مركز المخا للدراسات يتنبأ مستقبل المحافظات الجنوبية والشرقية في ظل استخدام "الانتقالي" ورقة الإرهاب ومساعيه للتفرد
كشف مركز المخا للدراسات الاستراتجية (مقره اسطنبول)، عن مساعٍ محمومة للمجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية.
وقال في دراسة "تقدير موقف"، أن الانتقالي يسعى لاستكمال السيطرة على المحافظات الجنوبية مستغلاً الدعم الإماراتي واستخدام ورقة محاربة الإرهاب.
وأضافت الدراسة أن ضعف "مجلس القيادة الرئاسي"، في ظل مسعى "المجلس الانتقالي"، الموالي للإمارات، للإمساك بسلطة المحافظات الجنوبية منفردًا، واستغلاله ملف "الحرب على الإرهاب" لتصفية خصومه والقوى السياسة المختلفة معه، فإن مستقبل المحافظات الجنوبية والشرقية يتجه نحو ثلاثة سيناريوهات
وحسب الدراسة فإن السيناريو الأول هو "اتجاه قوات الانتقالي والعمالقة نحو المحافظات الشرقية"، ويفترض هذا السيناريو أن تتجه قوات "المجلس الانتقالي" و"ألوية العمالقة"، الموالية للإمارات، نحو محافظتي حضرموت والمهرة، مستندة إلى تحكم عيدروس الزبيدي بقرارات "المجلس الرئاسي" العسكرية، لفرض سيطرتها على المحافظتين، وتفكيك قوات المنطقة العسكرية الأولى والثانية، إما بذات التكتيك الذي اتبع بمحافظة شبوة (إقالات قيادات عسكرية وأمنية)، أو تحت ذات اللافتة التي استخدمت في أبين (محاربة الإرهاب).
وأشارت إلى أن هذا السيناريو هو الأقرب للتحقق نظرًا للموقف السعودي المتراخي تجاه "المجلس الرئاسي" اقتصاديا وعسكريا؛ ورغبة الرياض في ضرب القوى القبلية الرافضة للوجود السعودي في المهرة، إضافة إلى تكثيف أبو ظبي جهودها لتمكين حلفائها في المحافظات الشرقية، مِن خلال الدعم اللوجستي، وتجيير الموقف السعودي لصالحهم.
ونوهت الدارسة إلى غياب التنسيق والتعاون بين الأطراف المناوئة للانفصال، بما في ذلك الموجودة في "المجلس الرئاسي"، وضعف وتشتت القوى الجنوبية الرافضة لسياسات الإمارات و"المجلس الانتقالي".
وتفترض الدراسة سيناريو ثانٍ "التوقف عسكريا والانتقال لترتيبات سياسية"، وينطلق هذا السيناريو مِن فرضية قيام الرياض وأبو ظبي بإيقاف العمليات العسكرية في المحافظات الجنوبية والشرقية، ودعم "المجلس الرئاسي" اقتصاديا ولوجستيا وسياسيا لإدارة المرحلة الانتقالية، وتثبيت الأمن في المناطق الخاضعة لـ"المجلس الرئاسي"، تجنبًا لمزيد مِن الفوضى، وهو سيناريو ضعيف التحقق، وإن ظل محتمل الحدوث.
ولا تغفل الدراسة سيناريو انكسار "المجلس الانتقالي"، بالنظر إلى إدارة "المجلس الانتقالي" للمناطق التي تخضع لسيطرته، لا سيما عدن وأبين وشبوة، بنفس مناطقي، ستؤهل لانفجار شعبي عارم في هذه المحافظات، وانطلاق مقاومة مسلحة ضد "الانتقالي" لاستعادة أبناء المحافظة قرارهم وإدارتهم لشئون مناطقهم التي يعتقدون أنهم هم أحق بها.
وأشارت إلى أن قيادة الانتقالي تعي ذلك، وقد بدأت بالترتيب لتحالفات مختلفة، لكنها تظل هشة وهامشية، فدون أي حيز مِن الحريات والمشاركة في السلطة والإدارة، على قاعدة ديمقراطية سليمة، وفي ظل غياب الدولة الجامعة، ومع حالة الإقصاء والتهميش مِن قوى وافدة على هذه المنطقة، ستكون المحافظات الجنوبية بؤرة لصراع متعدد الأقطاب ما سيصعب عملية الأمن والاستقرار.