وفاة أسير تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي ومنظمة حقوقية تطالب بتدخل دولي لمحاسبة المتورطين
كشفت منظمة حقوقية (مقرها جنيف) عن وفاة أسير حرب تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، داعية إلى موقف دولي حازم إزاء تلك الانتهاكات وتقديم المتورطين للمحاسبة.
جاء ذلك في بيان لمنظمة سام للحقوق والحريات أدانت فيه جريمة وفاة الأسير (عمر أحمد العيسائي) في سجون مليشيا الحوثي، جراء التعذيب والإهمال الطبي وإخفاء المليشيا للجريمة رغم مرور أكثر من عامين.
وأوضحت المنظمة في بيانها أن "العيسائي" الجندي في لواء الفتح في محور البقع التابع للقوات الحكومية والذي أسر في معركة آل جبارة في 8 يونيو 2018م، تعرض "لأصناف التعذيب والاضطهاد على يد جماعة الحوثي دون أي احترام لإنسانيته أو لأخلاق الحرب ومبادئه المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف بشأن الأسرى".
وأشارت المنظمة إلى أنه ومن خلال التقارير الطبية من مستشفى 48 فإن العيسائي توفي في منتصف شهر نوفمبر من العام 2020م.
ولفت البيان إلى أنه وبعد وفاته طلب المسؤول عن ملف الأسرى لدى جماعة الحوثي "عبدالقادر المرتضى" مبلغ وقدره مليون وخمسمائة ألف ريال لكي يتسنى لأهله زيارته لمدة ساعتين، حيث قاموا بالضغط على أخيه من أجل دفع المبلغ إلى جانب ملاحقته واتهامه بالعمل لصالح الجيش الوطني بينما هو في الحقيقة يعمل كأستاذ وليس له أي توجهات سياسية.
وأضاف: "وبعد ما أُشيع خبر وفاة "عمر" بأربعة أشهر عاد المسؤول عن ملف الأسرى بالتواصل مع أهله مرة أخرى وطمأنهم بأن عمر لا يزال على قيد الحياة، حيث عادت الأسرة ترسل مصاريف شهرية لعمر بكم التطمينات التي تلقوها".
وأشار إلى أن الأم أصرت مؤخراً على زيارته لتتفاجأ بأن عمر قد فارق الحياة منذ عام 2020 و"أن تلك التطمينات والأموال هي مجرد كذبة من أجل الاستمرار في أخذ النقود وإخفاء جريمة الحوثي الواضحة على جسد "عمر" الذي تعرض للتعذيب والانتكاسة الطبية لهول ما عايشه داخل سجون الحوثي".
وأكدت (سام) على أن ما حصل مع "عمر" يحصل مع آلاف المعتقلين لدى جماعة الحوثي المعروف عن انتهاكاتها وممارساتها الانتقامية داخل السجون بحق الموقوفين والمعتقلين الذين يُعد غالبيتهم ضحايا حرب تم إيداعهم في السجون دون محاكمات قانونية أو أوامر قضائية.
وأوضحت "أن استغلال القائمين على سجون الحوثي لشوق ولهفة ذوي المعتقلين في معرفة مصير أبنائهم وابتزازهم بالأموال الطائلة والمصاريف المرتفعة دون تقديم أي معلومات صحيحة عن حقيقة أوضاع أبنائهم والمماطلة في التواصل معهم هو انحدار أخلاقي وإنساني يُضاف للانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق المعتقلين وعوائلهم".
ودعت منظمة "سام" المجتمع الدولي لإبداء توجه حقيقي وفاعل على مستوى الضغط على جماعة الحوثي ووقف كافة أشكال الانتهاكات التي تمارسها بحق المدنيين والمعتقلين لديها وضرورة العمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين وتقديم المتورطين من قيادات ومسؤولي تلك الجماعة للمحاكمة العادلة نظير انتهاكاتهم الأخلاقية والقانونية لحقوق المدنيين اليمنيين.