مستوطنون إسرائيليون يقتحمون ساحات المسجد الأقصى
اقتحم مستوطنون إسرائيليون، الأحد، ساحات المسجد الأقصى، بمدينة القدس الشرقية، بحراسة مشددة من الشرطة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول إن 545 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى.
وتمت الاقتحامات على شكل مجموعات، ضمت كل مجموعة عشرات المستوطنين، بحراسة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.
وسار المستوطنون في مسارات مختصرة وسريعة، مقارنة مع الاقتحامات السابقة.
واستمر الاقتحام نحو ثلاث ساعات ونصف، قبل أن ينسحب المستوطنون، وقوات الشرطة من المسجد.
وقبيل اقتحام المستوطنين، أجبرت الشرطة المصلين المسلمين على إخلاء المسجد بشكل كامل، حيث اعتدى عناصرها بالضرب على عدد منهم، مستخدمين الهراوات، واعتقلوا أحدهم.
ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد، تحت حراسة الشرطة، طوال أيام الأسبوع، عدا يومي الجمعة والسبت، على فترتين، صباحية ومسائية.
لكن اقتحام اليوم الأحد، يكتسب حساسية خاصة، نظرا لتزامنه مع عيد الفصح اليهودي (بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر أسبوعا).
ودعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح.
وبدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب حول اقتحامها للمسجد، أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول: "في ساعات الصباح الباكر، قبل أن تبدأ الزيارات إلى الحرم القدسي الشريف بشكل أسبوعي (اقتحامات المستوطنين) (..)، بدأ مئات الشباب، بعضهم ملثمين، في جمع الحجارة وتخزينها".
وأضافت: "تعمل قوات الشرطة في الموقع على إزالتها، للسماح بزيارات الموقع كالمعتاد"، في إشارة لاقتحامات المستوطنين.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت قيودا، على دخول المصلين لأداء صلاة الفجر، إلى المسجد.
وقال شهود العيان إن الشرطة فرضت على المصلين إبقاء بطاقاتهم الشخصية، عند بوابات المسجد حتى انتهاء الصلاة.
وفي وقت سابق، من صباح الأحد، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها قدمت العلاج لفلسطينيَين، أُصيب أحدهما برصاصة مطاطية، والآخر أُصيب جراء تعرضه للضرب، على يد الشرطة الإسرائيلية، في باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الاقصى.
وقال شهود العيان لوكالة الأناضول، إن المصابَين كانا يحاولان العبور للمسجد الأقصى، بغرض أداء صلاة الفجر.
كما ذكر الشهود أن أحد المصلين أُصيب في باب حطة، بالجدار الشمالي للمسجد، بعد الاعتداء عليه بالضرب من قبل عناصر الشرطة، أثناء خروجه من المسجد.
مواجهات ورشق حافلات بالحجارة
وتزامنا مع اقتحام المستوطنين، اندلعت مواجهات بين الشرطة، وشبان مقدسيين، في منطقة باب الأسباط، بالبلدة القديمة، المؤدية للمسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابة 17 فلسطينيا.
وفي هذا الصدد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول أن طواقمها "تعاملت مع 17 إصابة، في محيط المسجد الأقصى، وتم نقل 5 اصابات منها للمستشفى لتلقي العلاج.
وفي حادث آخر، قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول إن فلسطينيين "ألقوا الحجارة على حافلات مسافرة بالقرب من البلدة القديمة".
وأضافت: "نتيجة رشق الحجارة، لحقت أضرار بعدد من الحافلات، وأُصيب عدد من ركاب الحافلات بجروح طفيفة".
وتابعت الشرطة الإسرائيلية: "اعتقلت الشرطة اثنين من المشتبه بهم في رشقهم بالحجارة، وتواصل قوات الشرطة عملها في المنطقة، وتُجري حاليًا عمليات بحث لتحديد مكان المزيد من المشتبه بهم".
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن 5 إسرائيليين أصيبوا في رشق فلسطينيين حافلات إسرائيلية في باب الأسباط.
تنديد فلسطيني
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، باقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين.
وقالت "الخارجية" في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه: "ندين بأشد العبارات الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال وشرطته وأجهزته المختلفة ضد المسجد الأقصى المبارك، والمصلين، والمعتكفين فيه".
وأضافت: "ننظر بخطورة بالغة لاستمرار هذه الاعتداءات، ونعتبرها محاولة إسرائيلية رسمية لتثبيت التقسيم الزماني للمسجد على طريق تقسيمه مكانيا".
كما حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسرائيل، المسؤولية عن تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى، بمدينة القدس.
وقالت الحركة، في بيان وصل وكالة الأناضول، إن "المسجد الأقصى خط أحمر، والاحتلال يتحمّل مسؤولية اعتدائه على المصلين".
وتابع البيان: "كما نحمّل الاحلال تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات الأقصى، وهو الذي يشكّل استفزازاُ لمشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين كافة".
بدورها، حمّلت حركة الجهاد الإسلامي، إسرائيل، المسؤولية ما يحدث في المسجد الأقصى.
وقالت في بيان وصل وكالة الأناضول: "لن نتخلى عن واجباتنا لحماية الأقصى، والاحتلال يتحمل مسؤولية كل هذا العدوان والإرهاب الذي يمارسه".
وأضافت: "تجدد الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى، تكشف النوايا الحقيقية للاحتلال الذي يمارس التضليل والخداع لتمرير مخططات الإرهاب اليهودي، هذه الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة تدفع نحو المواجهة الشاملة".
الأناضول