أيام الأسبوع إرهابية والمصعد تحول لنفق.. الاحتلال يسقط في فخ فبركاته
يتنقل الاحتلال الإسرائيلي من كذبة إلى أخرى ويختلق الأحداث ثم يقع في فخها، متجاهلا أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التحقق باتت قادرة على كشف زيف ادعاءاته، التي كان آخرها اتهام "أيام الأسبوع بالإرهاب".
بدا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال غاري مزهوا وكأنه وجد كنزا، حين كشف ما قال، إنها "أدلة" تشير إلى أن حركة حماس تستخدم مستشفى "الرنتيسي" للأطفال في غزة، لاحتجاز أسرى عملية طوفان الأقصى.
وليدعم الضابط روايته التي يبثها من "قبو" يزعم أن حماس تستخدمه لأمور عسكرية، يُظهر "قائمة" يقول، إنها "باللغة العربية ومكتوب فيها تفاصيل العملية العسكرية التي شنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، وتتضمن -أيضا- أسماء الحراس الذين يتناوبون على حراسة الأشخاص الذين كانوا موجودين هنا".
تقويم
ولم يكتف الاحتلال بنشر المرئية والصور على مواقع التواصل؛ بل أرفقه المتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي في منصة "إكس".
وكتب أدرعي أنه عُثر على الورقة في الطابق السفلي لمبنى مستشفى الرنتيسي في غزة بعنوان (معركة طوفان الأقصى)، وتشمل أيام الأسبوع من تلك العملية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وتابع "كما يبدو كانت مخصصة لاستخدام المخربين الذين كان يهمون بحراسة المختطفين الإسرائيلين في تلك المنطقة".
وبعد التدقيق بالصور والمرئيات، يتبين أن هذه "القائمة" تؤرخ لأيام الأسبوع التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، وهي عبارة عن جدول يبدأ من 7 الشهر الماضي، وينتهي في اليوم الأخير من الشهر نفسه.
قبو اجتماعات
ويردّ المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أن القبو الذي عرضه الاحتلال هو من "ضمن تصميم المستشفى ويوجد فيه مستودعات وإدارة المستشفى، بالإضافة إلى قاعة اللقاءات مع المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وبصحة الطفل"، وأضاف أن "الكل يعرف هذا القبو لأن الاجتماعات معهم كانت تحصل فيه".
أما القيادي في حماس أسامة حمدان فيصف غاري بأنه "مدّعٍ يضع صورة لأيام الأسبوع سوى ما وضعه النازحون إلى هذا المشفى، يعدّون أيام العدوان ويسجلونه يوما بيوم حتى لا تفر أي لحظة من لحظات العدوان القاسية".
ولم يمر هذا المقطع، بما فيه من تحويل أيام الأسبوع إلى أسماء "حراس الأسرى" مرور الكرام في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول لمادة للسخرية.
مراقبة الصحفيين
والمثير أن شبكة "سي إن إن" الأميركية، نشرت -اليوم الأربعاء- تقريرا يكرر قصة "قائمة الإرهابيين في مستشفى الرنتيسي"، التي تبين أنها مجرد تقويم يتضمن أيام الأسبوع باللغة العربية.
واعترفت الشبكة الأميركية نفسها، -في وقت سابق- بأن الصحفيين الأجانب المرافقين للجيش الإسرائيلي يجب أن يحصلوا على إذن من الاحتلال قبل نشر موادهم.
وهذه الاختلاقات ليست الأولى وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة، فبداية حلقات المسلسل كانت مع "رواية قطع رؤوس الأطفال" ولا أحد يعرف متى وكيف ستكون نهايتها.
أنفاق المقاومة
وبما أن أنفاق المقاومة الفلسطينية باتت تشكل كابوسا لجنود الاحتلال ويبحثون عن أي صورة نصر، نشر الاحتلال مرئية وصورا لما قال، إنه نفق للمقاومة الفلسطينية، وتبين لاحقا أن المكان عبارة عن حفرة لبئر مصعد.
وظهر في الصور عاكس ثلاثي لمحركات المصعد في الصندوق الكهربائي، كما يظهر في المقطع القضبان والوصلات المسطحة بوضوح في عامود المصعد.
ويتهم القيادي في حماس أسامة حمدان الضابط الأسرائيلي بالكذب؛ لأنه يشير إلى لوحة كهربائية تابعة لشبكة كهرباء واتصالات، وأوضح أن النفق المزعوم هو عبارة عن بئر لشبكة اتصالات وإنترنت تخدم المنطقة السكنية التي يوجد فيها مستشفى الرنتيسي.
كما عرض المتحدث باسم جيش الاحتلال ما قال، إنها أسلحة لحماس ضبطت داخل المستشفى، وصفها حمدان بالصور "السمجة" ورأى أنها تجميع لحواسيب محمولة من أقسام المستشفى وبعض العتاد المجموع من الميدان، ليقول، إن هذا القبو كان مقرا للعمليات والقيادة لكتائب القسام.
ويتابع أسامة في تفنيد مقطع المتحدث العسكري الإسرائيلي بقوله، إنه "يتحدث عن دورة مياه ومطبخ في هذا القبو وكأنه يكتشف أمرا جديدا، إن وجود مثل هذه الخدمات عاديا في طابق إداري بالمستشفى".
مستشفى حمد
وقبل أيام، نفى تحقيق للجزيرة مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بوجود نفق لمقاتلي حماس تحت مستشفى "الشيخ حمد" في غزة، ويظهر أن الفتحة التي عرضها الاحتلال هي لخزان مياه.
ولم يشذ عوفير غندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن طريق نشر الاختلاقات على حسابه على منصة "إكس"، فنشر مقطعا زاعما أنه لكلاب تلاحق مقاتلي حماس في الأنفاق، ليتبين أنه قديم ويعود لسنوات، وليس من غزة.
المجندة "الأسيرة"
وكان عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق كذّب الرواية الإسرائيلية حول تحرير مجندة إسرائيلية كانت أسيرة في قطاع غزة ورأى أنه لا أحد يصدق الرواية الإسرائيلية.
وزعم بيان مشترك صادر عن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) أنه "أُطلق سراح المجندة أوري مجيديش، خلال عملية برية"، وأن "حالتها جيدة والتقت عائلتها".
ولكن وسائل الإعلام ومواقع التواصل كشفت أنه بعد التدقيق تبين أن اسم هذه المجندة لم يكن مدرجا ضمن القائمة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لأسرى عملية طوفان الأقصى.
كما أنها نشرت منشورات على صفحتها على فيسبوك في 12 الشهر الماضي، رغم أن "أسرت" -حسب الرواية الإسرائيلية- في 7 من الشهر نفسه. وبعد كشف اختلاقاته أضاف الاحتلال اسم "مجيديش" على قائمته واضعا صورتها بعد "إطلاق سراحها".
وتلخص أوليفيا زيمور رئيسة مؤسسة "أورو فلسطين" الفرنسية كل ما سبق ذكره، بأن "هذه الدعاية والأكاذيب بدأت منذ بداية العدوان، يكررون أنها حرب ضد حماس، ولكن الواقع يقول، إن المجازر ترتكب بحق سكان غزة والمدنيين، وكذبة الحرب على حماس هي الكذبة الأولى التي يكررونها وتكررها وسائل الإعلام".
المصدر: الجزيرة + وكالات