
محلل سياسي: الضربات الأمريكية على الحوثي تفتقر إلى تصور استراتيجي متكامل
اعتبر الباحث في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي عن الهدف السياسي من الضربات الأميركية التي تستهدف الحوثيين، بأنها تفتقر إلى تصور إستراتيجي متكامل، وتخدم فقط تقليم أظافر الحوثيين دون نية لإسقاط حكمهم أو إضعافهم بشكل نهائي.
وقال مكي في مداخلة على برنامج مسار الأحداث على قناة الجزيرة، مساء الجمعة، إن المقارنة مع حرب الخليج الثانية توضح الفارق الكبير، حيث استغرقت واشنطن 40 يوما من القصف الجوي قبل بدء الهجوم البري في العراق، بينما فشلت حتى الآن في شل قدرات الحوثيين رغم مرور شهر من القصف المكثف.
وأشار إلى أن تكلفة الضربات -التي استهلكت مئات الصواريخ المتطورة- أثارت تساؤلات داخل وزارة الدفاع الأميركية، خصوصا بعد تقارير عن استنزاف الذخيرة المعدة لردع الصين، دون نتائج ميدانية ملموسة في اليمن.
وأضاف مكي أن تصريحات مسؤولين أميركيين عن احتمال استخدام الضربات كنموذج تخويف لإيران تعكس ربطا غير مباشر بين الملفين، لكنه شدد على أن طهران -رغم إدانتها للهجمات على اليمن- لم تتخذ أي خطوات ميدانية دعما للحوثيين، في ظل انشغالها بالمفاوضات النووية.
ويرى مكي أن إدارة دونالد ترامب الحالية -ورغم قوتها النارية- تفتقر للاتساق في صنع القرار، وأن الضربات في اليمن جزء من سياق تفاوضي أوسع مع إيران، وربما تُستخدم كورقة ضغط في المفاوضات النووية، دون أن تكون ذات أهداف حاسمة على الأرض.
وأضاف أن الحوثيين -رغم تصنيفهم كأعداء إستراتيجيين- لم يواجهوا حتى اللحظة تحركا حقيقيا لإسقاطهم أو استبدالهم بالحكومة المعترف بها دوليا، مؤكدا أن غياب التنسيق بين واشنطن والجيش اليمني ينسف فكرة التغيير الجذري ويجعل الضربات مجرد ردود تكتيكية مؤقتة.
واستبعد مكي أن يتحقق نجاح أميركي على الأرض من دون تحريك القوى المحلية المناهضة للحوثي، معتبرا أن هذا الغياب يعكس رغبة أميركية في إبقاء الحوثيين في السلطة ولكن بصورة أضعف، لضمان استمرار نفوذها دون الدخول في مغامرات عسكرية مكلفة.
المصدر: الجزيرة