بالتزامن مع إطلاق إصداراته الجديدة.. مركز المخا يطلق الدراسة الاستطلاعية الأولى للرأي (المؤشر اليمني).

أقام مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، اليوم الخميس، ندوة لإشهار "المؤشر اليمني"، والذي عقدت في مدينة اسطنبول التركية، بمشاركة نخبة من السياسيين والباحثين، والمفكرين، ومسؤولين يمنين، ومهتمين. 

وقال رئيس المركز عاتق جار الله في كلمة افتتاح الندوة، إن إشهار "المؤشر اليمني" يأتي في لحظات مفصلية تعيشها اليمن في هذه الأثناء، وذلك لقياس الرأي العام ومعرفة أراء المواطنين اليمنيين ونظرتهم للمستقبل.

وأشار جار الله، بأن المؤشر – الذي استمر الإعداد له شهرين - سيسند المواد البحثية في المركز في المقام الأول، إضافة إلى أنه سيقدم للمنظمات الدولية والأطراف السياسية الفاعلة، نتائج هذه الدراسة لقصد الاستفادة منه، ولما يحتويه من أفكار مهمة وأراء للناس أخذت من الميدان وعن قرب.  

وقال إن نتائج الدراسة كانت مفاجئة إلى حد كبير، من خلال بعض القضايا التي تناولها المجتمع، حيث جاءت معاكسة لما هو سائد لدى النخب السياسية، فالواقع واستقاء المعلومة من الناس بشكل مباشر وعن قرب تختلف تماما عن أخذ انطباعات عامة من خارجه. 

وطالب "جار الله"، من السياسيين ووسائل الإعلام، مزيدا من إثراء هذا المؤشر والاستفادة منه في صناعة السياسات القادمة ومعرفة احتياجات الداخل ومعرفة مطالبة بالمقام الأول؛ كون المؤشر يتسم بمقدار كبير من الدقة والموضوعية. 

وكان مركز المخا للدراسات الاستراتيجية ومقره في اسطنبول، بالشراكة مع مركز استطلاع لقياس الرأي العام (PYC)، قد انجز "المؤشر اليمني" دراسة ميدانية، حول مجمل الأوضاع الراهنة وأدوار أطراف الصراع المحلية والخارجية في اليمن خلال سنوات الحرب. 

وخلصت الدراسة الميدانية، بأن الأوضاع في اليمن حاليا تسير في اتجاه خاطئ، وغير واضحة المعالم بعد سنوات من الحرب والصراع المحتدم.

وتحدث الاستاذ حميد ردمان المشرف على إعداد المؤشر، عن المشكلات والصعوبات التي واجهة الفريق أثناء إنجاز الدراسة في مناطق الحكومة الشرعية، وصعوبة إنجازها في مناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين "أنصار لله" إضافة سقطرى؛ بسبب التهديدات والمخاطر المباشرة التي ستلاحق الفريق. 

وأشار ردمان بأن الدراسة المكونة من 80 صفحة، استخلصت أراء المواطنين ضمن لقاءات مباشرة مع الناس (نزول ميداني)، عبر أسئلة بحثية مكونة من 30 سؤلا، توزعت بين أسئلة مفتوحة ومغلقة.

واهتم المؤشر في تقديم نظرة اليمنيين لبلدهم ضمن جوانب الصراع وفرص السلام، ابتداء من الوضع الاقتصادي، مرورا بالوضع السياسي بشكل عام، والدول المشاركة في الحرب أو مؤثر فيها بشكل مباشر وغير مباشر. 

ويعود جزء من عوامل وأسباب الصراع في اليمن كونه مرتبط بعوامل داخلية تتعلق باليمنيين أنفسهم والخلافات الجارية فيما بينهم، وتغذيتها من قبل أطراف إقليمية ودولية. 

من جانبه قال الدكتور سامر أبو رمان في الندوة، إن أماكن الصراعات والحروب – برغم الألم – تضل هي بيئة خصبة للقيام باستطلاعات الرأي العام، ولذلك من أجل التنبؤ للمستقبل وتقديم حلول أكثر موضوعية. 

وأشار كرستيان هربفر، رئيس مسح القيم العالمية (wvs) في مداخلته، عن أهمية استطلاعات الرأي، في استخلاص أراء الناس، ومعرفة ما إذا كان المجتمع يحترم سياساتها أو لا. 

وفي مداخلة الدكتور ناصر الطويل، أشار إلى أن اليمن تفتقر إلى مراكز قياس الرأي العام وأثر ذلك سلبا لدى صناع القرار في اتخاذ القرارات المناسبة. 

وأضاف بأن المجتمع اليمني يصنف بكونه مجتمع شبابي يمثل الشباب الفئة الأكثر فيه وبالتالي لا نستطيع أن نفهم أرائه بشكل موضوعي ودقيق إلا من خلال الاستطلاعات والتي تقدم خلاصات أكثر دقة وهذا ما جرى في استطلاع المؤشر اليمني. 

وفي كلمة وزير حقوق الإنسان السابق، حورية مشهور، تناول البدايات الأولى للصراع والحرب والتي انطلق مع الانقلاب 2014 من قبل الحوثيين والذي صدم المجتمع، وحاول المجتمع الدولي إعادة الأمر إلى مسار السياسي إلا أنه لم يستطع. 

وأشار بأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة حاولت أن توقف الحرب وتعيد إلى المسار السياسي، لكنها لم تستطيع حتى الآن رغم تعيين أربعة مبعوثين للأمم المتحدة أخرهم "هانس جروندبرغ" والذي رفض الحوثيون حتى الآن استقباله ما سيؤثر ذلك على فرص نجاحه. 

وفي مداخلة الباحث الدكتور علي الذهب، الذي استعرض جملة من المخاطر التي باتت تهدد اليمن ككيان ودولة، أشار بأن ضعف الدولة اليمنية كان سبب مباشر لهذه التدخلات الخارجية والإقليمية وتواطؤ القوة الدولية.

وأضاف بأن أبرز التداعيات والمخاطر حاليا تتمثل في تعرض وحدة اليمن وسلامة أراضيه وخاصة من قبل المجلس الانتقالي وكيل الإمارات في اليمن، وكذلك توسع الهلال الشيعي الإيراني وتوسع نفوذ مليشيات مسلحة خارج سلطة الدولة شمال اليمن وجنوبه. 

وشاركت الدكتورة ماريز يونس في مداخلتها، مؤكدة بأن هناك أزمة نخبة في العالم العربي وبالتالي مهما كانت التدخلات الخارجية حاضرة فهناك أزمة نخبة داخل كل دولة على حدة ما يعمق الصراع ويؤخر فرص إحلال السلام. 

وأضافت بأن من يصنع الرأي العام حاليا في العالم العربي هي الحكومات والفاعلين السياسيين، وتأتي استطلاعات الرأي لتعيد معرفة الرأي داخل المجتمع نفسه وهنا تكمن أهمية الاستطلاعات والدراسات الميدانية.