
الرئيس أردوغان: المدنيون يعيشون الجحيم في غزة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن المدنيين الفلسطينيين يعيشون الجحيم في غزة التي تشهد أشد كارثة إنسانية في العصر الحديث.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال القمة غير الرسمية لمنظمة الدول التركية في المجر.
وقال أردوغان: "السكان المدنيون في غزة يعيشون ما هو أشبه بالجحيم وسط أشد كارثة إنسانية في العصر الحديث".
وأشار أردوغان، إلى التحذير الخطير الذي صدر عن الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأن نحو 14 ألف رضيع في غزة قد يموتون إذا لم تصلهم المساعدات الإغاثية.
ولفت إلى أهمية جهود العالم التركي في إرساء وقف إطلاق النار بغزة وإيصال المساعدات دون انقطاع وإعادة إعمار القطاع والمساهمة في الجهود من أجل عملية سلام دائمة.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وفي إطار السعي لإحلال الاستقرار والهدوء في المنطقة، شدد أردوغان، على ضرورة دعم وحدة أراضي فلسطين ولبنان وسوريا والتصدي للتوسع الإسرائيلي "غير المعترف بالحدود".
وذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية، تعد واحدة من أخطر التحديات الأمنية، وأن آثارها تُلمس بعمق على المستوى العالمي.
وأوضح أردوغان، أن طرفي الحرب التقيا في إسطنبول قبل أيام للمرة الأولى منذ عام 2022.
وتعهد بمواصلة الاتصالات المكثفة مع البلدين من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وسلام عادل.
كما أشار أردوغان، إلى استمرار جهود تركيا المكثفة لتحقيق الاستقرار في سوريا بعد 14 عاماً من الصراع.
وأكد أن الاستغلال الفعال والصحيح لهذه الفرصة مهم لتحقيق الاستقرار للمنطقة وخارجها وليس فقط في سوريا.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.
من ناحية أخرى، أشار أردوغان إلى أن "الممر الأوسط" (مشروع طريق تجاري يمتد من الصين إلى أوروبا عبر تركيا) يبرز كمسار استراتيجي يؤمن حق النقل الآمن وغير المنقطع بين الشرق والغرب.
وشدد على أن تركيا تولي أهمية كبيرة للتعاون داخل منظمة الدول التركية من أجل ضمان نجاح الممر الأوسط وتتطلع إلى دعم الدول الأعضاء.
ولفت إلى أن "المآسي التي وقعت سابقا في قبرص، وقره باغ (بأذربيجان) والبوسنة، واليوم في غزة تذكرنا بالحاجة للتفكير فيما هو خارج حدودنا أيضا".
وأعرب أردوغان عن تطلعه من العالم التركي لأن يقدم المزيد من الدعم لنضال القبارصة الأتراك من أجل نيل الحقوق والحريات والعدالة، "دون انحراف عن الطريق الصحيح".
وأوضح أن "الصورة العائلية للعالم التركي ستظل ناقصة دائماً بدون جمهورية شمال قبرص التركية"، في إشارة إلى ضرورة اعتراف أعضاء المنظمة بقبرص التركية.
كما أعرب عن أمله في رؤية قبرص التركية تتمتع بعضوية كاملة في منظمة الدول التركية في مستقبل غير بعيد.
ومنذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا خلال يوليو/ تموز 2017، لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.
الاناضول