تحول حاد".. ترقب دولي لسياسات بايدن في اليمن

في الأسبوع الماضي، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إلى "إنهاء" الحرب في اليمن، معلنا وضع حد لـ"الدعم" ولـ"مبيعات الأسلحة" الأميركية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد، كما أعلن تعييين مبعوث خاص لحل الأزمة اليمنية.

 

وقال بايدن في خطاب في مقر وزارة الخارجية، هو الأول له حول السياسة الخارجية لإدارته، "نعزز جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب أنشأت كارثة إنسانية واستراتيجية".

 

كما أخطرت وزارة الخارجية الكونغرس رسميًا بأنها ستزيل المتمردين الحوثيين في اليمن من قائمة الحكومة للمنظمات الإرهابية.

 

وهو ما اعتبرته صحيفة واشنطن بوست، ما يرقى إلى تصحيح كبير -وإن كان رمزيًا - في سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن.

 

على الرغم من أكثر من نصف عقد من المعارك البرية القاسية والقصف الجوي والمدفعي، لا يزال الحوثيون يسيطرون على الجزء الأكبر من الأراض التي يعيش فيها سكان اليمن. واتهمت الحملة التي تقودها السعودية بقتل الآلاف من المدنيين وتعميق أوضاع البلاد التي يطاردها الجوع والمرض والكارثة الإنسانية المتواصلة.

 

ورفض الرئيس السابق دونالد ترامب، دعوات في واشنطن بقطع الدعم عن السعودية والإمارات، اللتين تقودان الحرب والتي كان ترامب يربطهما بأجندته الإقليمية. وتعكس تحركات بايدن رغبة إدارته في تحرير الولايات المتحدة من هذا العناق.

 

لكن مسؤولي بايدن أكدوا أيضًا أنهم ما زالوا ملتزمين بحماية الأراضي السعودية، التي تتعرض بشكل دوري لصواريخ الحوثيين.

 

وتأمل الوكالات الإنسانية أن يكون هذا التحول في التوجه نعمة لليمنيين العاديين. وقالت آبي ماكسمان، رئيسة منظمة أوكسفام الأميركية: "منذ ما يقرب من ست سنوات، أججت الولايات المتحدة الصراع في اليمن الذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم وترك ملايين اليمنيين في خطر المجاعة".

 

وأضافت: "السياسة الأميركية تجاه اليمن أعطت الأولوية بشكل خاطئ لتقوية التحالفات مع القوى الخليجية على رفاهية وحقوق المجتمعات الضعيفة في اليمن"، مشيرة إلى أن هذه المجتمعات قد عانت من الانهيار الاقتصادي والسياسي في بلادهم وما تلاه من نقص في الغذاء والأدوية والسلع الأساسية.

 

ويخشى بعض المحللين من أن بايدن يبدد نفوذه النادر على الحوثيين من خلال إزالة تصنيفهم كإرهابيين. ويرى آخرون أن قرار ترامب بتصنيف الحوثيين كجماعة "إرهابية" كان سيقوض عمليات الإغاثة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

 

وقال محمد عبدي، مدير اليمن في المجلس النرويجي للاجئين: "لدى إدارة بايدن فرصة تاريخية لتغيير دور الولايات المتحدة في اليمن، من سمسار أسلحة في ظل الإدارة السابقة، إلى صانع سلام"، مضيفًا أن إدارة بايدن "لديها الآن فرصة لتعبئة العالم للدفع من أجل وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني" و "الضغط على أطراف النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات".

 

ويرى الباحثان سودارسان راغافان وميسي رايان، أن إدارة بايدن تواجه الجزء الأصعب في عملية تحقيق سلام حقيقي في اليمن.

 

وأضافا "السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الأطراف المتحاربة في اليمن ستقبل التحول الحاد في السياسة الأميركية وتنظر إلى واشنطن كوسيط دبلوماسي محايد وجدير بالثقة".