السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن: هناك إمكانية لالتقاء مصالح السعودية مع الحوثيين
قال السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن جيرالد فايرستاين، إن هناك إمكانية لالتقاء مصالح السعودية مع جماعة الحوثيين المسلحة، في إشارة إلى الاتصالات المستمرة بين الطرفين.
وذكر السفير الذي يقود "مبادرة تيسير اليمن" داخل وزارة الدفاع الأمريكية، أن الحوثيين سيتخلون عن علاقتهم بإيران ويتفقون مع السعوديين في ظل الظروف المناسبة، مشيرًا إلى أن السعوديين يعتقدون أن ذلك أمر وارد.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي في حوار مع مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية أن "السعوديين سيشعرون بالراحة بأن لديهم أصدقاء في صنعاء، وسيكون الأمر على ما يرام بالنسبة لهم، بينما سيحصل الحوثيون على ما يحتاجونه".
وحول دعم إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للسعودية في حرب اليمن، قال فايرستاين إن إدارة بايدن ستعيد إدخال القيم الأمريكية المتعقلة بحقوق الإنسان والحريات المدنية، لكن الدور السعودي في اليمن من المهم أن يبقى.
وأضاف "هل يعتقد أحد أنه يمكن إعادة إعمار اليمن وأن أي شخص سيقدم عشرات المليارات من الدولارات المطلوبة لإعادة إعمار اليمن دون السعوديين؟ الولايات المتحدة لن تفعل ذلك. الأوروبيون لن يفعلوا ذلك. إيران لن تفعل ذلك. إذا ابتعد السعوديون عن الأمر، من الذي سيبقي اليمن متماسكًا؟ من الذي سيساعدهم في إعادة البناء؟ لا أحد".
وتابع "نحن بحاجة للسعوديين الآن، في المستقبل. لن تنجح مبادرة تيسير اليمن إلا إذا كان السعوديون شركاء بشكل كامل فيها".
وعرّج الدبلوماسي الأمريكي على فترة الربيع العربي، وقال إن الولايات المتحدة أصابت فيه من خلال دعم الانتقال السياسي في اليمن.
وأوضح أن انقسامًا حدث في السياسة الأمريكية، بين من يرى دعم عملية الانتقال، وآخرين رأوا أن مصلحة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، رغم كون الرئيس السابق علي عبد الله صالح لم يكن شريكًا مثاليًّا لواشنطن.
وأشار إلى أن السماح لصالح بالبقاء في اليمن، وإمكانية استمراره لعب دور في الحياة السياسية، ومنحه الحصانة، أمور فاقمت في تفاقم الوضع بعد ذلك، وشجعته على أن يدفع البلاد نحو الصراع الذي نشهده اليوم.
وقال إن صالح كان مستعدًا للتنحي إبان مجزرة ساحة الثورة (مجزرة الكرامة)، إذ تواصل مع الأطراف المعنيّة وأخبرهم أنه مستعد للتنحي شريطة أن يُعد اتفاق لعملية انتقالية تتوافق مع الدستور اليمني.
وأشار إلى أن الضغط الذي مورس عليه، ومحاولات رئيس الوزراء الراحل عبد الكريم الإرياني في إقناعه بالتنحي، قوبل برفض من أعضاء حزب المؤتمر ليتراجع صالح عن قراره.
وأضاف أن ذلك فتح المجال لإمكانية تنحيه، وفي 21 مايو 2011، كانت أحزاب اللقاء المشترك قد وقعت على اتفاق انتقال السلطة، "وفي اليوم التالي، كان من المقرر أن نذهب إلى القصر الرئاسي حيث سيوقّع حزب المؤتمر على الاتفاق، ولكن حدث أمر غريب، فحين كنّا جميعًا في السفارة الإماراتية، أحاط صالح السفارة ببلاطجته وأخذنا كرهائن (...) لقد كان الأمر نوعًا من المهزلة الكبيرة".
وقال فايرستاين "سأخبركم ما الذي دفع صالح إلى التوقيع في النهاية، لقد كان الملك السعودي عبد الله الذي اتصل بصالح وقال له: يكفي. لقد انتهى الأمر، عليك أن توقّع. وأعتقد أن صالح حُصر في الزاوية، واضطر أن يوقّع".