"غروند برغ": اليمن تشهد فرصة استثنائية لإنهاء الصراع

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، إن البلاد لم تشهد فرصة كهذه المتاحة الآن، خلال الأعوام الثمانية الماضية لإحراز التقدم من أجل إنهاء النزاع، إلا أنه حذر من أنه "لا يزال من الممكن أن يتحول المسار ما لم تتخذ الأطراف خطوات أكثر جرأة نحو السلام".


وخلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، سلط غروندبرغ الضوء على التقدم الذي تم إحرازه في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بملف المعتقلين.


 وأثنى على الأطراف وكل من شارك في التوصل لإطلاق سراح 900 معتقل، بما في ذلك دور المجتمع المدني الحاسم.


وأضاف: "لقد جدد هذا آمال العديد من اليمنيين في إمكانية إطلاق سراح أقاربهم قريباً. إن المشاهد المؤثرة للمفرج عنهم في الأيام الأخيرة دليل على قوة المفاوضات السلمية".


وأشار غروندبرغ أيضا إلى أن آثار الهدنة استمرت حتى بعد انقضاء مدتها قبل ستة أشهر، حيث "يشهد اليمن أطول فترة من الهدوء النسبي حتى الآن في هذه الحرب المدمرة".


استمرار معاناة اليمنين


ومع ذلك، قال المبعوث الخاص إن اليمنيين لا يزالون يعيشون "معاناة لا يمكن تصورها كل يوم". 


وشدد على أن النشاط العسكري الأخير في مأرب وشبوة وتعز ومحافظات أخرى هو تذكير بأن "التصعيد يمكن أن يعكس بسرعة المكاسب التي تحققت بشق الأنفس". 


ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية ومواصلة التواصل مع مكتبه لضمان استمرار التهدئة.


"الهدنة تدبير مؤقت"


وقال "غروندبرغ" إنه على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإعادة تنشيط العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.


وأضاف: "كانت الغاية من الهدنة أن تكون تدبيراً مؤقتاً لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام. إلا أنه لا يمكن أبداً الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن".


ونوه بالحوار البناء الجاري بين الأطراف واللاعبين الإقليميين، كما رحب بالاتفاق الأخير بين السعودية وإيران لتعزيز تعاونهما في الأمور التي من شأنها تحسين الأمن والاستقرار في المنطقة.


بناء الثقة


وشدد المبعوث الأممي على أن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية وأن تتجه نحو "المستقبل الذي يريده الكثيرون من اليمنيات واليمنيين حسبما أخبرونا، وهو مستقبل يسوده الحكم الخاضع للمساءلة، والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصادية".


وقال المبعوث الخاص إن مكتبه يواصل العمل على مسارات متعددة للبناء على مكاسب الهدنة والتقدم نحو عملية تجمع اليمنيين للاتفاق على كيفية إنهاء النزاع بشكل مستدام. 


وأضاف: "يمكن لليمنيين فقط أن يناقشوا ويقرروا في نهاية المطاف ترتيبات الحكم السياسي والاقتصادي والأمني المستقبلية لليمن".


وأشار "غروندبرغ" إلى أن هناك الكثير من العمل الذي لا يزال يتعين القيام به لبناء الثقة والوصول إلى التسويات. 


وأضاف: "جهود الوساطة سوف تتكيف وتتطور على الدوام. لكن على الأطراف ألّا تسمح لهذه اللحظة بالمرور دون التوصل إلى اتفاق".