مصدر عسكري: قوة تدعمها أبوظبي تحتجز إمدادات للجيش في تعز
كشف مصدر عسكري مسؤول عن قيام قوات موالية للإمارات باحتجاز" كميات من الأسلحة والذخائر" في محافظة لحج، جنوبا، أرسلتها السعودية لقوات الجيش في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
وقال المصدر المسؤول بقيادة الجيش في تعز :"هذه ليست المرة الأولى التي يتم قطع الإمداد المقدم من التحالف للجيش في تعز من قبل القوات التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، ولكنها، تكررت أكثر من مرة".
وأضاف : "لم يكن السلاح فقط، ولكن أيضا المرتبات وكافة أنواع الإمداد والجرحى والمسافرين".
وكانت قوات تابعة للمجلس الانتقالي، قد اعترضت قبل 3 أيام شاحنات محملة بالأسلحة والذخائر، في مديرية طور الباحة التابعة لمحافظة لحج، حيث كانت في طريقها إلى مدينة تعز، تم الدفع بها من قبل قيادة التحالف الذي تقوده الرياض.
وأكد المصدر العسكري المسؤول أن ما تواجهه تعز ليس جديدا، والمعطيات والمؤشرات بدأت مبكرا، وقبل أن تتكشف مخططات المكر التي تتربص باليمن ككل.
وأشار إلى أن هذه الافعال والتصرفات الشاذة مرفوضة تماما وتؤثر بشكل كبير على معركة الدفاع والأمن بتعز، محذرا من تأثيراتها الخطيرة على الجيش ماديا ومعنويا.
وعد المصدر بقيادة الجيش في تعز، ما تقوم به القوات التابعة للمجلس الانتقالي من "أعمال الخيانة الوطنية الكبرى".
وقال أن يتم قطع خطوط الإمداد عن الجيش ومنع وصول العتاد والامداد الى الجبهات، خصوصا مع احتدام المواجهات واشتعال المعارك مع الحوثيين بشكل كبير في تعز.
وخلال الأيام الماضية، تجددت المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي في الجبهات الشرقية من مدينة تعز، بشكل عنيف.
وسخر المصدر المسؤول بالجيش في تعز من المبررات التي يسوقها ذلك الطرف، ووصفها بـ"غير معقولة"، ولا يصدقهم بها أحد، حتى هم أنفسهم لا يصدقونها.
ولذا نجد تناقضا كبيرا فيها، فبينما يذكر البعض طلبات شخصية أو قبلية أو جهوية يتحدث آخرون عن المؤامرات الكونية وهي مبررات مضحكة مبكية معاً، حسبما ذكره المصدر.
ويلفت المصدر إلى أن قوات الجيش وجبهات القتال في محافظة تعز تحت إشراف الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي وكل شيء فيها لا يمر إلا عبرهما ويعرفون كل كبيرة وصغيرة فيها وهم على اطلاع عن كثب بكل أوضاعها وظروفها.
وخاطب القوات التابعة للمجلس الانتقالي قائلا :"لا داعي لاختلاق الفبركات للتغطية على أعمال التقطع والسلب والنهب غير الشرعية ولا القانونية، التي تحدث هناك".
وحسب المصدر، فإن تعز حوصرت، من أي دعم فعال عتادا أو مالا، بل وتم حتى مصادرة كثير من الجهود الفردية والذاتية التي سعت لشراء بعض مستلزمات الجبهات من مدينة عدن، العاصمة المؤقتة (الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي منذ آب/ أغسطس 2019).
واستطرد: فبعد تحرير محافظتي لحج وعدن منتصف العام2015م، كان الجميع في الداخل والخارج يترقبون بدء معركة حاسمة لاستكمال تحرير تعز.
فضلا عن ذلك، أن "تبدأ عدن أداء مهامها كعاصمة مؤقتة تنطلق منها كافة مؤسسات الدولة وتكون بديلا يقدم صورة مشرقة جاذبة ومقنعة لليمنيين وفاضحة لممارسات مليشيات التمرد الحوثية".
لكنه استدرك قائلا: وبينما عطلت عدن كعاصمة مؤقتة، وأخرجت عن الفعل نهائيا، بل إلى أداء دور سلبي وعدائي ضد الشرعية، والعمل على ضرب الجيش الوطني في تعز.
وأوضح المصدر أن أصحاب ما وصفه "المخطط المشبوه" بحثوا عن طرق يمكن بها ضرب المقاومة ثم الجيش الوطني بتعز بعد ذلك، وعن سبل يمكن معها محاصرته وخنق تعز من جميع الاتجاهات، والشواهد كثيرة على ذلك.
وحول تصاعد التوتر بين قوات اللواء الرابع مشاه جبلي التابع لمحور تعز ( أعلى سلطة عسكرية)، وميليشيات تابعة للانتقالي في مديرية طور الباحة، وسط لحج، أكد المسؤول في قيادة الجيش بتعز أن اللواء الرابع وإن كان يتبع محور تعز ماليا واداريا إلا أن معظم إن لم يكن كل قياداته من المناطق الجنوبية وكذلك منتسبيه، بالإضافة إلى مسرح نطاق أعماله القتالية، عدا بعض الجبهات والمواقع جنوب تعز المحاذية لمحافظة لحج.
وتابع: "لا نجد سببا منطقيا للتوتر إن وجد"، مقللا من أهمية أي خلافات بين هذه القوات والقيادات وهي جنوبية/ جنوبية، وقد تكون قبلية أو جهوية أو غيرها من المسميات.
وشدد على حلها عبر الأطر العسكرية والمحلية بمحافظة لحج، وألا تكون مبررا للقيام بأعمال تقطع أو خارجة عن القانون، أو ربطها بمحور تعز.
ووفقا للمتحدث العسكري فإن "هذه القوات تتواجد في إطار محور لحج العسكري ويجب على الجميع تحكيم العقل والمنطق والمصلحة العامة والاحتكام للإجراءات والتدابير العسكرية المتعارف عليها وبحسب التقسيم العملياتي والأوامر والتوجيهات الصادرة عن قيادة لحج بالنظام والقانون، وليس بالفوضى و التقطع والاختطاف".
وأردف قائلا: هناك قيادة موحدة في لحج وهي من تقرر ومن تحل الاشكاليات إن وجدت وهي من تقسم مسرح الاعمال القتالية والامنية للوحدات، داعيا "الوحدات والتشكيلات العسكرية والأمنية هناك التنفيذ والتقيد الصارم والالتزام بالأوامر الصادرة بما يضمن وحدة الصف والقيادة والقرار.
وقال أيضا:"غير ذلك، ليس في صالح أحد ولا في صالح اليمن".
وتشهد محافظة لحج، توترا بين قوات حكومية وأخرى تابعة للمجلس الانتقالي في مديرية طور الباحة التي يمر منها خط الإمداد الوحيد من مدينة تعز إلى المحافظات الجنوبية، وذلك مسعى للهيمنة والتحكم به من قبل المجلس المدعوم من الإمارات.
وتزامن ذلك، مع اعتراض إمدادات عسكرية عبارة عن "أسلحة وذخائر" على متن شاحنات ـ تحمل تصاريح مرور من قبل قيادة التحالف في عدن ـ من قبل حاجز عسكري تابع لما يسمى "اللواء التاسع صاعقة"( تابع للمجلس الانتقالي المنادي بالانفصال عن الشمال) في مديرية طور الباحة شمالي عدن، كانت في طريقها لقوات الجيش في مدينة تعز، وفق ما نشرته مواقع محلية