وذلك حتى انتهاء المولد النبوي، وهو ما جعل أصحاب المطاعم يخافون قدوم المولد كل عام حسب كلام "توفيق 40عام " مالك احد المطاعم في العاصمة صنعاء، حيث يقول: "إن المولد النبوي تحول في عهد الحوثي إلى مناسبة مرعبة ومخيفة نتمنى عدم قدومها بسبب الاتاوات الباهظة والبذخ غير المبرر الذي يفتعله الحوثيون على حساب الشعب المقهور.

الصحوة نت