أنباء عن مشاورات لنقل السلطة سلميا.. طالبان تقف على تخوم كابل والقوات الدولية تساعد في تأمينها

نقل مراسل الجزيرة عن مصدر في حركة طالبان قوله إن جميع مقاتلي الحركة الذين دخلوا العاصمة كابل اليوم الأحد انسحبوا منها بعد إصدار الحركة بيانا بعدم اقتحام كابل، في حين أكد القصر الرئاسي أن القوات الحكومية تدافع عن العاصمة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.


وكانت الحركة قالت إنها لا تريد دخول كابل بالقوة أو الحرب وإنها تفضل دخولها بسلام، وأضافت -في بيان- أنها أمرت مسلحيها بالوقوف على تخوم العاصمة كابل وتجنب محاولة دخولها.


وقالت طالبان إن المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة كابل، لكن الحكومة لم تعلق على الأمر حتى الآن.


من جهته، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن الحركة لا تريد حالة حرب في العاصمة. وأضاف -في تغريدة عبر تويتر- أن طالبان لن تمس الممتلكات والبنوك في كابل وستتخذ خطوات جادة لحمايتها، حسب تعبيره.


كما نقلت وكالة رويترز عن قيادي من طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل، والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطلبت من النساء التوجه إلى أماكن آمنة.


بدوره، قال متحدث باسم طالبان لرويترز "ندعو المدنيين الأفغان للبقاء في بلدهم وألا يغادروه نتيجة الخوف، لا ننوي الانتقام من أحد وسنصفح عن كل من خدم في الحكومة أو قواتها".


ونقلت رويترز عن متحدث باسم طالبان قوله إن سياسة الحركة ستقوم على ترك العقوبات كالإعدام والرجم وقطع الأعضاء للمحاكم للبت فيها، مضيفا أنه سيسمح لوسائل الإعلام بانتقاد من تريد لكن من دون تشهير.


وأكد المتحدث أنه سيسمح للمرأة بمغادرة المنزل وحدها دون مرافق، وأن حقوق المرأة ستحترم وسيسمح لها بالتعليم والعمل على أن ترتدي الحجاب.


تدافع مع شركائها


في المقابل، قال القصر الرئاسي بأفغانستان -في موقعه على تويتر- إن طلقات نارية يسمع دويها في مناطق عدة بالعاصمة كابل، وأشار إلى أن القوات الأفغانية تدافع عن العاصمة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.


على صعيد متصل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الأعضاء الرئيسيين في الطاقم الأميركي بالعاصمة الأفغانية كابل يعملون من مطار المدينة الآن.


وأضاف المسؤول الأميركي أن أقل من 50 موظفا في السفارة الأميركية سيبقون في كابل بالوقت الحالي.



نقل سلمي للسلطة


ومع تواتر الأنباء عن جهود لنقل السلطة سلميا، نفى مصدر في طالبان توجه الملا برادر إلى كابل، مشيرا إلى أنه سيذهب إليها بعد الاتفاق على نقل السلطة بشكل سلمي.


وكانت "أسوشيتد برس" (Associated Press) نقلت عن مسؤولين أفغان أن مفاوضين من طالبان توجهوا إلى القصر الرئاسي استعدادا لنقل السلطة.


وفي السياق، قال القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني إن السلطة ستُسلّم عبر إدارة مؤقتة وبصورة سلمية، مضيفا أن القوات الحكومية في حالة تأهب".


وفي هذا الخصوص، جاء في بيان لحركة طالبان أنها "تريد أن يضم النظام الإسلامي القادم جميع الأفغان وأن تكون لنا حكومة مسؤولة تخدم الكل".


وكانت وسائل إعلام أفغانية أفادت بأن رئيس البرلمان الأفغاني وعددا من زعماء الأحزاب السياسية غادروا كابل إلى باكستان، مضيفة أن الرئيس السابق ووزير الخارجية الحالي طالبا الرئيس أشرف غني بالاستقالة لحل الصراع.


من جميع الجهات


وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن وزارة الداخلية الأفغانية أن مسلحي حركة طالبان بدؤوا دخول العاصمة كابل من جميع الجهات.


وجاء في بيان لحركة طالبان أن المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة كابل والحكومة لم تعلق على الأمر حتى الآن، مضيفا "لا نريد دخول العاصمة كابل بالقوة أو بالحرب ونفضل الدخول بسلام".


في غضون ذلك، أكد مصدر أمني أن اشتباكات عنيفة بين القوات الأفغانية ومسلحي الحركة تدور في محيط قاعدة باغرام شمالي كابل. وكانت طالبان أعلنت سيطرة مسلحيها على مديرية باغرام، كما أعلنت سيطرتها على مدينة محمود راقي مركز ولاية كابيسا شمالي كابل.


وأفاد مصدر أمني أفغاني بأن حركة طالبان اعتقلت زعيم المليشيات الأوزبكية نظام الدين قيصاري في مدينة مزار الشريف التي سيطرت عليها الحركة أمس السبت.



مؤامرة وتسليم


وفي سياق تسارع التطورات الميدانية، قال قائد القوات الموالية للحكومة إن مؤامرة أدّت إلى تسليم مدينة مزار الشريف مركز ولاية "بلخ" إلى قوات طالبان، في حين غادرت أعداد كبيرة من القوات الحكومية ومسؤولون محليون نحو المعبر الحدودي بين ولاية بلخ وأوزبكستان.


وجاء ذلك بعد معارك محتدمة وحصار للمدينة التي تعد أكبر مدن الشمال الأفغاني، وتقع بالقرب من 3 جمهوريات في آسيا الوسطى هي تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.


وأكد مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن مسلحي طالبان سيطروا على معبر "طورخم" بولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان. وقد أعلنت وزارة الداخلية في باكستان إغلاق المعبر إغلاقا كاملا بعد سيطرة حركة طالبان عليه.


ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أن حركة طالبان باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان.



خوست وباغرام


وفي تطور آخر، قالت حركة طالبان إن مسلحيها يسيطرون على مقر ولاية خوست جنوب شرقي أفغانستان، كما قال مصدر أمني أفغاني إن مسلحي الحركة يسيطرون على السجن المركزي في الولاية ويطلقون سراح جميع المعتقلين.


في هذه الأثناء، قال مصدر أمني أفغاني للجزيرة إن ما لا يقل عن 35 مسلحا من حركة طالبان قتلوا بغارات جوية نفذتها القوات الأميركية في 3 ولايات أفغانية.


وقال مصدر أمني للجزيرة إن عبد الرشيد دوستم -النائب الأول السابق للرئيس الأفغاني- ورئيس الجمعية الإسلامية "قائد الانتفاضة الشعبية" عطاء محمد نور فرّا أمس السبت إلى أوزبكستان.


وقد بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما قالوا إنها لحظة اقتحام مسلحي حركة طالبان منزل الجنرال عبد الرشيد دوستم شمالي أفغانستان.


دخول جلال آباد


وإلى الشرق من البلاد، أعلنت حركة طالبان دخول مسلحيها إلى مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، وأكد مصدر أمني للجزيرة أن الحركة سيطرت على مقر الشرطة داخل المدينة.


كما قال مسؤول أفغاني في جلال آباد لرويترز إنه لا توجد اشتباكات حاليا في المدينة لأن الحاكم استسلم لطالبان، وأوضح أن فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين.


وكان مقاتلو طالبان دخلوا مشارف جلال آباد خلال الليل. وقال نائب برلماني أفغاني للجزيرة في وقت سابق إن مفاوضات تجري بوساطة زعماء القبائل في ولاية ننغرهار بين السلطات المحلية ومسلحي حركة طالبان، من أجل تسليم المدينة.


وخلال أيام، تمكنت طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضتها قندهار التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا.


قائد جديد


في سياق متصل، قالت مصادر رسمية في أفغانستان إن الرئيس أشرف غني عين الجنرال سميع سادات مسؤولا للأمن والدفاع عن العاصمة كابل.


وقرر غني -خلال اجتماع رفيع المستوى بعدد من السياسيين- تشكيل وفد خاص لإجراء محادثات في الدوحة، تتركز على تشكيل حكومة مشتركة وتقاسم السلطة مع حركة طالبان. وأوضحت المصادر أن الوفد سيتمتع بصلاحية اتخاذ القرار.


من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سمح بنشر نحو 5 آلاف جندي أميركي للتثبت من إمكانية إجراء انسحاب منظم وآمن للموظفين الأميركيين وغيرهم من أفغانستان.


كما أبلغ بايدن ممثلي طالبان في الدوحة بأن أي عمل يعرض الأفراد الأميركيين أو المهمة العسكرية للخطر ستتم مواجهته بشكل سريع وقوي من قبل الجيش الأميركي.


المصدر : الجزيرة + وكالات