شبكة حقوقية ترصد أكثر من 2000 جريمة حوثية في مديرية العبدية المحاصرة بمأرب
رصدت شبكة حقوقية 2451 جريمة انتهاك وتضرر بشري ومادي تعرض لها السكان والممتلكات العامة والخاصة بمديرية العبدية بمحافظة مأرب، خلال الفترة من 23 سبتمبر الماضي وحتى 13 أكتوبر الجاري.
وأكد تقرير أصدرته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، الأربعاء، بعنوان "العبدية .. بين القتل والحصار"، أن أكثر من 35 ألف نسمة، بمديرية العبدية يعانون من حصار خانق تفرضه ميليشيا الحوثي وتشهد المديرية مأساة إنسانية ومعيشية، وتعاني من فقدان العديد من الخدمات الطبية.
وأوضح التقرير أن قصف الميليشيا الحوثية العشوائي للمناطق الآهلة بالسكان بمديرية العبدية، بالصواريخ الباليستية والطيران المسير، وكذلك مدافع الهاون والهاوتزر وقذائف الدبابات، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أدى إلى مقتل 9 مدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة الى إصابة 123 مدنياً، بينهم 38 امرأة و15 طفلاً، بجروح مختلفة في الجسم، تتراوح بين إصابات بالغة ومتوسطة وخفيفة، فضلا عن تدمير وتضرر 400 منزل، وإتلاف نحو 182 مزرعة، و6 مضخات مياه زراعية، وتضرر أكثر من 320 مركبة، و6 سيارات إسعاف.
وأشار التقرير إلى أن المديرية باتت تعاني عجزاً ونقصاً كبيراً في جميع المتطلبات الأساسية، وفي مقدمتها مواد الغذاء والدواء، وذلك من جراء حصار الميليشيا الخانق عليها.
وطبقاً للإحصائيات الواردة في التقرير، فقد شنت ميليشيا الحوثي اعتقالات واسعه لكل من ينتمي إلى مديرية العبدية، ورصد الفريق الحقوقي أكثر من 980 حالة اعتقال وإخفاء قسري منذ مطلع عام 2017، وحتى أكتوبر الجاري، لا يزال أغلبهم في سجون الميليشيا.
ولفت التقرير إلى أن ما لا يقل عن 9827 طفلاً في العبدية يعانون من سوء التغذية، منهم 2465 أصيبوا بسوء التغذية الحاد، بينما تحتاج 3451 امرأة إلى الرعاية الصحية، في الوقت الذي يحرم الحصار 407 حالات مرضية مزمنة من العلاج.
وأكدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيا بحق أبناء مديرية العبدية ترتقي لجرائم حرب ضد الإنسانية، بل تصل حد جرائم الإبادة الجماعية، داعية كافة المنظمات الدولية والمحلية والإقليمية وكافة الناشطين والإعلاميين ووسائل الإعلام والمجتمع الدولي إلى ممارسة كل وسائل الضغط لفك الحصار الخانق على أبناء مديرية العبدية ونزع الألغام التي قامت بزراعتها مليشيات الحوثي على مداخل ومخارج المديرية.
كما طالبت الشبكة، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن والصليب الأحمر الدولي بإدانة هذا الحصار وكافة الجرائم التي تقوم بها الميليشيات بحق المدنيين، والعمل على فك الحصار المفروض وتسيير قافلة إغاثية مستعجلة لكسر الحصار المفروض على قرى مديرية العبدية وإسعاف الجرحى، وإدخال المساعدات اللازمة للأسر التي باتت بلا مأوى.
وحثت الشبكة، منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن على سرعة إنقاذ المدنيين ومدهم بالمواد الإغاثية والإنسانية الشاملة، ورفع التقارير إلى الأمم المتحدة عن ممارسة الميليشيا الوحشية بحق أبناء العبدية.