ما علاقة تلف الكبد بأمراض اللثة؟ دراسة جديدة تحذر

حذَّرت دراسة من أن أمراض اللثة، خصوصاً التهاب دواعم السِّن، قد لا تقتصر على كونها مشكلة موضعية في الفم فقط، بل قد تُسهم أيضاً في تفاقم أمراض الكبد المزمنة مثل تليُّف الكبد، وفق ما نشرت دورية (eGastroenterology).

وأوضحت دراسة في جامعة «جيلين» الصينية، أن إجراءات بسيطة مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة، والخيط، وزيارات طبيب الأسنان المنتظمة، قد تكون أدوات فعّالة في الوقاية من مضاعفات خطيرة ومنها تلف الكبد.

أمراض اللثة

وتُعرف أمراض اللثة، خصوصاً الشَّكل المزمن منها المعروف بالتهاب دواعم السن، بأنها حالة التهابية ناتجة عن عدوى بكتيرية في الأنسجة الداعمة للأسنان. وتُعدُّ هذه الأمراض من أكثر الأمراض شيوعاً حول العالم، وتزداد خطورتها مع التقدُّم في العمر، والتدخين، وسوء العناية بصحة الفم.

ويحدث التهاب دواعم السن عندما تكون اللثة ملتهبة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة والعظام التي تدعم الأسنان، ويُمكن أن يؤدي إلى تراجع اللثة وفقدان الأسنان إذا لم تُعالج بشكل مناسب. وتُعزى هذه الأمراض بشكل رئيسي إلى تراكم البكتيريا في الفم نتيجة عدم العناية الجيدة بالأسنان.

ومن أعراضها الشائعة نزيف اللثة، ورائحة الفم الكريهة، وحساسية الأسنان. وإذا تُرك المرض دون علاج فقد يتسبَّب في تدهور صحة الفم بشكل كبير، ممَّا يستدعي التدخل الطبي لتجنب فقدان الأسنان.

اللثة وتلف الكبد

في الدراسة، طرح الباحثون مفهوم «الفم-الأمعاء-الكبد»، الذي يُشير إلى الترابط بين بكتيريا الفم، وميكروبيوم الأمعاء، ووظائف الكبد. ويُمكن أن تنتقل البكتيريا من الفم إلى الجهاز الهضمي أو مجرى الدم خلال الأنشطة اليومية مثل المضغ أو تنظيف الأسنان؛ مما يؤدي إلى اختلال التوازن الميكروبي وزيادة نفاذية الأمعاء، وبالتالي وصول السموم إلى الكبد وتحفيز الالتهاب وتليُّف الأنسجة.

وأظهرت الدراسة أن البكتيريا الفموية قد تزيد من شدة التهاب الكبد الدهني المرتبط بالاضطرابات الاستقلابية، بل اكتُشفت أيضاً آثار لها في أنسجة الكبد. كما تلعب الالتهابات المزمنة في اللثة دوراً في إفراز السيتوكينات الالتهابية، التي تُسهم في تطور أمراض الكبد.

وتدعم البيانات السريرية هذا الارتباط، إذ يعاني مرضى تليُّف الكبد من صحة فموية أسوأ، بما في ذلك معدَّلات أعلى من تآكل اللثة وفقدان العظام الداعمة للأسنان. وتصل نسبة الإصابة بالتهاب دواعم السن لدى المرضى المنتظرين لزراعة الكبد إلى 72 في المائة.

وفي دراسة سريرية، أدى علاج اللثة إلى تحسن مؤقت في إنزيمات الكبد، ما يُعزِّز فرضية تأثير صحة الفم على وظائف الكبد.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة تُبرز الحاجة إلى ربط مجالات الطب المختلفة بعضها ببعض، وتحديداً بين أطباء الكبد وأطباء الأسنان، لتوفير رعاية شاملة ومتكاملة للمرضى. 

وإذا أُكّدت هذه النتائج عبر تجارب أوسع، فقد يُصبح علاج التهاب اللثة جزءاً من خطة علاج أمراض الكبد المزمنة.

(الشرق الأوسط)