تداعيات هجوم أبوظبي..مركز دراسات يُرجّح سيناريو عزل الحوثيين سياسياً ودعم عمليات الجيش في 7 محافظات

رجّحت دراسة صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية (مقره تركيا)، استمرار الهجمات الجويَّة السُّعوديَّة الإماراتيَّة على مواقع الحوثيين خلال فترة قصيرة، يصاحبها ويعقبها اشتغال دول التَّحالف بتكثيف الضُّغوط السِّياسيَّة لعزل الحوثيِّين بشكل أكبر، وذلك على خلفية هجومهم الأخير على أبو ظبي.

وكانت جماعة الحوثي، شنّت يوم الاثنين الفائت، الموافق 17 يناير/ كانون الثاني، هجمات بصواريخ باليستيَّة وطائرات مسيَّرة، استهدفت العاصمة الإماراتيَّة (أبو ظبي)، وبحسب وسائل إعلام إماراتيَّة فقد تسبَّب الهجمات بانفجار ثلاثة صهاريج لنقل المحروقات قرب خزَّانات شركة "أدنوك" للنَّفط، واندلاع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار الإمارة، ليؤدِّي ذلك إلى مقتل ثلاثة أشخاص مِن جنسيَّات آسيويَّة، وإصابة ستَّة آخرين بجروح.

وقد أعقبت ذلك هجوم بصاروخين بالستيين على ابو ظبي يوم الاثنين الموافق 24، يناير الجاري، اعترضتهما الدفاعات الجوية بحسب بيان لوزارة الدفاع الاماراتية.

وحسب المركز فقد مثَّلت تلك الهجمات منعطفًا مهمًّا في الحرب الَّتي تشنُّها دول "التَّحالف العربي" على الحوثيِّين في اليمن، في ظلِّ سياق تحوُّل جزئي في مسار العمليَّات العسكريَّة لصالح القوَّات المناوئة للحوثيِّين، وظهور مؤشِّرات على وجود انقسامات بين أطراف متنافسة داخل جماعة الحوثي.

وأشار المركز إلاّ أن المؤشرات الميدانية تشير إلى "إمكانيَّة دعم التَّقدُّم العسكري للقوَّات التَّابعة للسُّلطة الشَّرعيَّة، في المحافظات الَّتي تقع إلى الشَّرق مِن صنعاء (مأرب والجوف وشبوة والبيضاء)، مع إمكانيَّة فتح جبهة في وسط غرب اليمن (الحديدة وتعز وإب)".
   
وعن دوافع هجمات الحوثيِّين على الإمارات ترى الدراسة، أن الهجوم جاء رداً على مايبدوا على الدعم التي بذلته دولة الإمارات لقوات العمالقة التي تصدرت مشهد المعارك مؤخراً في شبوة ومأرب وحققت انتصارات كبيرة.

ويضيف أن الهجمات جاءت انتقاماً للخسائر التي تكبدتها ولاتزال في معارك شبوة ومأرب.

وعن تداعيات الهجوم على مسارات الحرب وفرص السلام، تنبأت الدراسة بعدة سيناريوهات من بينها (تزايد فرص إدراج الحوثيِّين في قائمة "الإرهاب" مِن جديد، مستدلة بإعلان الرَّئيس الأمريكي -مساء الجمعة 20 يناير الحالي- أنَّ إعادة إدراج الحوثيِّين في قائمة "الإرهاب" قيد الدِّراسة).

كما توقعت بحشد إجماع دولي ضدَّ الحوثيِّين، يزيد من عزلتهم دوليًّا، وقد يمتدُّ ذلك إلى توتير علاقتهم مع إيران، ودفع طهران إلى غضِّ الطَّرف جزئيًّا عن حالة العزلة.

وأشارت الدراسة إلى السِّيناريو الثَّاني الذي يعتمد على (التَّفاهمات السَّابقة مِن خلال امتناع الحوثيِّين عن مهاجمة الإمارات والمناطق ذات الأهميَّة الإستراتيجيَّة في السُّعوديَّة، وفي المقابل تمتنع دول التَّحالف عن استهداف القيادات الأمنيَّة والسِّياسيَّة الحوثيَّة، وعن شنِّ هجمات على العاصمة صنعاء، على أن تراوح الحرب مكانها، باستثناء اختراقات محدودة هنا أو هناك).

ومن السيناريوهات المحتملة التي توقعتها الدراسة سيناريو ثالث يقوم على (تصعيد التحالف وإذعان حوثي): من خلال قيام دول التَّحالف وبدافع مِن المخاوف ستنفِّذ سلسلة مِن الضَّربات الجويَّة لشلِّ -ما أسمته- قدرات الحوثيِّين الهجوميَّة، مستغلَّة ردَّة فعل المجتمع الدُّولي المندِّد بهجمات الحوثيِّين على (أبو ظبي)، وفي مقابل ذلك، ونظرًا لفارق القوَّة وتجنُّبًا للتَّنكيل قد يعمد الحوثيِّون للإذعان.

ولم تغفل الدراسة سيناريو (التصعيد العسكري متبادل): حيث تستمرُّ السُّعوديَّة والإمارات في شنِّ المزيد مِن الهجمات الَّتي تستهدف شلَّ القدرات الهجوميَّة للحوثيِّين، وفي المقابل يتمكَّن الحوثيُّون مِن توجيه ضربات بصواريخ بالستيَّة إلى مناطق شديدة الحساسيَّة في كلٍّ مِن الإمارات والسُّعوديَّة، ما ينتج عنه أضرار عسكريَّة، وبشكل أكبر اقتصاديَّة وسياسيَّة.