ندوة في عدن تؤكد على رفض التدخلات الخارجية بالجزر والسواحل اليمنية

نظم مجلس الحراك الجنوبي للقوى التحررية في العاصمة المؤقتة عدن، ندوة سياسية حول الجزر والسواحل اليمنية ، الأهمية الاستراتيجية والأطماع الخارجية قراءة في الواقع و المآلات.

وفي الندوة التي حضرها عدد من الباحثين والسياسيين وممثلين عن المكونات الجنوبية، رحبت ليلى الكثيري رئيسة مجلس الحراك الجنوبي للقوى التحررية في كلمتها الافتتاحية بالحاضرين للندوة الذين يشكلون شريحة هامة من الطيف النخبوي الجنوبي، وقالت الكثيري إن هذه الندوة تعتبر خطورة في طريق تعزيز ثقافة الحوار وإثراء النقاش في القضايا الوطنية ذات البعد الاستراتيجي وضرورة إشراك النخب والشباب في صناعة الرؤى والتصورات التي تعنى بمستقبل الوطن والأجيال.


وأضافت الكثيري أن هذه الندوة تأتي في إطار حرص مجلس الحراك الجنوبي للقوى التحررية على إشراك كافة القوى الجنوبية في نقاشات الرأي والرأي الأخر وتفعيل نوافذ الحوار والنقاش في القضايا المصيرية.


من جهته تحدث العميد ركن طيار عادل الحالمي قائد المقاومة الجنوبية، عن أهمية التعبير عن الرأي كحق أصيل لكافة المواطنين مؤكداً على ضمان هذا الحق للجميع على اختلاف آرائهم ومواقفهم، وحذر الحالمي من أن يصبح الشباب مطية للتحالف العربي في تحقيق أهداف خارجة عن إرادة الشعب، وذكّر الحالمي بأن عدن تحررت بأيدي شبابها وبالبنادق الصينية وأنها أصبحت اليوم قوة كبيرة ولن يستطيع أحد أن يفرض إرادته عليها.


كما حذر الحالمي من خطورة سيطرة العسكر على الحكم وعسكرة الحياة المدنية، داعيا إلى تعزيز تمثيل القوى السياسية وإبعاد العسكر عن الحياة السياسية والسماح للقوى المدنية بممارسة مهامها الحضارية في بناء الدولة.


وفي ورقته المقدمة حول الأهمية الاستراتيجية للجزر والسواحل اليمنية والأطر القانونية والدستورية تحدث المحامي المختص في القضاء الإداري نزار سراوا عن وضع الجزر وعلاقتها بالحدود البحرية للدولة، مبينا تفاصيل معاني سيادة الحدود البحرية والجرف القاري وكيف تتكون الجزر وتنشأ.

وأستعرض سراوا المواد الدستورية والقانونية التي تؤكد على السيادة اليمنية على كافة الجزر ضمن حدودها البحرية وعدم جواز التنازل أو التخلي عنها من قبل أي قوة أو هيئة مهما كان تمثيلها أو صفتها باعتبارها ملك للشعب.


من جهته دعا أحمد العبادي المرقشي رئيس لجنة الوفاق الجنوبي في كلمته إلى ضرورة الحفاظ على السيادة اليمنية وحمايتها والتي بدأ التفريط فيها في عهد النظام السابق والتي مثلت انتقاصاً من سيادة اليمن وسلامة أراضيه.


وشرح العبادي بداية التدخلات الإماراتية في جزيرة سقطرى وأهدافها المعلنة وغير المعلنة في التواجد في الجزر اليمنية، داعيا إلى ضرورة توحيد الصف اليمني عموما والجنوبي خصوصا في مواجهة التحديات والأطماع الخارجية، والحفاظ على السيادة اليمنية.

وفي ورقته المقدمة تناول الدكتور عمر السقاف رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية، مشكلة الجزر اليمنية والإهمال الذي تعرضت له على مدى عقود وعدم الاستثمار السياحي فيها من قبل النظام السابق والنظام الحالي، مستعرضا إحصائيات وأرقام إمكانات اليمن في الجزر والسواحل الاقتصادية والسياحية.

كما نبه الدكتور السقاف إلى خطورة الأطماع الخارجية في الجزر والسواحل اليمنية التي قال إنها ليست بجديدة على سلسلة الطامعين في ثروات اليمن وخيراته عبر التأريخ، مؤكدا على ضرورة أن تركز الحكومة على الشروع ببرامج استثمارية واقتصادية تنمي الجزر والسواحل اليمنية بما يعود على المواطن بالنفع ويرفد الاقتصاد الوطني ويحول دون التدخلات الخارجية.


وحول الجزر اليمنية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية تحدثت ليلى الكثيري عن إمكانات الجزر وأهميتها العسكرية والاقتصادية، داعية للحفاظ على الجزر سواء في الإطار الوطني الجنوبي أو الإطار العام اليمني كونها أراضي يمنية لايمكن التنازل عنها أو التفريط بأي جزء منها.

من جانبه أكد المحامي أيمن حسين الحداد الناشط السياسي والاجتماعي، على ضرورة التمسك بمخرجات الحوار الوطني والإجماع الوطني كجزء من معالجة إشكاليات التفريط بالسيادة الوطنية، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على السيادة وأن يضطلع الجميع بدوره ومن موقعه في التعبير عن رفض أي انتهاك أو انتقاص للسيادة اليمن وسلامة أراضيه. 

وشملت الندوة عدد من المداخلات والنقاشات بين الحاضرين أكدت على أهمية السواحل والجزر اليمنية تاريخيا واستراتيجيا، وشدد الحاضرون على ضرورة أن تضطلع الهيئات المدنية والرسمية في حماية السيادية اليمنية على كافة الجزر والسواحل وأن تكاشف الشعب بحقيقة ما يجري من تدخلات خارجية بذريعة حماية اليمن.