محللون: مبادرة السعودية بضغط أمريكي والحوثي لن تستجيب
أجمع محللون على أن المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن جاءت بضغط من الإدارة الأمريكية الجديدة، ونتيجة لتقاطع الجهود بين المبعوثين الأممي والأمريكي، مستبعدين استجابة جماعة الحوثي لها، كونها ترتهن قرارها بموافقة إيران أبرز حلفائها.
وأعلنت السعودية، الإثنين، مبادرة لـ"حل الأزمة اليمينة"، تتضمن وقف إطلاق النار من جانب واحد، معربة عن أملها في استجابة الحوثيين "صونا للدماء اليمينة".
وقال وزير الخارجية، فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي، إن المبادرة "تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية للسفن والمشتقات النفطية من ميناء الحديدة (غربي اليمن) بالبنك المركزي".
وتشمل أيضا "فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء مشاورات بين الأطراف المختلفة برعاية الأمم المتحدة"، وفق فرحان.
رد الحوثي لم يتأخر، حيث قال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام الحوثي، في حديث لوكالة "رويترز"، إن هذه الخطة "لا تتضمن شيئا جديدا"، وإن المملكة "جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا".
وأضاف الحوثي أن "أنصار الله" ستواصل الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وتعليقا على المبادرة، قال الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، إن المبادرة السعودية هي محصلة جهود بذلت من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، ونتيجة لتقاطع الجهود مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وهو فوق ذلك محصلة ضغوط أمريكية تريد أن تضيف شيئاً مهما إلى أجندة المائة يوم الأولى من رئاسة جو بايدن.
ورأى في حديث خاص أنه من الواضح أن الرياض أرادت التخفف من أثقال الضغوط السياسية التي تأتي نتيجة انخراطها المتزايد في الحرب الدائرة في اليمن خصوصاً الأيام الأخيرة التي اقتضت توسيعا لنطاق أهدافها الجوية وضرباتها المكثفة لميلشيا الحوثي في محيط مأرب.
وشدد على أن السعودية بهذه المبادرة سجلت هدفاً في مرمى المجتمع الدولي، لكنها أيضاً أظهرت بشكل غير مسبوق أنها من يتحكم بقرار الحرب في اليمن وليس السلطة الشرعية التي تدخلت السعودية لدعمها.
ومع ذلك، وبحسب التميمي فإن"هناك رسالة سلبية للغاية تظهر السعودية تستجدي السلام بعد ست سنوات من الحرب، كان يفترض أن تحقق فيها نصراً عسكرياً سهلاً بسبب توفر كافة مقومات هذا النصر وفي المقدمة التأييد الشعبي الواسع لاستهداف الحوثيين".
وأضاف: "غابت السلطة الشرعية وهذا مؤشر في غاية السوء في مقابل حضور الحوثيين كطرف رئيس يمثل الحرب من الجانب اليمني، وهو مكسب لطالما حرص عليه الحوثيون الذين يريدون حسم الحرب وحسم السلام لصالح نفوذ مطلق لا ينازعهم فيه أحد على الساحة اليمنية".
بدوره، قال رئيس مؤسسة يني يمن الإعلامية في تركيا، صالح الجبري، إن المبادرة السعودية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، لكنها هذه المرة جاءت بضغوط أممية وأمريكية على الرياض، وحملت بنودا جديدة كفتح مطار صنعاء، وفتح ميناء الحديدة، ووقف قصف الطيران، والجلوس إلى طاولة الحوار.
وعن رد الحوثي على المبادرة، قال الجبري في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الحوثي اعتاد ألا يستجيب للمبادرات، ولا يلتزم بالاتفاقيات، لكن السعودية عبر مبادرتها رمت الكرة في ملعب الحوثي حتى تتخلص من الضغوط التي تمارس عليها، وهي تعلم أن الحوثي لن يلتزم ولن يستجيب.
وأضاف: "الحوثي يضع شروطا تعجيزية أمام الشرعية اليمنية والتحالف العربي برئاسة السعودية لوقف إطلاق النار، وهو يريد أن يمضي في مخططاته للسيطرة على البلاد، حيث يرسل آلاف الشباب الغير مدربين في محاولة ويرمي بهم في محرقة الصحراء في محاولة للسيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط".
وختم قائلا إن "الحوثي خسر الكثير من مواقعه مؤخرا بفعل عمليات الجيش الوطني المدعوم من التحالف، وهو يتمنى أن تقف الحرب لكنه يكابر ويعاند، رغم أن هذه المبادرة في صالحه وتعطيه فرصة لترتيب صفوفه".
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي، نبيل البكيري، إن جماعة الحوثي لا تملك حق القبول أو الرفض للمبادرة السعودية، ولهذا ظهر ردها مرتبك، لأنها تنتظر ضوء أخضر من طهران التي تحرص بشدة لوضع الأزمة والحرب في اليمن ضمن ملفات التفاوض الأمريكي الإيراني بخصوص الإتفاق النووي.