نصف ملعقة من زيت الزيتون يومياً قد تبعد أمراض الخرف
يمكن أن يؤدي إدخال زيت الزيتون في نظامنا الغذائي إلى تحسين صحة المخ، كما يساعد في تقليل خطر الوفاة بسبب الخرف، وذلك وفقاً للدراسة التي أعدّها باحثون من جامعة هارفارد، وعرضت يوم 24 يوليو/تموز الحالي، في مؤتمر NUTRITION 2023 في بوسطن، وهو اجتماع سنوي للجمعية الأميركية للتغذية.
هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في كيفية تأثير النظام الغذائي في الوفيات المرتبطة بالخرف.
نظراً لأن العديد من البلدان تواجه ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالخرف، كالألزهايمر، فإن الدراسة الجديدة تقدم أملاً جديداً حول دور نمط حياة صحي، والنظام الغذائي المتوازن في منع أو إبطاء تقدم هذه الحالات الخطيرة التي لا علاج حقيقياً وفعّالاً لها حتى الساعة.
يتسم زيت الزيتون بغناه بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، وهو ما يجعله ضمن الدهون الغذائية الصحية. ويُعَدّ الزيتون محصولاً تقليدياً في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، خصوصاً في بلاد الشام، حيث يعصر المزارعون الزيتون ويستخرجون الزيت لاستخدامه في الطهو أو القلي أو في مستحضرات التجميل والأغراض العلاجية، وحتى وقود لبعض أنواع المصابيح، كذلك فإنه يصدَّر للخارج.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة آن-جولي تيسيير، باحثة ما بعد الدكتوراه في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن اختيار زيت الزيتون، وهو منتج طبيعي، بدلاً من الدهون مثل السمن الصناعي والمايونيز التجاري، يُعَدّ خياراً آمناً، وقد يقلل من خطر الإصابة بـ"الخرف القاتل".
يشمل الخرف مجموعة من الحالات التي تؤثر فيها إعاقات التفكير أو الذاكرة بأنشطة الشخص اليومية. ويُعَدّ مرض الألزهايمر، وهو مرض قاتل يصيب ما يقدر بنحو 5.7 ملايين أميركي، أكثر أشكال الخرف شيوعاً، وفقاً للباحثة. حلل الفريق الاستبيانات الغذائية وسجلات الوفيات التي جُمعَت من أكثر من 90 ألف أميركي على مدى ثلاثة عقود، توفي خلالها 4749 مشاركاً في الدراسة بسبب الخرف.
ما هي الأطعمة التي تستنزف الطاقة؟
أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يومياً تكون احتمالية خطر وفاتهم بالخرف أقل بنسبة 28 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا زيت الزيتون مطلقاً أو نادراً. بالإضافة إلى ذلك، إن استبدال ملعقة صغيرة من المارغرين والمايونيز بكمية معادلة من زيت الزيتون يومياً كان مرتبطاً بانخفاض خطر الوفاة بسبب الخرف بنسبة تراوح بين 8 إلى 14 في المائة.
وعن علاقة زيت الزيتون بصحة الدماغ، أوضحت الباحثة أنه "يمكن لبعض المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في زيت الزيتون عبور الحاجز الدموي الدماغي، ومن المحتمل أن يكون لها تأثير مباشر في الدماغ. من الممكن أيضاً أن يكون لزيت الزيتون تأثير غير مباشر بصحة الدماغ من خلال الاستفادة من صحة القلب والأوعية الدموية".
وفقاً للدراسة، فإن الأشخاص الذين يستخدمون زيت الزيتون بانتظام بدلاً من الدهون المصنعة أو الحيوانية يميلون إلى اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام.
ولفتت الباحثة إلى أن العلاقة بين زيت الزيتون ومخاطر الوفاة بسبب الخرف في هذه الدراسة كانت مستقلة عن جودة النظام الغذائي عموماً. قد يشير هذا إلى أن زيت الزيتون له خصائص مفيدة بشكل فريد لصحة الدماغ. وشددت المؤلفة على أن الدراسة، وإن كانت هي الأولى التي تربط بين النظام الغذائي والوفيات الناتجة من الخرف، إلا أن هناك العديد من الدراسات السابقة التي تؤكد الربط بين زيادة تناول زيت الزيتون وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كذلك تبين أن دمج زيت الزيتون كجزء من نمط غذائي متوسطي يساعد في الحماية من التدهور المعرفي.