من يقف وراء استمرار تعطيل الدراسة في جامعة تعز ؟


تستمر جامعة تعز في إغلاق أبوابها في وجوه طلابها، الذين يتجاوز عددهم ثلاثين ألف طالب وطالبة، وذلك منذ منتصف يونيو الماضي. 



ويقول طلاب في جامعة تعز لـموقع "تقرير بوست"، إن تعطيل الدراسة طيلة هذه المدة، يعدّ إجراء غير قانوني، من شأنه الإضرار بمصلحتهم وبالحياة التعليمية. 



وأكدوا أن المبررات التي تسوقها قيادة الجامعة كتفسير لاستمرار تعطيل الدراسة، لم تعد مقنعة، وبات وكأنه عملًا ممنهجًا يستهدف التعليم في تعز". لافتين إلى أنهم وقفوا إلى جانب نائب رئيس الجامعة في حادثة الاعتداء عليه، لكنهم يرفضون تعطيل الدراسة.  



وكانت جامعة تعز أعلنت تعليق الدراسة، في منتصف يونيو الماضي، وذلك بعد مشاداة كلامية بين نائب رئيس الجامعة الدكتور رياض العقاب، وبين الضابط في الجيش الوطني عبدالحكيم الشجاع، نتج عنها تعرض سيارة العقاب لـ"حادثة صدام صغيرة بالطقم العسكري أثناء خروج الشجاع من بوابة الجامعة"، وهي حادثة أكد الشجاع أنها غير متعمدة، معلنا استعداده لإصلاح سيارة نائب رئيس الجامعة. 



ورغم أن العقيد عبدالحكيم الشجاع سلم نفسه للشرطة العسكرية، مطالبًا بتحقيق شفاف بشأن الحادثة، وجرى بعدها إحالته للجهات المختصة، إلا أن الجامعة أعلنت تعليق الدراسة، وقدمت شروطًا إضافية لاستئناف الدراسة، وهو ما اعتبره مراقبون عملًا ممنهجًا لتعطيل الدراسة والإضرار بأكثر من ثلاثين ألف طالب، بعيدًا عن الحادثة المعلنة. 


وأثار استمرار تعطيل الدراسة في جامعة تعز غضبًا واسعًا في أوساط الطلاب، والوسط التعزي.



وقال طلاب ونشطاء إنهم يدينون الاعتداء على نائب رئيس الجامعة، لكنهم أكدوا أن تعطيل الدراسة هي الجريمة الأكبر والأخطر، كونها تهدد عشرات الآلاف من الطلاب. 



وبدوره، اعتبر وزير التعليم العالي الدكتور خالد الوصابي، أن "تعطيل الدراسة في جامعة تعز مخالف للقانون، ويضر بمصلحة 30 ألف طالب وطالبة. داعيًا قيادة الجامعة للإلتزام بالقوانين واللوائح، وإعادة استئناف الدراسة. 



وأكد نشطاء ومراقبون أن غياب رئيس الجامعة محمد الشعيبي عن الجامعة وعن تعز، منذ نحو ثلاث سنوات، هي الإهانة الكبيرة للصرح العلمي ولتعز.



ويعيش رئيس جامعة تعز محمد الشعيبي، في القاهرة منذ نحو ثلاث سنوات، ويدير الجامعة عن بُعد، وهو ما اعتبره طلاب وأكاديميون فعل غير قانوني. 



وبحسب المعلومات المصدرية، غادر رئيس جامعة تعز، المحافظة قبل نحو ثلاث سنوات، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للعلاج، وذلك عقب تعرضه لاعتداء بسبب خلاف مالي متعلق بتأخير إيجارات المباني والشقق التي يملكها "عبدالله مقبل" ويسكن بها أساتذة الجامعة". وأوضحت أن الشعيبي يتعمد تأخير الإيجارات وإصلاح إحد المباني، رغم استقطاع المبالغ من مرتبات الأساتذة، وهو ما دفع أصحاب المبنى للتصرف بشكل أحمق والاعتداء على رئيس الجامعة".



مصادر أكاديمية أكدت أنه "حصلت محاولات متعددة لحل القضية، فيوافق  الشعيبي مبدئيا ثم يتخلف نتيجة تحريض ودفع من شخصيات وجهات لها علاقة بخلية  القاهرة الممولة إماراتيًا، وهو ما كشفته التناولات الإعلامية التي تتعمد تأزيم الوضع في تعز، وإظهار المحافظة كبؤرة للفوضى".



وبحسب المصادر، فإن رئيس جامعة تعز يصرف مبالغ مهولة من إيرادات تعز من التعليم الموازي و النفقة الخاصة و التعليم المستمر، والتي تصل إلى مليارات الريالات. 



وكشفت مصادر مطلعة  أن الشعيبي أسس له جامعة خاصة في الضالع، وأخذ يهتم بمشاريعه، مؤكدة أن الشعيبي يتعمد البقاء بعيدًا عن جامعة تعز، والاكتفاء بإدارتها عن بُعد، وذلك للتفرّغ  لتأسيس جامعات استثمارية في محافظات أخرى".




من يقف وراء استمرار تعطيل الدراسة ؟


مصادر أكاديمية متعددة، أكدت  أن إيقاف الدراسة في جامعة تعز، لا علاقة لها بقضية الاعتداءات على رئيسها الشعيبي أو نائبه العقاب، بل هي فعل ممنهج يأتي في سياق استهداف تعز وتشويه صورتها وتعطيل الحياة فيها، وحرمان طلابها من مواصلة التعليم". مؤكدين أنها واحدة من الضربات التي تتعرض لها تعز بشكل متعمد من جهات تسعى لتنفيذ أجندة مشبوهة، خدمة لجهات خارجية معادية لتعز والشرعية".


ولفتت المصادر إلى أن ذات الجهات الممولة من أبوظبي، والتي تخاصم تعز وتعمل على تشويه جيشها وأمنها وتضحياتها، وتسعى لإلحاق الضرر بتعز ككل، هي ذاتها من يقف وراء تعطيل الدراسة في الجامعة.


وأشارت إلى أن التناولات الإعلامية لأعضاء خلية القاهرة الممولة إماراتيا، والتي رافقت حادثة الجامعة، تكشف أن تعطيل الدراسة كان ممنهجًا، وأن حادثة المشاداة بين العقاب والشجاع إنما سنحت الفرصة لخصوم لتعز لأن يوجهوا الشعيبي بتعطيل الدراسة. 



واستغربت المصادر  كيف يستمر الشعيبي رئيسًا لجامعة تعز في ظل غيابه عن الجامعة منذ سنوات، وإدارته للجامعة عبر الواتساب، وتنفيذه لتوجيهات خلية القاهرة الممولة إماراتيًا. 



ويناشد طلاب الجامعة رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة التعليم العالي بسرعة التوجية بفتح جامعة تعز، واستئناف الدراسة، وإقالة رئيس الجامعة وإحالته للتحقيق، بسبب ما اقترفه من جرائم بحق التعليم والصرح العلمي وتعطيل الدراسة، والغياب لفترة طويلة بعيدا عن الجامعة. 



ويشدد الطلاب على ضرورة إقالة الشعيبي، وتعيين شخصية أكاديمية إدارية بديلًا عنه، مؤكدين أن الجامعة تحوي أكاديميين ذوي كفاءة عالية قادرة على إدارة الجامعة كما ينبغي ويليق بها.