جنرال أمريكي: إيران نقلت صراعها مع الغرب إلى اليمن

قال قائد القيادة الأميركية المركزية، الجنرال مايكل كوريلا، إن إيران نقلت جبهة صراعها الأساسية مع الغرب إلى اليمن، متبنية جماعة الحوثي كذراع رئيسي جديد لها في المنطقة، في تحول استراتيجي يهدف إلى توسيع نفوذ طهران الإقليمي خارج الخليج العربي.


وأكد كوريلا، في تصريحات صحفية، أن الحوثيين يخترقون شبكات متطرفة على سواحل أفريقيا المطلة على البحر الأحمر، ليكونوا أداة فعالة في تنفيذ أجندة إيران الإقليمية.


وأشار إلى أن التداخل المتزايد بين طهران ووكلائها من الجماعات غير الدولتية يهدد بترسيخ وجود دائم لقوى موالية لإيران على جانبي البحر الأحمر، وهو طريق تجاري استراتيجي يمكن إغلاقه بسهولة لخدمة أهداف متطرفة.


وحذر كوريلا من أن إيران تمتلك القدرة على تهديد اثنين من أهم الممرات البحرية في العالم، مضيق هرمز والبحر الأحمر، وهو ما قد يؤثر على نحو نصف التجارة العالمية، في وقت تستفيد فيه دول منافسة للولايات المتحدة من هذه الفوضى.


وأضاف أن وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين لا يزال يمثل تحديًا حقيقيًا، في ظل استمرار وجود خبراء من الحرس الثوري الإيراني يعملون على تطوير قدرات الحوثيين الصاروخية والدفاعية، في سياق دعم ممنهج ومتصاعد.


وأشار كوريلا إلى أن التحالف الإيراني مع روسيا والصين بات أكثر وضوحًا، لافتًا إلى أن عدد السفن الروسية العابرة لقناة السويس قد ازداد مقارنة بالسفن التابعة للدول التي يستهدفها الحوثيون في البحر الأحمر.


وأكد قائد القيادة المركزية أن الحوثيين غير قادرين، بل ولا يرغبون، في إدارة شؤون اليمن بما يخدم الشعب، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وصحية وأمنية حادة، بينما تستمر الجماعة في تحويل البلاد إلى ساحة صراع إقليمي.


وأوضح كوريلا أن وكلاء إيران في المنطقة، ومنهم الحوثيون، يمرون بأضعف حالاتهم، مشيرًا إلى أن أهداف طهران الاستراتيجية التي سعت لتحقيقها على مدى أربعين عامًا قد تعرضت لتقويض ممنهج خلال العشرين شهرًا الماضية، خاصة في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدتها ميليشيات حماس وحزب الله.


وأضاف أن إيران، منذ هجوم السابع من أكتوبر، قامت بتفعيل كامل شبكة وكلائها وترسانتها الهجومية بعيدة المدى، في محاولة لاستغلال ما وصفه بـ"فرصة نادرة تحدث مرة واحدة في الجيل" لإعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية لصالحها.


وفي سياق متصل، قال كوريلا إن أي عمل عسكري منفرد تقوم به إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يضاعف المخاطر على القوات الأميركية في المنطقة، مؤكدًا أن القيادة المركزية تستعد يوميًا لمثل هذا السيناريو عبر نشر المزيد من الأنظمة الدفاعية المتقدمة.


المصدر : وكالات