عمران.. 10 جرائم قتل أسرية ارتكبتها عناصر حوثية بينها أربع بحق الوالدين
ما إن ظهرت جماعة الحوثي على السطح حتى بدأت تتسرب إلى مسامع اليمنيين جرائم يرتكبها عناصر تابعون لها لا سيما بعد نجاح انقلابهم على الدولة ومؤسساتها في العام 2014.
جرائم قتل ونهب وسحل واختطاف وتعذيب وتفجير وتهجير وجميع اليمنيين نالهم جزءا من هذه الجرائم إن لم تكن كلها.
والمتتبع لجرائم القتل الوحشيّة التي ارتكبها عناصر تابعون لجماعة الحوثي في مناطق سيطرتها وتعد بالمئات من هذا النوع من الجرائم والتي استهدفت ذوي القربى والدم والوالدين والإخوة وتكررت بشكل مرعب منذ انقلاب 2014 في أغلب المحافظات المحتلة.
موضوع تقريرنا هو رصد لجرائم فاقت في وحشيتها حتى وحشية الحيوانات، فسابقاً وقبل انقلاب الحوثيين نادرا ما كان يسمع الإنسان اليمني عن شخص يقتل والده أو أمه أو أخته أو أخيه أو ابنه، ولكن وبعد انقلاب جماعة الحوثي تكررت كثيرا وهنا رصدنا لكم 10 جرائم من هذا النوع في محافظة عمران حدثت خلال السنوات الأربع الماضية.
10 جرائم يندى لها الجبين ارتكبها عناصر تابعون لجماعة الحوثي خلال أقل من أربع سنوات في محافظة عمران بلغت ذروتها في العام 2019 توزعت بين قتل الأب لنجله وبين قتل الابن لأبيه أو أمه وبين قتل الشخص لشقيقه أو زوجته.
4 جرائم قتل بحق الوالدين
في 15 سبتمبر عام 2016، أقدم مشرف حوثي يدعى سلطان زايد ويلقب بأبو زايد على قتل والده زايد حسين الفقيه في مديرية جبل يزيد بسبب "قطف القات من الجربة" دون أخذ الإذن منه أولاً بالرغم أن الأب يعتبر المالك لأراضي القات وحسب مصادر محلية حين جرت الحادثة فإن أبو زايد كان مشرفا للحوثيين في وادي عقار التابع لمديرية الجبل وأنه التحق بجماعة الحوثي عقب دخولهم محافظة عمران في حرب 2014.
أما في 12 يناير عام 2019 فقد قام مسلح حوثي في حي الجبوبة بمدينة عمران مركز المحافظة ويدعى حربي النفيش قام بإطلاق النار على والده بعد خلاف بينهما، ثم غادر المنزل، وبعد دقائق عاد مجدداً ليجهز على والده تماماً، بطلقتين في الرأس، وحسب المصادر فقد كان المسلح الحوثي يطالب والده بتزويجه، وأن الحادثة جاءت بعد أن بذل الأب مجهوداً كبيراً للإفراج عن نجله والذي كان أسيراً في قبضة الجيش الوطني في محافظة تعز وما إن نجحت صفقة الأسرى وخرج المسلح الحوثي حضر ما تسميه الجماعة دورة ثقافية تنشيطية وبعد رجوعه بيوم قام بقتل والده.
ولم تمضِ شهور على الجريمة السابقة حتى تم تسجيل جريمة أبشع من سابقاتها، ففي 11 من أكتوبر من العام 2019 أقدم أحد أفراد جماعة الحوثي من أسرة علي دحان الجلال والتي قدمت أثنين من أبنائها مع جماعة الحوثي قتلوا في جبهات الحرب فأقدم الابن الثالث والعائد من جبهات القتال وبعد مشادة كلامية مع والده ووالدته وشقيقته المطلقة وبعد مطالبته لشقيقته بدفع مقتنياتها من المجوهرات دعما للمجهود الحربي للجماعة وبعد تدخل الأب والأم لمنع ذلك نشب شجار حاد بينهم فقام على الفور بنزع أمان القنبلة وألقاها على والده لكن والده قام برميها خارج المنزل قبل انفجارها.
وحسب مصادر محلية حينها فقد قام المجرم بعد إلقاء القنبلة على والده بإطلاق الرصاص الحي على والدته وشقيقته من سلاحه الشخصي ففارقتا الحياة على الفور فيما لم يصب والده بأذى.
أما في 24 نوفمبر من عام 2020، فقد حدثت الجريمة على غير العادة وأصبح المجرم ضحية والضحية مجرما، وأثناء مزاولة الابن صالح العوش لمهنة الزراعة في مديرية حوث باشره والده محمد العوش العائد من جبهات القتال بإطلاق النار عليه ولكن كان الابن أسرع من الأب في التصويب الدقيق للرصاص وباشر بإطلاق النار على والده فأرداه قتيلا.
4 جرائم بحق الأشقاء
لم تكن جريمة قتل الجلال لأمه وشقيقته والتي سبق ذكرها في الفقرة السابقة لارتباطها مع والدتها حين أقدم الأخ على قتل والدته وشقيقته، لم تكن هذه الجريمة هي الوحيدة بحق قتل الأشقاء فقد سبقتها في 11 مارس 2018 جريمة لا تقل وحشية عنها، حيث أقدم أحد منتسبي جماعة الحوثي ويدعى ياسر حاجب ويسكن في منطقة المخابي جوار مصنع أسمنت عمران غرب المدينة، أقدم على قتل شقيقته المتزوجة بعد عودته من حضور دورات تدريبية وثقافية تنظمها جماعة الحوثي لأتباعها وبعد محاولتها نصحه وثنيه عن الاستمرار مع جماعة الحوثي فكان الثمن حياتها رميا بالرصاص على يد شقيقها.
وفي 14 من نوفمبر من 2019، صحت محافظة عمران على جريمة من نوعٍ آخر فالبعض صنفها تصفية والبعض الآخر حسبها جريمة قتل أسرية حيث قام القيادي الحوثي نجل ناصر الطبيب بقتل شقيقه عصام ناصر الطبيب مسؤول التحقيقات في الأمن الوقائي التابع لجماعة الحوثي في المحافظة وأبرز المنفذين لتعذيب المختطفين في سجونهم وأكبر مبتز لأهالي المختطفين مالياً ليتسنى لهم الحصول على معلومات عن ذويهم المختطفين والمخفيين، وحسب مصادر مقربة حينها فقد باشر الشقيق شقيقه برصاصتين في الرأس وبعد التأكد من قتل شقيقه فر هاربا، كما أفادت المصادر ذاتها بأن نفسية القاتل كانت سيئة منذ رجوعه من جبهات القتال التابعة للجماعة.
وهكذا هي جماعة الحوثي حين تمعن في تعبئة أتباعها ومنتسبيها بالحقد والكراهية لكل من يخالفهم الرأي وخصوصا في حق جماعتهم وزعيمها فقد سجلت عددا من الجرائم من هذا النوع سبق ذكرها، ونختم هنا بهذه الجريمة، فقد أقدم مسلح حوثي في 14 ديسمبر 2020 في مديرية ذيبين وفور عودته من جبهات القتال ويدعى عيسى ردمان أقدم على قتل شقيقه دون سبب يذكر.
جريمتان في جريمة
وتماديا من جماعة الحوثي والعناصر التابعين لها واستهتارهم بالدماء والقتل وامتهانهم للمرأة سُجلت جريمتان في جريمة واحدة حيث أقدم مسلح حوثي يدعى سامي محسن عوضة، في 12 أبريل 2021، أقدم في مديرية السودة على ضرب زوجته الحامل في شهرها الرابع ضرباً مبرحاً بالهراوات والركل بالأرجل حتى فارقت وجنينها الحياة لتضاف إلى الجرائم المتسلسلة بحق المرأة والأطفال في سجل هذه الجماعة المنزوعة من قاموسها الرحمة وحرمة الدماء.
وتشهد المحافظة الواقعة تحت سيطرة الجماعة انفلاتا أمنيا متعمدا وجرائم قتل ونهب متكررة وإذكاء للصراعات لتتفشى الجريمة المنظمة بشكل مرعب أذلت المجتمع وأنهكت الأسر، فمن سلم من أذى الجماعة لم يسلم الأذى والقتل من أشخاص من دمه ولحمه وأقرب المقربين إليه، وبهذا يسجل التاريخ اليمني أن جماعة الحوثي أبشع جماعة مرت في تاريخ اليمن قديما وحديثا.