
إسرائيل تنسحب من جنوبي لبنان باستثناء 5 نقاط
أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، صباح الثلاثاء، بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات التي كان يحتلها جنوبي البلاد، باستثناء 5 نقاط رئيسية على طول الحدود.
فيما ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن بقاء الجيش الإسرائيلي في هذه النقاط الخمس داخل الأراضي اللبنانية جاء "في إطار التنسيق مع الولايات المتحدة".
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "القوات الإسرائيلية انسحبت فجرا من القرى والبلدات التي كانت تحتلها في الجنوب، وهي يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، والوزاني".
وأضافت أن الجيش اللبناني بدأ الانتشار في قرى بليدا وميس الجبل ومركبا عقب انسحاب القوات الإسرائيلية من هذه المواقع.
في المقابل، ذكرت الوكالة أن إسرائيل أبقت وجودها في "5 نقاط رئيسية على طول الحدود"، بذريعة أن هذه النقاط تقابلها تجمعات استيطانية رئيسية.
وأوضحت أن هذه النقاط هي "تلال اللبونة" في خراج الناقورة، التي تقابل أبرز مستوطنات الجليل الغربي من روش هانيكرا إلى شلومي ونهاريا.
كما أبقت إسرائيل انتشار قوات لها في نقطة "جبل بلاط" بين مروحين ورامية، والتي تقابل مستوطنات شتولا وزرعيت، إضافة إلى "جل الدير وجبل الباط" في خراج عيترون تقابلهما مستوطنات أفيفيم ويفتاح والمالكية، وفق الوكالة ذاتها.
وفي القطاع الشرقي، يقابل نقطة "الدواوير" على طريق مركبا ـ حولا وادي هونين ومستعمرة مرغليوت، فيما تقابل نقطة "تلة الحمامص" مستعمرة المطلّة.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق التي احتلها جنوب لبنان فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفق المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار البالغة 60 يوما بدءا من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
كما أن الشكل الحالي للانسحاب يتعارض مع مطالبات بيروت بانسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
- تنسيق مع الولايات المتحدة
وفي هذا الشأن، قالت هيئة البث العبرية، الثلاثاء، إنه "في إطار التنسيق مع الولايات المتحدة، حصلت إسرائيل على موافقة للإبقاء على وجود عسكري محدود في 5 مواقع استراتيجية داخل لبنان".
وزعمت تل أبيب أن استمرار بقائها في هذه النقاط بدافع "حماية" حدودها الشمالية.
وأضافت الهيئة: "بعد شهرين ونصف من العمليات العسكرية، بدأ الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، استكمال انسحابه من جنوب لبنان".
وتابعت: "سيتم تسليم المنطقة المدمرة للجيش اللبناني، الذي من المفترض أن يفرض تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، والذي ينص على إبعاد حزب الله عن جنوب نهر الليطاني".
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، صدر القرار الأممي 1701 الذي يدعو إلى وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
وأشارت الهيئة إلى أنه "منذ الليل والصباح، انتشرت القوات على طول الحدود في بؤر أقيمت مقابل كل بلدة (مستوطنة) من التجمعات السكانية على الحدود الشمالية" لإسرائيل.
ونقلت هيئة البث عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، أن التحدي الآن هو "الحفاظ على الإنجازات وعدم السماح لحزب الله بالعودة إلى جنوب الليطاني".
ومساء الاثنين، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الجيش نشر قواته في النقاط الخمس التي سيبقى فيها في جنوب لبنان في المستقبل القريب".
ونقلت عن الجيش قوله: "نستعد لبقاء طويل هناك حتى انسحاب حزب الله شمال الليطاني".
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، فإن عدد القوات التي ستبقى على الحدود مع لبنان ستكون أكبر بنحو 3 أضعاف مما كانت هناك قبل الحرب.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وخلّف 4 آلاف و104 قتلى و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة لنزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق وقف النار، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 925 خرقا له في لبنان، ما خلّف 74 قتيلا و265 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.