في ذكرى الاستقلال... اتهامات متبادلة بين هادي والحوثيين.. وعلي ناصر يتذكر الماضي.. والأحزاب صامتة

حلت الذكرى الـ53 لعيد الجلاء والاستقلال الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر 1967، وتمثل بخروج آخر جندي للاستعمار البريطاني الذي احتل الشطر الجنوبي من اليمن لأكثر من 129 عاما.

 

هذه الذكرى تعود اليوم في ظل واقع مرير يعيشه اليمن واليمنيون، وألقى بتداعياته على مختلف الأوضاع في اليمن، سياسيا وجغرافيا وخارجيا، وبات وضع البلد فيه أسوأ مما كان عليه من قبل، سواء إبان فترة الاستعمار البريطاني في الجنوب، أو الحكم الإمامي في الشمال.

 

رؤوس متعددة أطلت بهذه المناسبة، ومن قبلها ذكرى الثورة السبتمبرية والأكتوبرية، وجميعهم يلقون باللوم على الآخر، في مشهد يعكس حالة الانقسام والتشظي التي يعيشها اليمن منذ أكثر من خمس سنوات.

 

الرئيس عبد ربه منصور هادي ألقى خطابا بهذه المناسبة، وركز في مضمونه على جماعة الحوثي مكررا ذات الوعود التي يتحدث عنها سنويا بعودة اليمن الاتحادي واستعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، ولم ينس التأكيد المعهود في شكره للقيادة السعودية.

 

قال هادي في خطابه إن نظامه سعى بكل قوة لترميم ما وصفه بالتصدّع الذي أحدثته "الميليشيات الحوثية" في جسد الوطن، مشيرا إلى أنه بذل كل جهد من أجل احتواء هذه الجماعة المتمردة والمسكونة بأوهام التملك ودعاوى الحق الإلهي في النسيج الوطني منذ لحظة الحوار الوطني وفي كل محطات ومبادرات السلام.

 

وفي المقابل خرج رئيس المجلس السياسي في حكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا مهدي المشاط بخطاب عن ذات المناسبة، ملقيا اللوم على ما يصفه بالعدوان الخارجي، والمؤامرة المستمرة التي تستهدف اليمن، حد وصفه.

 

وقال المشاط في خطابه واصفا هذه الذكرى بأنها يوما أغر وأحد الأيام المهمة في تاريخنا اليمني، وأكد أن الذكرى "تقدم الدرس والعبرة لمن يعتدون على بلدنا منذ ست سنوات، ويضعهم أمام مآلات هذه الحرب العدوانية على نحو واضح وجلي، ويرسم المشهد الأخير والنهائي لكل مرتزق وعميل".

 

وفي حين حيا هادي قواته المسلحة فقد تطرق المشاط أيضا لذات النقطة حين حيا القوات التابعة لجماعته، وفيما توجه هادي بالدعوة لمن وصفهم بالمغرر بهم من الشباب والأطفال المخدوعين الذين يسوقهم الحوثيون إلى جبهات القتال ضد الحكومة الشرعية، فقد أعرب المشاط عن شكره لمن وصفهم  بجموع المخدوعين بسبب عودتهم إلى حضن الوطن.

 

الرئيس الأسبق علي ناصر محمد أطل هو الآخر في كلمة تلفزيونية مسجلة تحدث عن ذات المناسبة، متطرقا إلى الوضع الماضي لفترة الاستعمار، ومستعرضا محطات من العمل السياسي لحكومة الشطر الجنوبي سابقا، ووضع اليمن الراهن، معربا عن أسفه لما آل إليه وضع اليمن الآن.

 

علي ناصر تحدث قائلا: "يحز في نفوسنا أن تأتي هذه المناسبة في ظل الصراعات والحروب التي مزقت اليمن في شمالها وجنوبها وقوضت الدولة وقسمتها"، وناشد في الوقت ذاته الدول الصديقة والشقيقة والأمم المتحدة أن تعمل على وقف الحرب فوراً والتي لا يستفيد منها إلا تجار الحروب.

 

بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي فلم يصدر عنه أي بيان في هذه الذكرى، واكتفى بتنظيم عرض عسكري لمليشياته في اللواء الأول مشاة بعدن، ومثله بقية الأحزاب والمكونات اليمنية التي فضلت الصمت رغم أهمية المناسبة، وارتباطها بالواقع الراهن للبلد.

 

واللافت في الأمر أن ذكرى الاستقلال تأتي في ظل وصاية أجنبية جديدة، فجزء من جنوب اليمن وغربه يرزح تحت الهيمنة الإماراتية، والمحافظات الشرقية تحت سيطرة السعودية، والشمال يخضع لحكم الحوثيين المتهمين بالتبعية لإيران، ومناطق أخرى تتبع الحكومة الشرعية المقيمة في مأرب شكليا كمأرب وتعز وشبوة وأجزاء من الضالع.