المتمردون" على قرارات الرئيس هادي في تعز .. من هم ؟ ولماذا تمردوا ؟


يؤكد مراقبون ونشطاء في تعز ضآلة حجم المتمردين على القرار الرئاسي الذي قضى بتعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائدا للواء 35 مدرع, خلفا للشهيد العميد عدنان الحمادي.


ويقول المراقبون أن سيطرة المتمردين على مواقع حساسة بالإضافة إلى التمويل الضخم الذي يتلقونه من الإمارات, هو ما دفعهم ومكنهم من التمرد على قرارات الشرعية والجيش الوطني, والسعي لتحقيق الأجندة الإماراتية المعادية لتعز. 


مصدر عسكري مسؤول, أن المتمردين على القرار الرئاسي لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة من حجم اللواء 35 مدرع".


وأضاف المصدر أن " الضباط المتمردين في اللواء 35 مدرع لا يتجاوز عددهم أصابع اليد".


ولفت المصدر إلى أن المواقع الحساسة التي يسيطرون عليها هي من مكنتهم على التمرد".


وأكد بأن "معظم قادة الكتائب في اللواء التقوا بالعميد الشمساني ورحبوا بقرار تعيينه".


ووفقا للمعلومات المصدرية, فإن الضباط المتمردون على القرار الرئاسي الذي قضى بتعيين العميد الشمساني قائدا للواء 35 مدرع, هم : " العقيد عادل الحمادي (ركن إمداد اللواء), العقيد عبدالحكيم الجبزي (رئيس عمليات اللواء), العقيد محمد شمسان (ضابط أمن اللواء), العقيد علي النقيب ( ركن القوى البشرية), العقيد عبدالباسط القاضي (ركن الاتصالات), العقيد قائد القدسي (قائد الكتيبة السادسة), العقيد عبدالغفار السوئي ( قائد الكتيبة الثامنة), النقيب رائد الحاج (نائب ركن استخبارات اللواء), إضافة إلى العقيد المتمرد عبدالكريم السامعي (يتبع المؤسسة الأمنية), والنقيب رامي رشيد. 



لماذا تمردوا ؟ 


مصدر مطلع أوضح أن بين الشخصيات المتمردة من شارك في التمرد خوفًا على موقعه ومكتسباته, في حين هناك من تمرد حفاظا على المبالغ المهولة التي يتحصل عليها من عايدات التهريب والضرائب كالعقيد عبدالحكيم الجبزي. 


وأضاف المصدر أن العقيد عادل الحمادي شارك في التمرد معتقدا أنه الوريث الشرعي للعميد الحمادي ولا يحق تعيين شخصية بديلة له, كما أنه يخشى على ما تحت يديه من مخازن أسلحة باعتباره ركن إمداد اللواء وبيديه كل المخازن. 


كما تحدث المصدر أن من بين المشاركين في التمرد فؤاد الشدادي الذي يتحرك بتوجيهات حزبية وهو ليس ضابط في الجيش, بل من أفراد المقاومة, وهو رجل عبدالله نعمان داخل اللواء 35, ويعمل في إطار التحالف بين التنظيم الناصري والإمارات.


ولفت المصدر إلى أن من الضباط من تمرد نتيجة وقوعه تحت تأثيرات المؤتمر (جناح عفاش), حيث تمرد تنفيذا لتوجيهات سلطان البركاني الذي يعد الراعي والداعم لقرار التمرد. 


حيث تشير المعلومات أن البركاني رشح العقيد علي النقيب لقيادة اللواء, وهو أحد ضباط اللواء وينتمي للتنظيم الناصري, غير أنه ضعيف الشخصية وينتمي لمحافظة إب ويُدار برايمونت كنترول من قبل العفافيش. 



الغطاء السياسي


ويساند المتمردين مجموعة من القيادات الحزبية التي طوعها أمين عام الناصري, عبد الله نعمان, الذي عمل مخبرا ضد محافظته واشتغل من أول طلقة للمقاومة على تشويه تعز ومواطنيها وقياداتها الوطنية.


ويؤكد نشطاء في تعز أن عبدالله نعمان هو عراب التمرد وهو الغطاء السياسي له, حيث جاء التمرد متماهيا مع مواقف نعمان المخاصم للشرعية وللرئيس هادي. 


ففي الخامس من مارس الماضي, أعلن عبدالله نعمان (أمين عام الناصري) معاداته للشرعية والجيش الوطني والمقاومة, وأشهر علاقته برموز نظام صالح وولاءه للأجندة الإماراتية, جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في فندق تاج شمسان بتعز.


حيث وصف نعمان الرئيس هادي بـ"الانقلابي", ودعا لإقالة نائب رئيس الجمهورية, كما أنه وصف قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي بـ"الصفيق", في حين اعتبر نعمان حمود الصوفي المتهم بإحراق ساحة الحرية أنه(رجل دولة).




خلية القاهرة والغطاء الإعلامي


ويحظى المتمردون بغطاء إعلامي وفرته خلية القاهرة التي يتزعمها حمود الصوفي وتتلقى دعما من الإمارات, حيث تقف تلك الخلية على النقيض من مصلحة تعز, وتعمل على بث الشائعات وحملات التشويه, خدمة لأجندة إماراتية.


وتقف مليشيا أبو العباس المدعومة إماراتيا مساندة للتمرد, بقيادة عادل العزي زعيم خلية الاغتيالات في تعز, وهي الخلية التي اغتالت قرابة 300 من أبطال الجيش الوطني في تعز.



لا حاضنة شعبية


وتؤكد المصادر المحلية المتعددة أن المتمردين يفتقرون لحاضنة شعبية في ريف تعز". مشيرة إلى أن أبناء الحجرية يفيضون وعيا ولن يكونوا إلا في صف الدولة, ضد التمرد والفوضى والأجندة الإماراتية. 


وأوضحت المصادر أن المتمردين تعمدوا إزهاق الأرواح وترويع السكان في ريف تعز الجنوبي, تنفيذا لأوامر طارق صالح الموالي للإمارات.


وفي يوليو الماضي, أصدر رئيس الجمهورية قرارا قضى بتعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائدًا للواء 35 مدرع, خلفا للعميد عدنان الحمادي الذي استشهد داخل منزله في عزلة بني حماد, برصاص شقيقه جلال, في حادثة ما تزال دوافعها غامضة.


صدور القرار الجمهوري أثار غضب الإمارات وأدواتها, التي بدورها أوعزت لأياديها داخل اللواء لإعلان رفض القرار والتمرد عليه وعدم تسيلم مقر اللواء للعميد الشمساني, رغم كونه من أبناء الحجرية.


ويمضي المتمردون في تنفيذ الأجندة الإماراتية دونما اعتبار للمصلحة التعزية, حيث تسعى الإمارات لشرخ محافظة تعز إلى محافظتين, من خلال استنساخ تجربة الانتقالي في الحجرية ومن ثم اعلان مديريات ساحل المحافظة ومديريات الحجرية محافظة مستقلة موالية للإمارات, وهو ما يرفضه أبناء تعز رفضًا قاطعَا.