عقد على جمعة الكرامة.. الجريمة المسكوت عنها في اليمن

تحل اليوم الذكرى العاشرة لمجزرة جمعة الكرامة، التي قتل فيها عشرات الأشخاص، على يد بلاطجة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح آنذاك.

 

في مثل هذا اليوم قبل عقد من الزمن قتل قناصة النظام السابق عشرات الشباب الذين كانوا معتصمين في ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء والتي امتدت منها الخيام إلى شوارع عديدة، مطالبين بحقوقهم التي خرجوا لأجلها في ثورة 11 فبراير/شباط 2011.

 

شكلت تلك الجمعة تحولا كبيرا في أحداث ثورة 2011، إذ زادت الانشقاقات عن النظام السابق، وزاد زخم المواطنين الذين خرجوا للساحات للمشاركة في الاعتصامات، وتمثل تاريخا لميلاد جيل مستعد للتضحية من أجل الحرية، والإصرار على التمسك في حقه بنظام مدني يسود فيه القانون والدستور بعيدا عن نظام الفرد والتسلط.

 

توصف جمعة الكرامة بأنها الأكثر دموية خلال مواجهات النظام السابق مع الثوار، والتي أدت لبشاعتها لإجبار الرئيس السابق صالح مطلع 2012 على التنحي عن منصبه.


مع مرور عقد كامل لـ"جمعة الكرامة" الدامية التي راح ضحيتها قرابة 53 شاباً من خيرة اليمنيين على يد قوات الرئيس السابق على عبد الله صالح، تفاعل ناشطون وسياسيون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما والبلد يرزح تحت حرب طاحنة على مدى سبع سنوات منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في سبتمبر/ ايلول 2014.

 

وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان "في مثل هذا اليوم أمر المخلوع بلاطجته وقواته بقتل المتظاهرين السلميين في ساحة التغيير بصنعاء، قتل وأصاب المئات".

 

وأضافت كرمان "ستظل جمعة الكرامة يوما استثنائيا فارقا في تاريخ كفاح اليمنيين في سبيل الحرية"، متابعة بالقول "المجد والخلود والرحمة للشهداء والذل والهوان للمخلوع وبلاطجته، صباحكم كرامة وأيامكم حرية".

 

من جانبه اكتفى الكاتب الصحفي أحمد الشلفي بالقول "كرامة إلى الأبد".


من جهته قال الكاتب الصحفي نجيب اليافعي "شربت عصابات الحوثي من دماء اليمنيين وشارك المجرم الرئيس اليمني السابق علي صالح في هدم المعبد على رؤوسنا وسلم البلد للعنصريين الهاشميين".

 

وأضاف "كل ذلك لأن أبناء اليمن شبوا عن الطريق وأرادوا جمهورية على طريق الشعب يحكم بنفسه ويختار ممثليه عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع".


بدوره الكاتب الصحفي يحيى الثلايا يرى أن جمعة الكرامة الشرارة التي أحرقت كل البلاد وطالت من أشعلوها بذات الوجع الذي طال قلوب أمهات وبنات وأطفال ضحايا جمعة الكرامة العزل الأبرياء.

 

وقال الثلايا "10 سنوات على أبشع مذبحة ومحرقة في تاريخ صنعاء المعاصر"، متابعا "هنا وتجاه كل حادث مماثل أو فرصة للظلم جديرون بأن نتذكر جيدا مقولة الرجل العظيم والحاكم العادل عمر بن عبد العزيز: "‏إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك".



الخبير الاقتصادي  مصطفى نصر  في الذكرى العاشرة لجمعة الكرامة أعاد نشر قصيدة للشاعر عبدالعزيز المقالح في رثاء شهداء جمعة الكرامة.


الصحفي أشرف عبد الغني غرد بالقول "الخلود لشهداء مجزرة جمعة الكرامة التي ارتكبتها قوات نظام صالح في 18 مارس/ آذار 2011، بحق شباب ثورة فبراير المجيدة.

 

وأردف "بدمائهم أناروا طريق الحرية، وبجرمه ذهب إلى مزبلة التاريخ".



أما المحلل السياسي غمدان اليوسفي فقال "في مثل هذا اليوم فتحت حنفية الدم، ومنذ ذلك الوقت صار سفكه سهلا عند الجميع".

 

كذلك الإعلامي سمير النمري هو ايضا قال "الذكرى العاشرة لمجزرة جمعة الكرامة التي خطط لها ونفذها علي عبد الله صالح وبلاطجته ضد شباب عزل كانوا يتظاهرون سلمياً في ساحة جامعة صنعاء".

 

وأضاف "كان عفاش وقتها يعتقد أن رصاص قناصته التي تصيب هامات الشباب قادرة على بث الذعر في المتظاهرين وإخافتهم للهروب من الساحة، لكن ما حصل كان نقطة تحول كبيرة في بدء انهيار نظام عائلة عفاش وسقوطها".


وأتبع "الرحمة لأولئك الأبطال ولكل الثائرين الذين كشفوا لكم خيانة عفاش للجمهورية وتسليمه للمعسكرات والمؤسسات لمليشيا الحوثي".

 

الكاتب الصحفي علي الفقيه قال: "إلى الشموع التي انطفأت في جمعة الكرامة، ما زلنا على العهد في مواجهة القهر والعسف والعنصرية".

 

وأضاف "لم نتخلَّ عن الغايات العظيمة التي ضحيتم من أجلها، ولحق بكم آلاف الأبطال طلباً لذات الغاية ومستمرون على الدرب حتى ننال الكرامة وتنقشع الغمة عن بلادنا"، مضيفا "لتنم أرواحكم بسلام".


الباحث عبد السلام محمد -رئيس مركز أبعاد للدراسات- علق على ذكرى جمعة بالكرامة بالقول "كل الأحداث اللاحقة تؤكد أن جريمتي جمعة الكرامة وجامع النهدين يقف وراءها التنظيم السلالي الإمامي المتدثر بغطاء العائلة وقتها".

 

وأضاف "لكن تظل المسؤولية الأخلاقية والقانونية يتحملها أركان النظام السابق، حتى نصل إلى عدالة انتقالية".