
استغلال اغتيال "المشهري" في حملة تشويه الشيخ المخلافي .. لماذا وما دوافعها الحقيقية؟
الشيخ حمود المخلافي ومقتل"افتهان المشهري".. ما مساهمته في القبض على القتلة وكيف تعامل مع حملات الإساءة؟
في الساعات الأولى من اغتيال مديرة مكتب صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، افتهان المشهري ـ التي قضت على يد مسلحين في مدينة تعز منتصف الشهر الماضي ـ عجت وسائل التواصل الاجتماعي بحملات تشويه كبيرة طالت رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، الشيخ حمود سعيد المخلافي، بدت وكأنها منسقة من كثير من التيارات والمشارب المنافسة والمناهضة غذتها أدوات حاقدة على تعز والمقاومة والمشروع الوطني.
وحين كان ينسج المتآمرون خيوط الكيد، كان الشيخ المخلافي منهمكاً في العمل على القبض على القاتل الذي تربطه به علاقة عشائرية.وحتى بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من تحييد القاتل بعد جهود بذلها الشيخ قادت إلى التعرف على مكانه، واصلت آلة الكيد السياسي النيل من الشيخ ودفعت بقوة إلى محاولة تشويه الإنجاز الأمني بتحميل شقيقه مسؤولية التحريض على الشهيدة ودعم القاتل، وهو الكيد الذي أبطله الشيخ بالدفع بشقيقه إلى تسليم نفسه.
وأمام هذه الحملات الممولة كان لا بد من تسليط الضوء على جملة من الحقائق التي تحاول غرابيل الظلام أن تغطيها حتى وإن كانت جلية الملامح، وظاهرة البيان، ووضع القارئ أمامها.
جهوده للقبض على القتلة
يؤكد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة، ياسين التميمي، أن جهود الشيخ المخلافي منذ الساعة الأولى للجريمة تركزت على القبض على القتلة.
التميمي قال في منشور على صفحته بالفيسبوك: "وسط هذه الموجة من الإساءات وتصفية الحسابات بالوسائل الكيدية التي عجز عنها خصومه السياسيون و الأيديولوجيون عن منافسته في ساحة العمل النضالي والسياسي، ورغم بروز نزعة القتل المعنوي بالصورة التي رأينها خلال الأيام الماضية، كان الرجل منهمكا في اتصالات ومتابعات لا تكل ولا تمل، يصل الليل بالنهار، في مهمة تركزت حول هدف واحد هو إلقاء القبض على قتلة الشهيدة بأسرع وقت ممكن".
وأضاف: "أراد الخصوم أن تتوقف المسألة عند كون القاتل على صلة عشائرية بالشيخ حمود،... وأمام هذا الضغط؛ المدفوع في جانب منه بحسن النية والحرص؛ تصرف الشيخ بحزم وحكمة وصبر وأناة في ظل وجود احتمالات بأن يتمكن القاتل من الفرار من تعز إلى مناطق خارج سيطرة الحكومة".
وتابع التميمي: "استخدم الشيخ نفوذه بما يليق بالقادة المحترمين أصحاب المروءة الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، فوظف كل الوسائل التي سهلت للأجهزة المختصة الوصول إلى القاتل ومساعديه. وفي تلك الأثناء كان البعض يدبر المكيدة تلو المكيدة للقضاء على الإنجاز العدلي الذي أنصف الشهيدة وذويها وأعاد الاعتبار للعدالة وأدواتها في تعز".
ادعاءات القاتل بوقوف شقيق الشيخ خلفه.. كيف واجهها؟
في خضم حملة التضامن مع الشهيدة "المشهري" وما صاحبها من حملات تشويه للشيخ المخلافي، كان الأخير يجلس مع صحفيين في إسطنبول يتابع القضية ويجيب على كل أسئلتهم بكل شفافية.
عن هذا الأمر يؤكد الصحافي وديع عطا في شهادة كتبها على صفحته على الفيسبوك: "كنا مسترسلين في الحديث عن قضية مقتل الشهيدة افتهان المشهري -رحمها الله- وتداعياتها، والحملة الأمنية ونجاحاتها..نطرح الأسئلة بلغة الآخر وبما فيها من حيرة وقسوة، والشيخ يجيب بكل شفافية ودون أي تكلف.فجأة دخل عليه ابن شقيقه الشهيد عزالدين المخلافي، ليريه مقطع فيديو مصور للقاتل (الباشق) يتهم فيه محمد سعيد المخلافي -القيادي في اللواء 170 دفاع جوي وشقيق الشيخ- بتحريضه على ارتكاب جريمة القتل".
وقال "عطا" إن الشيخ شدد على ضرورة تسليم شقيقه محمد نفسه للسلطات ويخضع للتحقيق ويبرأ ساحته من التهم الموجهة إليه، وهو ما حصل بالفعل حين اتصل به شقيقه للتشاور معه حول الأمر، حيث حثه وبشدة على تسليم نفسه، وهو ماحدث بالفعل وبشكل فوري.
يضيف عطا: بعد ذلك وردت رسائل من قيادة الحملة الأمنية تسأل ماذا ترى بشأن الفيديو المتداول الذي اتهم فيه القاتل شقيقك محمد بالوقوف خلفه؟، رد الشيخ: "بدون أي رأي محمد شيسلم نفسه لكم الآن، وإذا ما جاش حركوا الحملة العسكرية لعنده، ولو قاوم، اقتلوه".
تابع عطا، سألنا: ليش يا شيخ؟ طيب اصبر حتى يطلبوه رسمياً بأمر من النيابة..قال: لا، مثله مثل غيره، وهو أولى أن يثبت براءته.
وفي رده على سؤال للصحفيين عن سبب اتهام القاتل لشقيقه؟ رد الشيخ: "لأنه كان متوقع نحميه، لكنه تفاجأ أننا أعلنت عن جائزة مالية 100 مليون ريال للقبض عليه، فأراد أن ينتقم منا" كما قال الصحفي وديع.
قتل معنوي
لم تكن الحملة التي طالت الشيخ آنية تخلقت مع مقتل "المشهري"، بل يرى مراقبون أنها مخططة للنيل من الشيخ وقتل صورته معنوياً، وفي هذا السياق يقول ناطق المجلس الأعلى للمقاومة، ياسين التميمي: أن "أحد الناشطين الإعلاميين في مواقع التواصل الاجتماعي، اتصل للشيخ حمود يساومه إما أن يدفع أو سيعمل ضمن الحملة المعادية، فكان رد الشيخ عليه، إن استطعت أن تحصل على ما تريد لدى من ذكرتهم فلا تتردد".
يضيف التميمي: "الغالبية العظمى من صور الشيخ حمود المبثوثة في الفضاء الإليكتروني، من الميدان وعلى مسافة صفر من العدو والأخطار. أراد خصومه طمس هذه الصورة المشرفة لقائد قوي وشجاع، وبدلا منها أرادوه أن يظهر مجرد شخص يلهو في مواقع التصوير ويؤدي دوراً في تمثيلية الحرب".
وأردف: "في إسطنبول لطالما بالغ البعض في رسم صورة جديدة للرجل ولحياة الرفاه التي يعيشها.. لكن الرجل يعيش كما يعيش العشرات من حوله ويقاسمهم لقمة العيش التي لا تختلف عن تلك التي كان يأكلها في منزله بمدينة تعز، ليس في مظهره ومخبره ميزة عن سواه، يمكن القول أنها استجدت بسبب "المال القاروني" المزعوم".
ويستطرد ناطق المقاومة: "يتغاضى البعض ربما بقصد عما ينجزه الشيخ ميدانياً وعن عنايته بالمرابطين في الجبهات ومئات الجرحى والشهداء الذين تخلت عنهم الحكومة، حيث يبذل ما بوسعه لمساعدتهم في مشاريع نموذجية ومستدامة للتأهيل والإدماج في سوق العمل".
ثمن قيادة المقاومة
الحملة التي تطال الشيخ في الوقت الراهن ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إلا أن هذه تبدو وكأنها منسقة من جهات وأطراف متعددة يجمعهم ممول واحد، وهذا واضح أنه مهووس بهزائم كبيرة في الماضي، وعجز في الحاضر عن تحقيق أي اختراق في مدينة تعز التي يحرسها الوعي المجتمعي وبندقية الجيش وحس الأمن، وإسناد المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ المخلافي ورفاقه.
يؤكد على ذلك ياسين التميمي الذي يقول "إن الشيخ حمود المخلافي دفع ولا يزال حتى اليوم ثمن قيادته للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، التي حررت أهم مدن البلاد من سيطرة الانقلابيين وأمَّنتْ هذه المساحة الاستثنائية التي يتنفس فيها أبناء المحافظة الحرية والكرامة ويعبرون عن إرادتهم ويصفون الحسابات أحياناً بالأدوات الاحتجاجية، وتحدثهم أنفسهم أن بالإمكان القيام بـ"ثورة 30 يونيو جديدة" محمولين على موجة من الشائعات والاستهداف المعنوي لشخص حمود المخلافي وعائلته، في إصرار يغذيه الانقلابيون القدامى ويعبر عنه أيديولوجيون موتورون و منابر مأجورة".
وفي مواجهة كل هذا الزيف والحملات الكيدية ومصيرها يختم التميمي قائلا: "خلال الأيام القادمة إن شاء الله ستتواصل الجهود من قبل السلطات القضائية بدعم كامل من قادة المحافظة وفي مقدمتهم الشيخ حمود المخلافي من أجل طي الصفحة السوداء القاتمة التي هيمنت على مدينة تعز وستنجلي صورة المشهد على واقع مختلف، وسيعرف الناس حينها الحقيقة كاملة دون تزييف".