إب.. توسع دائرة الانفلات الأمني وجبايات المليشيا ترهق كاهل المواطن

نهب وسطو واعتداءات وجبايات وابتزازات مالية تلك أبرز الانتهاكات والممارسات الحوثية في محافظة إب التي أغرقتها مليشيا الخراب في وحل فوضى أمنية تزهق فيها الأرواح بشكل يومي.

 

في الشهر المنصرم مارس عاودت ظاهرة اختفاء واختطاف الأطفال بشكل كبير ومخيف بالتزامن مع حملات تجنيد إجبارية تقوم بها مليشيا الحوثي لتعويض خسائرها البشرية في المعارك الجارية.

 

إحدى تلك الجرائم لقيادي حوثي ينتمي لمحافظة صعدة أقدم على قتل طفل يدعى “حمزة العودي” بمنطقة الجوازات شرق جنوب المدينة، حيث أطلق القيادي الحوثي “أبو عقاب الجهمي” رصاصة من سلاحه الشخصي على رأس الطفل العودي دون إيضاح ملابسات الحادثة.

 

مصادر محلية أوضحت أن قيادات عليا من مليشيا الحوثي بقيادة المشرف الاجتماعي للمليشيا في المحافظة المدعو “يحي القاسمي” تدخلت ومارست ضغوطًا على أسرة الطفل العودي، وأجبرتهم على صلح يتم بموجبه التنازل عن القضية ودم الطفل.

 

إلى ذلك سقط 13 قتيلاً وجريحاً في سوق مدينة “كتاب” المكتظ بالمارة والمتسوقين بمديرية يريم شمال المحافظة، بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحين حوثيين من بيت قعشة، وحسب مصادر محلية فإن خمسة مدنيين قتلوا، فيما جرح ثمانية آخرون وجميع الضحايا من المدنيين الذين ليس لهم علاقة بالاشتباكات.

 

بينما قيادة مليشيا الحوثي في المنطقة، دعمت أحد الأطراف المتصارعة حيث تعمل على تغذية الصراعات القبلية وقضايا الثأر بين المواطنين حسب سكان محليين.

 

وقال سكان محليون إن مسلحين حوثيين أقدموا على قتل مواطن بمديرية المخادر يدعى “محسن مثنى” بعد أن استعان بهم نافذ يدعى “رشاد الجمعة” بسبب خلاف على قطعة أرض، في حادثة أخرى قتل المواطن “فيصل حسن فيصل آل قاسم”فيما أصيب شقيقه “زياد” برصاص مسلحين في منطقة المجمعة غرب المدينة.

 

وفي مديرية المخادر قتل مواطن يدعى “عبدالله عبدالملك علي مثنى” برصاص مسلح يدعى “سمير عبده أحمد ناصر المبارزي” بمديرية المخادر.

 

أما بمديرية ريف إب قتل ثلاثة أطفال قتلوا بانفجار قنبلة أمام مدرسة يرتادونها، وبحسب سكان محليين فإن الأطفال عثروا على قنبلة يدوية وقاموا بالعبث بها، ما أدى لانفجارها على الفور.

 

وفي حادثة أخرى قتل طفل يدعى “محمد صادق مهيوب مسعد العنسي” بعملية دهس في منطقة المعاين غرب المدينة.

وفي حادثة ثالثة أصيب طفلان برصاص مسلح يعمل سائق دراجة نارية بعد خلاف بينه وبين والد الطفلين، نتيجة الزحام المروري بمركز مديرية حبيش بمنطقة “ظلمة”، ليقوم المسلح باطلاق النار من سلاحه الشخصي صوب سيارة المواطن “قاسم الخولاني” في الوقت الذي كان الطفلان داخلها.

 

وأشار سكان محليون أن الشاب “بلال الهادي” قتل برصاص مسلح بعد خلاف نشب بينهما بحارة المعقبة بمديرية المشنة بالمدينة.

 

وسجل مقتل شاب -أثناء اشتباكات قبلية- يدعى “عبده محمد عبده المزهري” برصاص مسلحين في مديرية الرضمة شمال شرق المدينة ولاذ الجناة بالفرار عقب الجريمة في ظل دعوات واسعة في المنطقة للقبض على الجناة الذين لا يزالون في مناطقهم ولم يتم إلقاء القبض عليهم.

 

فيما أصيب فتى في السابعة عشر من العمر برصاص أحد عناصر المليشيا الحوثية بقسم الشعاب بمديرية المشنة.

 

إلى ذلك قتل لاعب كرة قدم إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل عناصر تتبع مليشيا الحوثي في إحدى النقاط الأمنية نهاية مارس الماضي توفي نجم فريق مديرية “ذي السفال” لكرة القدم “حبيب عبدالوهاب الشرعبي”.

 

كما قالت مصادر محلية إن عصابة مسلحة قتلت مواطنا بعد أن اعتدت على حرمة منزل شقيقه بمديرية المخادر شمال المحافظة.

 

العصابة المسلحة اقتحمت قرية “الزراري” بمديرية المخادر شمال المحافظة وأطلقت الأعيرة النارية على منزل أحد المواطنين بعد خلاف بينهما على قطعة أرض.

 

وفي حادثة أخرى أقدمت عصابة مسلحة على خطف طفل يدعى “عبداللطيف الحميري” واقتادته إلى جهة مجهولة في الوقت الذي لم تعرف ملابسات القضية التي أحدثت صدمة في أوساط المواطنين داخل المدينة.

 

وعثر مواطنون على جثة مجهولة الهوية قتلت بطريقة مروعة، في منطقة الصافية بمديرية حزم العدين غرب المحافظة.

 

وفي وسط المدينة عثر مواطنون على جثة مجهولة لشاب مقتول بظروف غامضة.

 

وفي موضوع آخر، أقدم مجهولون على إحراق سيارة مواطن في منطقة سوق الظهار بالمدينة في ظل فوضى أمنية تشهدها المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

 

واعتدى نافذون مدعومون من مليشيا الحوثي على منطقة “الحوض المائي” لمدينتي إب وجبلة والتي تشهد أزمة خانقة في المياه منذ أكثر من عامين.

 

النافذون شرعوا في بناء مشروع تجاري لأحد النافذين، وبرعاية قيادات حوثية عليا.

 

في السياق يتعرض العشرات من نزلاء السجن المركزي لاعتداءات متكررة من قبل عناصر مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

مصادر مطلعة كشفت أن مليشيا الحوثي تمارس عمليات التعذيب والاعتداء على نزلاء “إصلاحية السجن المركزي” فضلا عن الابتزاز المالي والمعاملات القاسية وغير اللائقة، ناهيك عن التغذية السيئة التي يتلقونها.

 

وأقدم مواطن على إحراق جسده أمام محكمة شرق المدينة احتجاجا على استمرار سجن نجله إثر خلاف على أرض، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

 

وقال شهود عيان إن المواطن أشعل النار في جسده، بعد أن صب عليه البترول، وهو يردد “ابني مسجون، ابني مظلوم، من ينصفنا؟”.

 

وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة إحراق الرجل لنفسه، كما يظهر إطفاء الحريق وإنقاذ المواطن من قبل مواطنين آخرين كانوا بالقرب.

 

اعتداء على “عريس”

اعتدى مسلح حوثي يدعى “مجاهد فضل محمد حسين الجحدري” بعنف مفرط على “عريس” أمام عروسته في أحد مطاعم المدينة بعد خلاف نشب بينهما.

 

وبحسب شهود عيان فقد حاول مواطنون التدخل لمنع عملية الاعتداء على العريس غير أن المسلح هددهم بإطلاق النار، وواصل اعتداءه على العريس.

 

ضرب طبيب

 

كما أقدمت عناصر حوثية على طبيب بمستشفى الثورة العام بالمدينة وقالت مصادر طبية إن مسلحين من مليشيا الحوثي اعتدوا بالضرب على الدكتور فواز الخولاني رئيس قسم الإنعاش الجراحي بمستشفى الثورة العام.

 

وحولت المليشيا الحوثية مستشفى الثورة العام أكبر مستشفيات محافظة إب، إلى ثكنة لمعالجة جرحاها وعناصرها وحرمان المواطنين بالمحافظة من الاستفادة من أي خدمات طبية مقدمة من المستشفى.

 

قاض لم يسلم من الاعتداء

 

وفي موضوع آخر اعتدى قيادي حوثي يدعى “أبو نائف” على القاضي “أمين أحمد محمد عواض” بالمدينة.

 

وطالب القاضي في مذكرة رفعها إلى الجهات القضائية والأمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، طالب بإنصافه ومحاسبة الجاني وإعادة ما نهبه منه من قبل القيادي أبو نائف.

 

سطو واستيلاء

مصادر مطلعة ذكرت أن القيادي في مليشيا الحوثي “نبيل المرتضى” استحوذ بالقوة على جمعية دار الكتاب والسنة بالمحافظة وصادر ممتلكاتها.

 

المرتضى حاول منذ أشهر فرض نفسه رئيسا للجمعية، ووجد رفضا وممانعة من قبل مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة، الأمر الذي جعل القيادي الحوثي يدخل في صراع مع مدير مكتب الشؤون الاجتماعية نصر البعداني انتهت بإقالة الأخير من منصبه وتعين القيادي الحوثي المرتضى مديرا للشؤون الاجتماعية حسب المصادر.

 

المليشيا لم تكتفِ بمصادرة ممتلكات جمعية دار الكتاب والسنة، بل سطت على “مستوصف الخنساء” التابع للجمعية ،وقامت بخطف عدد من موظفي المستوصف وطرد آخرين وفرضت إدارة جديدة بقوة السلاح واستولت على ممتلكات وعائدات المستوصف الطبي والذي يقدم خدمات للآلاف من المرضى بأسعار زهيدة كونه يتبع جمعية دار الكتاب والسنة.

 

اختفاء واختطاف الأطفال

 

ظاهرة اختطاف واختفاء الأطفال عاودت في الظهور مجدداً وبشكل كبير خلال الأيام الماضية بالتزامن مع حملات تجنيد إجبارية تقوم بها عصابات حوثية.

 

وقالت مصادر محلية: إن مسلحين على ارتباط بمليشيا الحوثي الانقلابية، اختطفوا فتاة وشقيقها من أمام إحدى مدارس المدينة، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

 

وخلال أيام تم تسجيل 4 حالات اختفاء، وإحباط عملية اختطاف لطفل في مركز المحافظة ومديريات أخرى.

 

عمليات اختفاء الأطفال تتزامن مع ارتفاع وتيرة التجنيد الإجبارية لمليشيا الحوثي الإرهابية التي تسعى لاستقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

 

المليشيا الحوثية دفعت بتعزيزات بشرية جديدة من مقاتليها على متن عربات عسكرية ومدنية من مختلف مديريات وقرى المحافظة نحو جبهات مأرب تعويضاً لخسائرها.

 

وحسب مصادر محلية فإن التعزيزات الحوثية الجديدة وصلت إلى نحو 85 مسلحاً من صغار السن كانت المليشيا استقطبتهم على مدى أسبوعين من قرى وعزل 22 مديرية تابعة للمحافظة وأجبرتهم لمدة سبعة أيام على تلقي دورات عسكرية وطائفية قبل الزج بهم في أتون المعارك.

 

وتحدثت المصادر عن أن البعض من أطفال المحافظة الذين جندتهم المليشيا الحوثية وزجت بهم مؤخراً للقتال بصفوفها في مأرب، تم اختطافهم من أماكن متفرقة على يد سماسرة وقادة ومشرفين حوثيين ومن ثم إخضاعهم بعد غيابهم عن أسرهم لتدريبات ودورات عسكرية.