الإخفاء القسري.. وجع عابر للسنيين في سجون المليشيا الانقلابية باليمن

وطني بوست ـ رصد خاص

احتفى الحقوقيون والناشطون في اليمن باليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري 30 أغسطس، بنصب محاكمات علنية للمليشيات الانقلابية في شمال اليمن وجنوبه، داعين تلك المليشيا بالكشف عن مئات المخفيين.

ودعت عدد من المنظمات الحقوقية في اليمن إلى سرعة الكشف عن مصير المخفيين قسراً في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، ومليشيا الانتقالي المدعوم إماراتياً.

وطالبت المنظمة اليمنية اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان الى تكثيف جهودها في التحقيق بالانتهاكات وإعطاء أولوية خاصة لجرائم الاختطاف والاخفاء القسري والقتل وإحالتها الى الجهات القضائية المختصة.

من جانبها طالبت منظمة سام للحقوق والحريات، كافة أطراف النزاع في اليمن بنشر قوائم رسمية بجميع المخفيين قسرا، وفتح سجلات بالبيانات اللازمة للتعرف على الضحايا.

وشددت على ضرورة تحمل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة مسؤولياتهما بشأن التحقيق في شبكات السجون السرية التي أنشأتها أطراف الصراع، لا سيما الإمارات، والوقوف على الانتهاكات التي تحدث هناك وتدوينها ومحاسبة المسؤولين عنها.


تظاهرة إلكترونية


شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الإثنين، تظاهرة الكترونية واسعة طالب فيها المغردون بسرعة الكشف عن المخفيين قسرا في معتقلات الميليشيات المسلحة في الشمال والجنوب.

وطالبت التظاهرة الالكترونية التي أطلقها النشطاء على وسم " #اكشفوا_مصير_المخفيين_اليمن" المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف ظاهرة الاختطاف القسري ومحاسبة مرتكبيها.

وتتهم منظمات حقوقية مليشيات الحوثي ومليشيات الامارات بممارسة الاعتقال التعسفي بحق عشرات الأشخاص وتعذيبهم.

ومع تعدد الجماعات المسلحة ومراكز الاحتجاز غير الرسمية، تجهل عائلات كثيرة مكان احتجاز أقاربها أو سببه، وعندما يُعرف مكان معتقل، لا تستطيع أسرته الوصول إليه.

وتقول التقارير الحقوقية إن جماعة الحوثي ارتكبت 187 واقعة إخفاء قسري، و 44 واقعة ارتكبتها المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة.


الحوثي وتجارة "السجون"


قال الناشط يحيى عايش في تغريدة على تويتر، إن عملية الاختطاف تحولت إلى سوق رائجة، واتجار بالبشر لدى جماعة الحوثي الارهابية، حيث تنشط عناصر قيادية بالجماعة في العمل كسماسرة للمتاجرة بحريات الضحايا، ومساومة أقارب المعتقلين، للحصول على مبالغ مالية باهظة كفدية.

من جانبه كشف الناشط أحمد هزاع  ـ مختطف سابق ـ عن تخصيص جماعة الحوثي بنايات مدينة الصالح-تعز لاحتجاز الأشخاص وتعذيبهم، وهو واحد من بين عدد من السجون الخاصة التي استحدثتها مليشيا الحوثي في مناطق مختلفة في اليمن

أما المصور الصحفي، طه صالح، فقال إن صديقاً له مختطف في سجون الحوثي،استشهد اخوه في الحرب، لا أحد يعلم عنه شيء منذ يوم اختطافه قبل ست سنوات.

يضيف: "والدته أصبحت جلد وعظم من شدة وجعها على ولده الذي لا تعلم مصيره، نسيت ابنها الشهيد ولم تنسى ابنها المختطف تريد أن تسمع صوته أو أن تعلم مكانه فقط".


عصابة إماراتية


يقول الصحفي عبدالمجيد الصلاحي، "تعامل دولة الإمارات مع المدنيين اليمنيين المخفيين قسريًا وكأنها مجموعة خارجة عن القانون تمارس الاختطاف والإخفاء القسري دون مراعاة للقيم الإنسانية والقوانين الدولية أو سيادة الدولة اليمنية".

وينقل الناشط صقر اليماني عن شهادات ناجين، إفادتهم بوجود ضباط إماراتيين يشرفون على السجون والمعتقلات التابعة للحزام الأمني والنخب الشبوانية والحضرمية ويقومون بعمليات التعذيب واستجواب الضحايا.

وأضاف: ميليشيات الإمارات والمجلس الانتقالي كانت تنفذ مداهمات ليلية لمنازل المدنيين، وتشن حملة اعتقالات تعسفية وتعذيب واخفاء قسري دون معرفة أسرهم عن مصير ذويهم المختطفين الذين مر على إخفاء بعضهم خمس سنوات.


الانتقالي "أجير بدرهم"


أكد الناشط عبدالكريم عمران أن مليشيا المجلس الانتقالي تمارس الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، ضد كل من تراهم يعارضون سياسة دولة الإمارات في جنوب اليمن أو تخشى أن يكون لهم تأثير لحضورهم الشعبي أو انتمائهم إلى فصائل معارضة لهم.

وأضاف كل المختطفين لدى انتقالي الامارات مخفيين قسريا، يقبعون في سجون سرية تتبع للأحزمة الأمنية والنخب الشبوانية والحضرمية ويشرف عليها ضباط إماراتيون يقومون بعمليات التعذيب واستجواب الضحايا.


وجهان لعملة واحدة


أوضحت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تغريدة على موقع التدوين المصغر "تويتر"، تفاعلاً مع التظاهرة، "إن المليشيات ارتكبت جرائم صادمة بحق المحتجزين وصلت حد الاستغلال الجنسي من قبل المليشيات الحوثية، والذي لم يتوقف على المحتجزين اليمنيين، بل وحتى غير اليمنيين، حيث يمارس التعذيب الجنسي يُمارس بشكل رئيسي".

من جانبه قال الناشط الحقوقي توفيق الحميدي ـ رئيس منظمة سام ـ : "مليشيا الانتقالي ومليشيا الحوثي" كلاهما عمل على انشاء سجون سرية، وإسكات أي صوت آخر مناهض أو مختلف معهما في الرأي، من خلال فرض سياستهم بالقوة المميتة, ونشر الرعب واستخدام جميع اساليب الاعتقالات والتعذيب ، والإخفاء القسري.

ورى الإعلامي محمد التويجي أن ميليشيات الإمارات لم تختلف كثيرا عن مليشيا الحوثي فقد تعاملت مع المدنيين اليمنيين المخفيين قسريًا وكأنها مجموعة خارجة عن القانون تمارس الاختطاف والإخفاء القسري دون مراعاة للقيم الإنسانية والقوانين الدولية أو السيادة اليمنية.


* تصاميم: منصة +B