"منطقة موت".. الأمم المتحدة تحذّر من انهيار القطاع الصحي في غزة وتدعو إلى وقف إطلاق نار فوري

حذّرت الأمم المتحدة، من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء العدوان والحصار الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أشهر، في الوقت الذي وصفت الصحة العالمية الوضع في القطاع بأنه "منطقة موت" داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.


ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، غزة بأنها أصبحت "منطقة موت"، مشيرا إلى "تدمير جزء كبير منها".

 

وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، إن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من 4 أشهر "مستمر في التدهور".

 

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية نفذت مع شركائها عمليات طوارئ تجاه مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

 

وذكر أنه لا يزال هناك نحو 130 مريضا وما لا يقل عن 15 طبيبا وممرضا في المستشفى الذي يخضع للحصار ويتعرض لهجمات من الجيش الإسرائيلي.

 

وأوضح أن وحدة العناية المركزة في المستشفى لم تعد تعمل، وأن منظمة الصحة العالمية تساعد في نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى.

 

وتابع غيبريسوس: "أصبحت غزة منطقة موت، لقد تم تدمير جزء كبير من المنطقة. وقُتل أكثر من 29 ألف شخص وأصيب عدد أكبر بكثير".

 

ولفت إلى "تزايد سوء التغذية الحاد بسرعة منذ بداية الحرب"، داعيا إلى وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية غير محدودة.

 

والثلاثاء، أعلن متحدث المنظمة طارق جاساريفيتش، إجراء مهمتين يومي 18 و19 فبراير/ شباط لنقل 32 مريضا بحالة حرجة، بينهم طفلان، من مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

 

وأوضح جاساريفيتش خلال مؤتمر صحفي أن المهمتين كانتا "عاليتي الخطوة" وتم تنفيذهما بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

 


دعوات للتحرك


دعت منظمة الأمم المتحدة، الأربعاء، إلى التحرك لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل انهيار الصحة العامة في قطاع غزة الفلسطيني.


جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء.


وأكد دوجاريك، أن الكثير من الناس في غزة لا يحصلون على المياه النظيفة.


وقال إن خط أنابيب واحد فقط من خطوط أنابيب المياه الثلاثة القادمة من إسرائيل يعمل في الوقت الراهن.


وأشار المتحدث الأممي، إلى أن 83 بالمئة من آبار المياه الجوفية في غزة خارج الخدمة، ولا تعمل أي من مرافق معالجة المياه العادمة.


وذكر أن الأمم المتحدة تحذر بشكل متكرر، مع شركائها، من الآثار المروعة لظروف النظافة السيئة والمياه الملوثة.


وشدد دوجاريك، على أنه على الرغم من ذلك، لا تزال جهود المساعدات الإنسانية تخضع للقيود (الإسرائيلية).


ولفت إلى ضرورة التحرك لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل انهيار الصحة العامة في غزة.


وأعرب عن قلقه إزاء التقارير المتعلقة "بحالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية خلال الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات الفلسطينيات" من قبل جنود وضباط إسرائيليين.


وقال دوجاريك، إن "هذه التقارير مقلقة للغاية. ويحقق خبراؤنا بمجال حقوق الإنسان في هذه القضية. لدينا أيضًا ممثل خاص يهتم بهذه المسألة".


وفيما يتعلق بجلسات محكمة العدل الدولية التي تناقش التبعات القانونية لممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد دوجاريك، أن موقف الأمم المتحدة واضح وأنه "يجب أن ينتهي الاحتلال".


ومنذ أسابيع، يصعّد الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية ضد المنظومة الصحية في خانيونس، وأجبر في الأيام الماضية آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج من مستشفى الأمل، ومجمع ناصر الطبي بالمدينة.