إعلام عبري: إسرائيل تستعد لإنهاء المناورات البرية في غزة

قالت هيئة البث الإسرائيلي، الجمعة، إن الجيش يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية، في الوقت ذاته يمتلك رئيس حركة حماس "خطة منظمة" لإنهاء الحرب في القطاع.


ونقلت الهيئة (رسمية) عن مصادر لم تسمها، قولها إن "الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال بغزة خلال الأسابيع المقبلة، وفقا للإنجازات العملياتية".


وبحسب المصادر، "تشمل المرحلة الثالثة إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة".


وزعمت الهيئة أن الجيش "سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة، فيما يواجه صعوبات كبيرة بالمضي قدما في منطقة جنوب القطاع".


وتشير إحصاءات الجيش الإسرائيلي إلى إصابة 784 ضابطا وجنديا، منذ بدء الحرب البرية بقطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.


واستنادا إلى المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني للجيش التي اطلعت عليها الأناضول، فإن من بين الجرحى 179 إصاباتهم خطيرة، و302 متوسطة، و303 طفيفة.


والخميس، قال موقع "واللا" الإخباري والقناة "12" الإسرائيلية: "بعد أكثر من 70 يوما في غزة، وسقوط 44 مقاتلا منه، غادر مقاتلو لواء جولاني قطاع غزة لالتقاط أنفاسهم، وزيارة أهاليهم لبضعة أيام".


"خطة منظمة" 


في المقابل قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الجمعة، إن رئيس حركة "حماس" في غزة يحي السنوار، لديه "خطة منظمة" لإنهاء الحرب الجارية في القطاع، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.


وأوضحت الهيئة، نقلا عن مصدر مطلع، لم تحدده، أن الخطة "تتضمن انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي كجزء من اتفاق وقف طويل لإطلاق النار، والاحتفاظ بجزء من الأسرى الإسرائيليين، كورقة مساومة للمستقبل".


ووفقا للهيئة العبرية، زعم المصدر أن "السنوار، يعمل على افتراض أن الهدنة الأولى لم تأتِ بنتائج مرضية لصالح حماس، ولذلك فهو يصر على انسحاب إسرائيلي من الأحياء المحتلة بغزة، ووقف طويل لإطلاق النار".


وأشار المصدر إلى أن مطالب السنوار، في إطار الخطة المذكورة، "أكثر بكثير مما تعرضه إسرائيل على حماس".


وأضاف "السنوار، يعتقد أن انسحاب القوات البرية للجيش الإسرائيلي من المدن في شمال وجنوب قطاع غزة، سيحقق استعادة جزئية لقدرته على القيادة والسيطرة على المناطق التي تحتلها بالفعل إسرائيل".


وتابع المصدر، "الإسرائيليون يفسرون الواقع بشكل معاكس، أمّا السنوار، فليس منفصلا عن الواقع".


وفي 27 أكتوبر الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، وقام بتوسيع مداها بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع حركة "حماس"، في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لتمتد من شمال قطاع غزة نحو مناطق جنوبية كان يدعي في بداية الحرب أنها "آمنة"، ودعا الفلسطينيين للنزوح إليها.


وفيما يتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس"، قال المصدر في تصريحاته للهيئة العبرية، إن "الحركة، تنوي الاحتفاظ بجزء كبير من الأسرى كورقة مساومة في المراحل المقبلة أيضًا، تحسبًا إلى عودة إسرائيل للمناورات البرية بعد وقف إطلاق نار محتمل آخر".


ووفق المصدر، فإنّ الدول التي تتوسط في المفاوضات مع حماس (في إشارة إلى قطر ومصر) تعتقد أن الحرب "تقترب من مراحلها النهائية"، ورغم ذلك فإنّ حماس "تستعد أيضا لاحتمال استمرار الحرب لفترة طويلة".


وخلال الأيام القليلة الماضية، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية وخاصة، عن اتفاق هدنة محتمل قد يتم إبرامه قريبًا بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، تشمل الإفراج عن أسرى من الطرفين، وذلك برعاية مصرية وقطرية.


والخميس، قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب "تدرس تحسين العرض المقدم لحركة حماس فيما يتعلق بهدنة مؤقتة محتملة بين الطرفين، بحيث تشمل وقف إطلاق النار لأكثر من أسبوعين، من أجل إقناع حماس بالإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزين لديها"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.


وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تشدد فيه حركة "حماس" على رفضها أي مفاوضات لتبادل أسرى دون وقف كامل لإطلاق النار، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، أنّ الحرب على غزة "لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها".


والخميس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن "نحو 129 محتجزا ما زالوا في قطاع غزة".


ووفق إحصاءات إسرائيلية، أسرت "حماس" نحو 239 شخصا خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر الجاري مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.


ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء"، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.


الأناضول