كاتب إسرائيلي: الإمارات دولة هامشية والسلام معها لا يساوي قشرة ثوم
وأضاف أيدليست في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأربعاء، تحت عنوان "نتنياهو يتصدر عناوين الصحف مع دول هامشية -بالإشارة إلى الإمارات- والسلام معها لا يساوي قشرة ثوم"، أنه يأمل أن تكون إسرائيل الضالة والمضللة قد استيقظت من خداع ما يسمى "السلام التاريخي".
واستعرض الكاتب بعض "الوعود الفارغة التي كانت جزءا من خطة التشغيل للرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو لضمان نجاح العرض في أبو ظبي، من خلال الاستعانة وتجنيد بعض الدول الداعمة لاتفاق التطبيع مثل مصر، والأردن وحتى السعودية".
وعود وقصص
وتتلخص الوعود التي تحدث عنها الكاتب في "تأسيس صندوق استثمار دولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني ودول عربية بقيمة 50 مليار دولار"، كما ورد في بنود خطة السلام الأميركية للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن المسيرة التجارية لترامب وصهره جاريد كوشنر "بنيت وأسست على عروض وصفقات عبثية من هذا القبيل"، في إشارة إلى التطبيع مع الإمارات وصفقة القرن.
ولفت إلى أن صندوق الدعم الأميركي لا يقوم بمهامه المعلنة، "باستثناء المساعدات المالية التي تقدم للأردن ومصر، والتي لا تحيد عن قرارات الكونغرس، بالضبط مثل المساعدات الدائمة التي تقدم لإسرائيل، علما أن الذين يمولون المشاريع الإنسانية في الشرق الأوسط هم الأوروبيون، بينما الأميركيون يخفضون ويقلصون ميزانيات الدعم، وتحديدا تلك الخاصة بالفلسطينيين".
تل أبيب والخرطوم
وتطرق الكاتب إلى وعد آخر وهو "تحقيق السلام مع السودان"، مستذكرا الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى تل أبيب، في طريقه للخرطوم سعيا منه لتوظيف ذلك لصالح ترامب ونتنياهو في الانتخابات.
وأوضح أن وزير الخارجية الأميركي تماهى بالإعلان عن رحلة طيران أخرى وصفها بـ"التاريخية" مباشرة من مطار بن غوريون إلى مطار الخرطوم، "دون الاكتراث بأن الحديث يدور عن حكومة انتقالية لدولة مخنوقة وتعيش أزمات عقب العقوبات التي فرضتها أميركا عليها بزعم أنها دولة إرهابية"، حيث قضت المحاكم الأميركية بأن السودان قدم مساعدة حيوية لتنظيم القاعدة أثناء وجود أسامة بن لادن في البلاد بين عامي 1991 و1996.
غموض وضبابية
وأوضح أيدليست أن التصريحات الصادرة عن بومبيو بشأن رفع العقوبات عن السودان مقابل اتفاق التطبيع غامضة وتلفها الضبابية، وكل ذلك من أجل الترويج لنتنياهو وترامب على أنهما مهندسي السلام بين إسرائيل والدول العربية، قائلا "حسب رأيي، هذا ليس أكثر من تجنيد متعاون تم القبض عليه وحشره بالزاوية، وتم إغواؤه وابتزازه، ولا يزال غير موافق".
وبشأن الوعود برفع العقوبات الأميركية عن السودان، يعتقد الكاتب الإسرائيلي أن كل ذلك مجرد تصريحات وكلام، مؤكدا أنه من الناحية العملية لا تزال إدارة ترامب تصر على أن يدفع السودانيون أكثر من 300 مليون دولار للضحايا، بالإشارة لعائلات 17 بحارا أميركيا قتلوا بتفجير سفينتهم المدمرة "يو إس إس كول"، بميناء في اليمن عام 2000.
السلام والحرب
ويرى الكاتب أن بالون السلام لن يروج لأي شيء، ولن يقدم شيئا، وبالتأكيد لن يجلب الهدوء على الجبهات والحدود مع إسرائيل المهددة بالحرب والتصعيد على مدار الساعة.
ومقابل ذلك، يقول إيدليست "فبدلا من السعي للتوصل إلى اتفاقيات تسوية مع الجيران والحدود الدموية، يتصدر نتنياهو عناوين الصحف مع دول هامشية -في إشارة للإمارات- حيث إن السلام معها لا يساوي قشرة ثوم، فحتى لو حقق صفقة جيدة، فلن يضفر بها أي أحد من بين مليون عاطل عن العمل بإسرائيل بسبب كورونا وسياسات نتنياهو الاقتصادية المدمرة".