مجلة أمريكية: هذه مزايا شهر العسل بين الإمارات والاحتلال

تحدثت مجلة "جاكوبين" الأمريكية عما وصفته بـ"شهر العسل" في العلاقات بين الإمارات، والاحتلال الإسرائيلي.

 

وقالت المجلة في مقال للكاتبة بيلين فرينانديز إن "شهر العسل بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل كان غريبا، فمنذ تطبيع العلاقات في أيلول/سبتمبر تعاون البلدان على عمل ما يمكنهما عمله من الدوس على الحريات الديمقراطية وارتكاب الجرائم وتبييض الاحتلال".

وأشارت في البداية لمقال نشره المعلق توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2010 واشتكى فيه قائلا: "النقاد المدمرون الذين يعتبرون غزة بأنها سجن إسرائيلي بدون الإشارة إلى أن حماس لو قررت بعد الانسحاب الإسرائيلي من طرف واحد تحويله إلى دبي بدلا من طهران، عندها لتصرفت إسرائيل بطريقة مختلفة"، وتعلق الكاتبة أنه "لا يهم أن إسرائيل لم تترك قطاع غزة أبدا أو استطاعت حماس تحويل الجيب الفلسطيني الساحلي الصغير إلى عاصمة إيران فالقانون الدولي لم يكن ليسمح لإسرائيل بتحويله إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.

 

ولا يعرف كيف يمكن تحويل القطاع إلى دبي وهو يتعرض لحصار وقصف دائم. وكيف يمكن للغزيين بناء مراكز التسوق وناطحات السحاب أو أي شيء عندما تمنع إسرائيل دخول مواد البناء إلى القطاع الضيق". 

 

وتتابع أنه "والآن ونتيجة لاتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات يمكن للفلسطينيين الحصول على مذاق دبي ويستطيع المستهلك الإماراتي تذوق الخمر المصنوع في مرتفعات الجولان المحتلة".

وأشارت إلى تقرير نشرته شبكة سي أن أن، جاء فيه أن "الحماس المتبادل" وشهر العسل بين إسرائيل والإمارات أثر بطريقة لم تعد هذه الأخيرة تعترض على ما يبدو على احتلال إسرائيل للأراضي العربية.

 

وتقول إن هذا ليس مصادفة. فاختفاء الاحتلال هو في مركز فهم فريدمان وموقفه من السلام في الشرق الأوسط، فلو توقف الفلسطينيون عن الحديث عن الاحتلال والسجن لأمكن تحولهم إلى دبي، تماما مثل قولك لم يحرق بيته أن عليه تجاهل اللهيب فيه. 

وأشارت إلى "مزايا شهر العسل مثل إلغاء التأشيرات والخمر المذكور آنفا ورحلات قادة المستوطنين في الضفة إلى الإمارات والرحلات المباشرة التي ستبدأ في أول العام المقبل وترتيبات تقوم فيها الإمارات مع إسرائيل والولايات المتحدة بتمويل عمليات تحديث نقاط الحواجز في الضفة الغربية التي تراقب من خلالها إسرائيل حياة وحركة الفلسطينيين".

 

ولا يشتمل "التحديث" على فكرة توقف الجنود الإسرائيليين عن ضرب وقتل واعتقال وانتهاك الفلسطينيين على الحواجز. وربما ساعد الإماراتيون بإنشاء مركز ولادة مجهز بأحدث الأدوات لمساعدة النساء اللاتي يجبرن على الولادة عند الحواجز. 

وتعلق المجلة: "كأن الحواجز بحاجة لتحديث، ففي العام الماضي ذكرت شبكة "إن بي سي" أن شركة مايكروسوفت استثمرت في شركة ناشئة تستخدم تقنية التعرف على الوجه لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، رغم تعهد الشركة بعدم استخدام التكنولوجيا في التعدي على الحريات الديمقراطية".

وبالنسبة للإمارات فلا عودة عن الرقابة حيث يتم تقييد الحريات وقمع الديمقراطية ويسجن الشخص لمجرد نقده للحكومة أو يختفي ويعذب. فالتعاون في مجال الرقابة بين إسرائيل والإمارات سابق على اتفاقية التطبيع.

 

وفي 2015 نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا عن تركيب إسرائيل نظام تجسس يساعد "على مراقبة كل شخص من لحظة مغادرته بيته إلى حين عودته إليه. ويتم تسجيل عملهم وسلوكهم الاجتماعي وتحليله وإنجازه".

وتقول: "صِف هذا بالبربرية الحديثة، وحلم متطرف للنيوليبرالية حيث يتم استبدال الحقوق الأساسية بناطحات السحاب والجزر الاصطناعية ومهرجان التسوق السنوي وغير ذلك من الملهيات التي بنيت على ظهور العمالة الأجنبية التي تعيش عبودية افتراضية".