النفخة والغازات.. الأسباب والعلاج (نصائح طبية)
تعتبر النفخة والغازات من الأعراض شبه اليومية التي يعاني منها كثيرون نتيجة العادات الغذائية وأسباب مختلفة، ما يزعج من يعاني منها خلال اليوم، وقد تعرّضه للإحراج أو تعيقه عن العمل.
طبيب العائلة رامي أيوب أوغلو، يقدم عبر الأناضول مجموعة من النصائح والتعريفات المتعلقة بالنفخة والغازات، وأسبابها وسبل تفاديها ومعالجتها.
* أسباب الانتفاخ
قال أيوب أوغلو لمراسل الأناضول، إن "الانتفاخ هي حالة مزعجة تؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية، حيث يتكون الغاز في الجهاز الهضمي للإنسان، فيخلق توترًا في البطن وشعورًا بالانتفاخ، وترافقه آلام حادة في البطن".
وأضاف "أسباب الانتفاخ تشمل تغير الظروف المعيشية، وزيادة التوتر، واستهلاك الطعام، وقلة الحركة، وبعض الأسباب الكامنة وراء مشكلة الانتفاخ هي الغازات التي تنتجها البكتريا النافعة في الأمعاء الموجودة دائما في الجسم".
وبيّن أيوب أوغلو أن "هذا الغاز المنتج ليس له تأثير سلبي على صحة الإنسان، ومع ذلك فإن زيادة إنتاج الغازات بسبب معدلات هذه البكتريا تسبب انتفاخ المعدة والأمعاء".
وقدم أسبابًا مهمّة للانتفاخ هي "الأكل بسرعة وعدم المضغ جيدًا، وبلع الهواء مثل العلكة والمصاصة، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والألياف، والجوع لفترة طويلة، واستهلاك كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة".
وتابع: "كذلك الاستهلاك غير الكافي للسوائل وخاصة الماء، والوزن الزائد والدهون التي تضغط على البطن، ومشاكل الجهاز الهضمي، كالداء البطني، وعسر الهضم، ومتلازمة القولون العصبي، والتهاب المعدة، والإمساك، وسرطان الأمعاء".
وأضاف إلى الأسباب: "الحساسية الغذائية، والتسمم الغذائي، تراكم السوائل الزائدة في الجسم، والحياة بدون حركة، والضغط العصبي، والعادات غير الصحية في الأكل".
وبحسب أيوب أوغلو، فإن الانتفاخ يمكن أن ينتج عن "تناول الأطعمة بكثرة، والأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات، والخضار النيئة والفواكه الصلبة، والأطعمة والمشروبات المخمرة".
وأردف أن "الحساسية من الأغذية التي تحتوي على الغلوتين (تضاف للطحين والأغذية التي يدخل بصناعتها) واللاكتوز (من مكونات الحليب)، والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، وتلك التي تحتوي على المحليات الصناعية، إضافةً إلى المشروبات الغازية".
وفيما يلي شرح لأبرز المشاكل الصحية التي تسبب الانتفاخ والغازات المزمنة وفق ما ذكر الطبيب أيوب أوغلو:
متلازمة القولون العصبي: يعاني مرضى متلازمة القولون العصبي IBS من انتفاخ في البطن مصحوبًا بألم وتقلصات وتغيرات في حركة الأمعاء.
والحل في هذه الحالة هو تجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين والتي تؤثر سلبًا على حركة الأمعاء، وإن استمرت المشكلة لفترة طويلة فينصح بمراجعة الطبيب.
مرض كرون: هو مرض التهاب الأمعاء المزمن IBD الذي يمكن أن يحدث على طول القناة الهضمية، ولكنه يؤثر في الغالب على الأمعاء.
تشمل الأعراض الشائعة آلام البطن والإسهال وفقدان الوزن، ولكن مرضى داء كرون يعانون أيضًا من الانتفاخ والضعف والغثيان والقيء، ويمكن أن تتطور المضاعفات إلى انسداد أو انثقاب أو خرّاج في القولون أو سرطان القولون، لذلك يجب عدم تجاهل أعراض المرض واستشارة الطبيب المختص.
الرتوج، هو تكوّن أكياس غير طبيعية في جدار الأمعاء، ويمكن أن تحدث الحويصلات في جميع أنحاء الأمعاء، ولكنها تظهر في الغالب في القولون العصبي، وعلى الرغم من أنها لا تسبب أعراضًا ولا تمثل حالة خطرة، ولكنها قد تؤشر إلى تحوّلها إلى مرض خطير إذا بدأت بالتسبب بالنزيف والانثقاب.
الإمساك: إذا عانى المريض من الإمساك فقد يعاني من الغازات، بسبب تحرك الغاز الناتج من الهضم ببطء، حيث يحبس ويستمر بالتراكم حسب مدة الإمساك ويسبب الانتفاخ.
والحل هو تغيير العادات الغذائية، ولكن يجب تنفيذ ذلك تدريجيًا، مثل إدخال أطعمة كالفواكه والخضروات والمكسرات إلى النظام الغذائي، وشرب الكثير من السوائل (الماء).
أما عن المأكولات والمشروبات التي قد تزيد من مشكلة الانتفاخ والغازات فذكر أيوب أوغلو ما يلي:
الأطعمة الغنية بالألياف: يعدّ دقيق الشوفان والخبز والمعكرونة والعدس والفاصوليا والبازلاء والتفاح والموز والكمثري والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف مفيدة للصحة العامة، والضرورية لتجنّب العديد من مشاكل الجهاز الهضمي، ومع ذلك فإن تناول الكثير من هذه الأطعمة يؤدي لمشاكل الانتفاخ والغازات لأن البكتريا الموجودة في القولون تهضم الأطعمة الليفية بشكل محدود.
والحل في هذه الحالة يكمن في تناول الأطعمة الليفية بتوازن، والابتعاد عن الإفراط بتناولها رغم أهميتها.
الأطعمة السكرية مثل الكعك والبسكويت والعصائر والصودا السكرية والحلويات، يمكن أن تسبب انتفاخًا، لأن البكتريا في الأمعاء تنتج الغازات بسبب السكريات.
والحل في هذه الحالة هو الابتعاد أو التقليل من الأطعمة السكرية.
الدخان، إذ يعتبر الانتفاخ من الآثار الجانبية للتدخين لأن المدخنين يتنفسون الهواء أكثر بكثير من غير المدخنين، مما قد يؤدي إلى تراكم الغازات في المعدة والقولون.