باحث سياسي: انحسار الاهتمام الدولي باليمن سيدفع بالأزمة اليمنية إلى النسيان
حذّر الباحث أحمد ناجي، الباحث غير المقيم في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، من انحسار الاهتمام الدولي بالقضية اليمنية، مشيراً إلى أن ذلك سيدفع بها إلى النسيان كدولة فاشلة كما هو الحال في الصومال.
وقال في مقابلة نشرها موقع المركز، إن الاهتمام الذي شهده اليمن مؤخراً وأدى ذلك إلى الهُدنة ـ انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري ـ كان يهدف إلى تجنيب السعودية والإمارات تداعيات الصراع باعتبارهما من أكبر الدول المنتجة للنفط، ولم يلبي لا من قريب ولا من بعيد احتياجات اليمن نفسه.
وأضاف: "خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدنا تنامي اهتمام المجتمع الدولي بالصراع في اليمن، وبدا واضحًا أن عددًا كبيرًا من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بما فيها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تريد تهدئة الوضع في البلاد، وربما رجّح ذلك الكفّة لصالح تنفيذ الهدنة".
وتابع: "لكن المشكلة هي أن مثل هذا الاهتمام الدولي يتعاطى مع اليمن من منظور ضيّق، فقد دفعت الحاجة الملحة إلى إنتاج مستقر للطاقة بسبب الأزمة الأوكرانية عددًا كبيرًا من الدول إلى السعي لضمان عدم استمرار النزاع في اليمن ليطال السعودية والإمارات، وهما من أكبر الدول المنتجة للنفط".
وأبدى ناجي خشيته من انحسار الاهتمام بالقضية اليمنية وتبعات ذلك على الأزمة الإنسانية التي من المرجح أن تزداد سوءاً.
وقال: "حين تنحسر أهمية اليمن بالنسبة إلى المجتمع الدولي، وفي حال حدوثه، قد يتراجع بالتالي الاهتمام بأزمته الإنسانية والسياسية، وستترتب على ذلك آثار كارثية، فعلى الرغم من أن النزاع المسلح قد لا يشتعل من جديد بشكل كامل، ستتواصل الأزمة الإنسانية وربما تزداد سوءًا، وفي مثل هذه السيناريو، يكمن الخطر في أن يعامل الآخرون اليمن كما عوملت دولة الصومال المجاورة، أي كدولة فاشلة لا أمل بخلاصها.
وفشلت الأمم المتحدة في تجديد الهُدنة في اليمن مطلع أكتوبر الجاري، بسبب تعنت الحوثيين وفرض اشتراطات تعجيزية شملت دفع مرتبات مليشياتها واستمرار فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون قيود.