جبهة تحت الأرض.. أنفاق المقاومة في غزة كابوس يقض مضاجع إسرائيل وحلفائها

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في إسرائيل وحلفائها في الغرب مما ينتظر جيش الاحتلال -في حال تنفيذ وعيده بالتوغل البري في قطاع غزة– من شبكة الأنفاق التي وصفتها أسيرة أفرج عنها مؤخرا بأنها "شبكة عنكبوت".

 

ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة في الغرب والمنطقة أن فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تسيطر على أنواع مختلفة من الأنفاق الممتدة أسفل قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا، بما في ذلك أنفاق للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.

 

وذكر مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الخاصة الإسرائيلية ستواجه مخاطر لم يسبق لها مثيل، إذ سيتعين عليها خوض قتال مع رجال المقاومة مع محاولة تجنب قتل الأسرى المحتجزين في الأنفاق.

 

واستذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن معركة القوات العراقية مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية التي استمرت 9 أشهر لاستعادة مدينة الموصل، قائلا إنها قد تكون أسهل مقارنة مع ما ينتظر أن يواجهه الجنود الإسرائيليون، فمن المرجح أن تكون هناك "كثير من العبوات الناسفة والفخاخ الملغومة وعمليات طاحنة حقا".

 

ورغم أن إسرائيل أنفقت كثيرا على وسائل كشف الأنفاق، بما في ذلك حاجز تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار أطلقت عليه اسم "الجدار الحديدي"، يعتقد محللون أمنيون أن للمقاومة أنفاقا تصلها بالعالم الخارجي، في ظل سيطرة إسرائيل الكاملة على المداخل الجوية والبحرية لغزة.

 

وتمتد الحدود البرية على طول 72 كيلومترا، 59 كيلومترا مع إسرائيل و13 كيلومترا في الجنوب مع مصر، وتوفر الأنفاق إحدى السبل القليلة أمام المقاومة لجلب الأسلحة والعتاد والأفراد، حسب رويترز.


شبكة العنكبوت


وقالت يوخباد ليفشيتس (85 عاما) الأسيرة الإسرائيلية التي أُفرج عنها الأسبوع الماضي مع أسيرة أخرى لأسباب إنسانية إن شبكة الأنفاق "بدت مثل شبكة العنكبوت، أنفاق كثيرة جدا، سرنا كيلومترات تحت الأرض".

 

وتقول مصادر أمنية إسرائيلية إن القصف الجوي المكثف الذي جاء ردا على عملية "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري، ألحق أضرارا طفيفة بالبنية التحتية للأنفاق، إذ تمكنت وحدة من الضفادع البشرية التابعة لحماس من شن هجوم عبر البحر هذا الأسبوع استهدف مناطق بالقرب من غلاف غزة الشمالي.

 

ويقول القائد السابق بجيش الاحتلال أمير أفيفي "رغم هجومنا المكثف لأيام وأيام، فإن قيادة (حماس) ما تزال متماسكة إلى حد كبير وقادرة على توجيه الأوامر والسيطرة، بل وحتى قادرة على محاولة شن هجمات مضادة". وتقلد أفيفي مناصب كبيرة منها نائب قائد فرقة غزة المكلفة بالتعامل مع مسألة الأنفاق.

 

ويضيف أفيفي "توجد مدينة بأكملها أسفل غزة على عمق يتراوح ما بين 40 و50 مترا. ثمة مخابئ ومقرات ومخازن وبالطبع هي متصلة بأكثر من ألف موقع لإطلاق الصواريخ". وتقدر مصادر أخرى عمق الأنفاق بما يصل إلى 80 مترا.

 

وفي السياق، يقول مصدر أمني غربي "تمتد لأميال. إنها مصنوعة من الخرسانة وبشكل جيد جدا. كان لديهم متسع من الزمن وكثير من المال لحفرها، تخيل أنها تبلغ 10 أمثال أنفاق فيت كونغ" في إشارة إلى مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.

 

مطاردة في الأنفاق

 

من جهته، يقول جويل روسكين عالم تضاريس الأرض والجيولوجيا بجامعة بار إيلان الإسرائيلية إنه من الصعب رسم خريطة دقيقة لشبكة الأنفاق من السطح أو الفضاء، مضيفا أن المعلومات شديدة السرية ضرورية من أجل وضع خريطة ثلاثية الأبعاد وتخيل الصور.

 

ومن بين وحدات النخبة المكلفة بالنزول تحت الأرض وحدة ياهالوم، وهي وحدة قوات خاصة من سلاح الهندسة القتالية الإسرائيلي، وهي الوحدات المتخصصة في كشف الأنفاق وإخلائها وتدميرها.

 

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق هذا الأسبوع مقاتلي ياهالوم وقال لهم "أعتمد عليكم، شعب إسرائيل يعتمد عليكم".

 

وقالت مصادر إسرائيلية إن ما ينتظرهم أمر جسيم وإنهم يواجهون عدوا أعاد تنظيم نفسه وتعلم من العمليات الإسرائيلية السابقة في 2014 و2021.

 

وقال القائد السابق لسلاح الهندسة القتالية أمنون سوفرين "سيكون هناك الكثير من الألغام. لديهم أسلحة حرارية لم تكن لديهم في 2021 وهي أكثر فتكا. وأعتقد أنهم حصلوا على كثير من أنظمة الأسلحة المضادة للدبابات سيضربون بها ناقلات الجنود المدرعة والدبابات".

 

وأضاف سوفرين -الذي كان أيضا رئيسا سابقا لإدارة المعلومات الميدانية في جهاز المخابرات الإسرائيلية (موساد)- أن حماس ستحاول أيضا أسر جنود.

 

المصدر : رويترز